من عمّان مع التحية

عبدالسلام فارع

عبدالسلام فارع

ما إن غادرت مطار الملكة علياء في العاصمة الأردنية باتجاه الفندق المخصص لإقامة بعض الزملاء المقرر تكريمهم في العيد الـ11 لرواد الإعلام الرياضي العربي حتى وجدت نفسي في ذهول جم أمام تلك النهضة العمرانية المتميزة التي تشد الناظر على امتداد أكثر من 30 كم، إضافة إلى التربة الزراعية الخصبة، وما إن ولجت فندق بريستول حتى ازدادت دهشتي وذهولي أكثر بكل ما شاهدته والذي يمكن تلخيصه بالتفاف الشعب الأردني حول وطنه وحرص الجميع على أن يمثلوا بلدهم التمثيل الأمثل من خلال إسهامهم الفاعل في إبراز المناخات البيئية والسياحية الجاذبة للاستثمار والتنمية الشاملة ليحققوا جميعاً نجاحات غير مسبوقة في بلد فقير يفتقر للموارد الأساسية حتى جعلوا من الأردن ملاذا وقبلة لكل السائحين.
وبعيداً عن الخوض الممل في تفاصيل العيد الـ11 للإعلاميين الرياضيين العرب -الذي سبق لصحيفة “الثورة” عبر إدارتها الرياضية أن واكبته بتميز وإيجاز أمس الأول -دعوني أشير فقط إلى ما يلي:
بعد افتتاح العيد توالت الكلمات المواكبة من قبل المعنيين بالعرس العربي الكبير، حيث ركز الجميع على طلب الرحمة والمغفرة لفقيد الصحافة الرياضية الذي وافته المنية في نفس يوم التكريم، وهو أحد المكرمين الزميل الراحل زهير الشقيري، وفي الاحتفال أكد ناصر المجالي على أن أي انجاز لا يمكن أن يتحقق دون تغطية فاعلة، مطالباً بضرورة التدريب والتأهيل والتواجد النسوي.
أما أمجد المجالي رئيس اتحاد الإعلام الرياضي بالأردن فقد شدد على مهنية الإعلام وقدسيته، واصفاً الجميع بالأساتذة والقدوة والمثل، وأردف يقول: شكراً لكم بحجم الكون.
من جانبه كان قد تحدث رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية الزميل الأستاذ محمد جميل عبدالقادر عن عطاءات الاتحاد منذ العام 2007م، موضحاً أن التاريخ الكبير الذي صنعه الزملاء على مستوى الوطن العربي جعل الاتحاد عاجزاً عن الوفاء لهم بكل ما يستحقونه، وعموماً كانت كل الكلمات التي ألقيت في العرس الإعلامي الكبير منصفة ومواكبة إلى حد كبير.
وعقب الانتهاء من مراسم التكريم اتجه الجميع إلى مقر مؤسسة الدستور للصحافة لتناول وجبة الغداء في مقر المؤسسة التي آثر القائمون عليها إلا أن تكون الوجبة ملبية للتراث الشعبي الأردني من خلال المنسف وهي الوجبة الأشهر في الأردن.
وقبل تلك الوجبة كان رئيس التحرير الزميل الأستاذ مصطفى ربالات قد ألقى كلمة قيمة ومعبرة، وبعد كلمة رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية كنت قد ألقيت كلمة وصفها الإعلامي السوري المخضرم نعيم الحرح بالممتازة، وأضاف: بس طالت شوي!!
الزميل الأردني زيد حليق كان خير دليل ومرشد وخير صاحب للجميع، ومجهوداته منذ اللحظة الأولى كانت أحد عوامل النجاح لمهرجان العيد الـ11، الزميل زيد سألني عن أوضاع البلدان العربية؟ فأوجزات الرد بعبارة واحدة، ليرد على التو: أنت مدرسة تشتش لي بلهجة إب, أما الزميل السوري نعيم فقد قال: كنا عرباً في 73م .
هوامش:
– لم يكن زيد حليق وحده من أسهم في خدمة ضيوف عيد الإعلاميين الرياضيين العرب، بل كان رفيق دربه عوني فريج خير سند للاتحاد العربي من خلال موقعه كأمين عام للاتحاد.
– هنالك جنود مجهولون أسهموا بفاعلية في إنجاح فعاليات العيد الـ11 لنجوم الصحافة الرياضية العربية من خلال فندق بريستول وكانوا خير سفراء وهم: يوسف الحشكي – عبدالله عوكل – لؤي حمودة – زياد حجازي – أمين بكار، حيث كانوا جميعهم عنواناً للنبل ودماثة الأخلاق.
– عند كتابة هذه السطور جاءني خبر يفيد بانسحاب أكثر من دولة عربية من انتخابات المجلس التنفيذي للاتحاد العربي، والمدهش حقاً أن تكون الأردن ضمن الدول المنسحبة!!
– توقعت هذا التكريم قبل أكثر من 20 عاماً لكنه لم يأت إلا من خلال الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي ورئيسها البشير بن سنان، وفي هذا الشأن علَّق أحدهم قائلاً: هذا التكريم ليس لوطنك اليمن فحسب بل للوطن العربي من محيطه إلى خليجه.

قد يعجبك ايضا