الحقد السلولي الدفين
عبدالفتاح علي البنوس
بالأمس ارتكب طيران العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني السلولي جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي دأب على ارتكابها منذ بداية العدوان وحتى اليوم ، الجريمة التي استهدفت أسرة كاملة كانت في طريقها إلى منزلها بمديرية قعطبة محافظة الضالع والتي راح ضحيتها ثمانية شهداء بينهم امرأتان وثلاثة أطفال ، هي انعكاس لثقافة الحقد والكراهية ، وترجمة للنزعة العدوانية الإجرامية الوحشية التي تجاوزت كل الحدود ، حيث تأتي هذه الجريمة في سياق الرد على الانتصارات الميدانية العظيمة التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهة الضالع والتي توجت مؤخرا بإحكام السيطرة على مديرية الأزارق كاملة في عملية نوعية خاطفة ، جاءت عقب السيطرة على مديرية الحشا ، والانتصارات التي شهدتها جبهات ناصة والعود والخشبة وحمك ومريس وقعطبة والمناطق المجاورة لها والتي جاءت تتويجا لعمليات نوعية خاطفة سطر خلالها أبطال الجيش واللجان الشعبية ملاحما بطولية تشرئب لها الأعناق .
الانتصارات العظيمة في الضالع والتقدم المستمر لأبطالنا المغاوير إصابة قوى العدوان ومرتزقتهم في مقتل وجعلتهم يعانون من حالة هستيرية مفرطة أفقدتهم القدرة على استيعاب ما حصل ، والذي يعد في نظرهم مستحيلا قياسا على حجم المساحة الجغرافية التي تم السيطرة عليها والفترة الزمنية القصيرة التي استغرقها الأبطال لتحقيق ذلك ، وبناء على الإمكانيات المتاحة أمام المرتزقة الذين يحظون بدعم ومساندة مرتزقة العدوان ، حيث خيم عليهم الذهول من هول ما حصل مما دفع بهم لتبادل الاتهامات بالخيانة فيما بينهم ، وتناسوا بأنهم يقاتلون في جبهة الباطل ، ويصطفون في صفه ، ويتخندقون في خندقه ، ويقاتلون تحت رايته ، ومن الطبيعي أن يخذلهم الله ، ويحيط بهم ، ويفشل مؤامراتهم ، ويحبط أعمالهم ، مهما بلغت قوتهم ، ومهما وصلوا إليه من غرور وغطرسة وتجبر ، فقوة الله أكبر من كل ما دونها من قوة ، لذلك شاهدنا كيف تهاوت وتساقطت مواقع وتحصينات المرتزقة على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية ، وكيف تحولت مدرعات وآليات السعودية والإمارات التي منحوها لمرتزقتهم إلى خردة بعد أن نالها من البأس اليماني ما نالها بتأييد الله وتوفيقه .
بالمختصر المفيد، جريمة قعطبة هي اعتراف بالفشل الذريع والهزيمة المدوية ، هكذا عودنا تحالف اليهودة ومرتزقته عقب كل هزيمة يتعرضون لها ، حيث يلجأون إلى ارتكاب المجازر والمذابح ، واستهداف المدنيين الأبرياء للتغطية على فشلهم وخسارتهم الفادحة ، ويرون في قتل النساء والأطفال بطولة وانتصارا ، وهو حال العجزة وأشباه الرجال من المرتزقة الذين باعوا وتاجروا بكل شيء مقابل المال السعودي والإماراتي المدنس ، لذا لا غرابة أن يذهب تحالف العدوان لنفث سموم حقده وإجرامه على المسافرين من المدنيين الأبرياء في الضالع وفي مختلف المحافظات اليمنية مادام حصاده في مختلف الجبهات الهزيمة تلو الهزيمة ، والانكسار تلو الانكسار والسقوط تلو السقوط ، والخيبة تلو الخيبة ، هنا ومهما أغرق العدوان في صلفه ووحشيته وإجرامه فإن ذلك لن يفت في عضد اليمنيين ولن يؤثر على صمودهم وثباتهم ، وسيواصلون معركة التحرير التي يخوضها الأبطال بمساندة الشعب بنفس طويل لمواجهة الصلف والحقد السلولي الدفين للتحالف الإجرامي اللعين الذي بات قاب قوسين أو أدنى من السقوط .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .