اخصائيون: بعض أولياء الأمور يشجعون أبناءهم على ممارسة الغش ويؤسسون لفشل مؤجل
وزاره التربية والتعليم: اتخاذ إجراءات جديدة للحد من ظاهرة الغش هذا العام
الأسرة / خاص
بعض أولياء الأمور, آباء وأمهات, يعتقدون خطأ أنهم يساعدون أولادهم ممن يخوضون الامتحانات بتسهيلهم عملية الغش وتوفير الوسائل اللازمة لهم التي تمكنهم من عبور الامتحانات بنجاح وتفوق عبر الغش .. لكنهم لا يدركون أنهم بذلك يخدعون ابناءهم ويعبدون امامهم طريق الفشل في الحياة منذ خطواتهم الاولى .. في المقابل تبذل وزارة التربية والتعليم جهوداً لمحاصرة ظاهرة الغش وأقرت إجراءات جديدة في هذا الشأن , كما تبين لنا فيما يلي:
هذه الايام تعيش المنازل اليمنية حالة استنفار شاملة, خاصة تلك التي ينتمي اليها الطلبة الذين يخوضون الاختبارات في جميع مدارس الجمهورية لكن هذا الاستنفار لا يصب دائما في إعداد أبنائهم واستذكار دروسهم استعداداً للاختبارات .كثير من اولياء الامور وخاصة من الآباء في المحافظات والمناطق النائية باتوا – مع الأسف – يعدون العدة لمساعدة اولادهم على الغش من خلال دفع الأموال أو عبر ممارسة الضغوط على اعضاء اللجان الامتحانية وحتى استخدام القوة إذا دعت الحاجة الى ذلك !!
سلبية بعض الآباء
شهدت الامتحانات خلال الفترات الماضية أشكالا مختلفة من الاختلالات التي ترافق الاختبارات ابتداء بحالات التجمهر ومرورا بالاعتداء على اعضاء اللجان وانتهاء بمحاولات الاقتحام للمدارس. ويقول سليمان المشولي وهو تربوي قديم: إن” مثل هذه الممارسات اصبحت ظواهر دائمة وترافق كل الاختبارات على مدى عقود “.
ويضيف المشولي , المدرس في مدرسة 26 سبتمبر : على مدى سنوات طويلة وخلال إشرافي على الاختبارات لاحظت إصراراً غريبا من بعض اولياء الامور على تمكين ابنائهم من الغش ولو عبر استخدام القوة والعنف وخاصة في مناطق الأرياف، مشولي تابع قائلاً” بعض اولياء الامور ينقلون ابناءهم الى مدارس تقع في الارياف النائية ظنا منهم أنهم سيجدون بعض الغش وسيحصلون على معدلات مرتفعة ودرجات عالية، متناسين انهم بذلك انما يدمرون ابناءهم ويعصفون بمستقبلهم فيما تجد ابناءهم قد حصلوا على معدلات ضعيفة جدا لأن الغش ليس السبيل الصحيح للحصول على النجاح”.
فشل مؤجل
لا يدرك بعض أولياء أمور الطلاب أنهم يلحقون الضرر بأولادهم ويغشون أساسات بنائهم ويحكمون عليهم بالفشل في قادم ايامهم . يقول محمد عبدالله, الاخصائي التربوي, :إن هذا الخطأ الفادح يقع فيه الكثير من الآباء ممن يعتقدون ان ضمان تفوق أبنائهم في الثانوية العامة عبر الغش يتيح المجال امامهم لتحقيق التفوق والبروز في المستقبل على صعيد التعليم الجامعي او الحياة العملية, وهذه قضية اجتماعية خطيرة تجر وراءها فساداً كبيرا وخاصة من الآباء الذين يرسخون ذلك في فكر ابنائهم .ويضيف : يجد الطلبة المساكين أنفسهم وقد وقعوا ضحايا لتفكير واعتقادات آبائهم الخاطئة وإذا بهم يصدمون بواقع آخر في المستقبل ويكونون امام الفشل الذريع سواء في الجامعة أو في الحياة العملية .
الاخصائي التربوي محمد عبدالله يلفت إلى أنه ومع الصعوبات التي يعاني منها قطاع التعليم ولا يزال بسبب الظروف الحالية التي تعيشها البلاد في ظل العدوان والحصار تزايدت مكامن الخلل..
ويقول: حيث أصبح التلاميذ لا يحصلون على التعليم الجيد نظرا لعدم توفر الكتاب المدرسي مما جعل الكثيرين يجدون العذر للطلبة لممارسة الغش في الامتحانات غير ان ذلك مبرات واهية، فتسهيل الغش ليس الطريقة المناسبة لحل المشكلة”.
من هنا يشدد محمد عبدالله على ضرورة أن تعمل الجهات المعنية بجد لمواجهة المشاكل الخاصة التي تواجه القطاع التربوي والتعليمي ومنها بطبيعة الحال ظاهرة الغش، ويقول: نحتاج آليات علمية مناسبة تساهم في الحد من انتشار هذه الظاهرة لأنها أصبحت تنتج لنا كوادر يحصلون على مهن لا يستحقونها سواء المدرسين أو المحامين أو الاطباء الذين يخرجون الى سوق العمل وهم لا يفقهون شيئا ويكونون كارثة حقيقية على المجتمع بأسره”.
إجراءات جديدة
من جانبهم يبدي المسؤولون في وزارة التربية والتعليم استشعاراً لمشكلة ظاهرة الغش,ويوضح مسؤولون في الاعلام التربوي أن “هناك آليات جديدة اعتمدت خلال السنوات القليلة الماضية للحد من ظاهرة الغش من خلال وضع اكثر من نموذج للأسئلة في القاعة الامتحانية الواحدة وغير ذلك لجعل الغش عسيرا وشاقا”، ويشيرون إلى أن “هناك تعميمات وتعليمات صارمة لمدراء المدارس والمناطق التعليمية لمكافحة ظاهرة الغش في عموم المدارس بكل الوسائل الممكنة مع اجراءات قانونية حازمة ضد أي مخالفات في هذا الشأن” . غير ان وزارة التربية والتعليم باشرت منذ العام الماضي في اعتماد آليات جديدة في تنفيذ العملية الامتحانية وبما يضمن الحد من تلك الاختلالات، ويقول مسؤولو وزارة التربية والتعليم إن ” الوزارة عاقدة العزم أكثر من أي وقت مضى على إحداث تغيير جذري في العملية الامتحانية وإنهاء ظاهرة الغش وكل الاختلالات التي ترافق سير الاختبارات نهائيا “.
مسؤولية عامة
مع ذلك، يظل المجتمع معنياً ايضا بدعم جهود وزارة التربية والتعليم في هذا الإطار إذ لا يمكن ان يكون هناك نجاح كامل من دون تعاون مجتمعي فعال من خلال التوعية بآثار ومخاطر ظاهرة الغش على حاضر ومستقبل الشباب والمجتمع والبلاد إجمالاً.