لندن/ وكالات
قالت صحيفة “ون بريتش” البريطانية بقلم الكاتب “توني كارتالوتشي” إن الحرب بالوكالة التي شنتها أمريكا ضد سوريا، والتي بدأت عام 2011م وتصاعد ما يسمى “الربيع العربي” انتهت بهزيمة واشنطن المطلقة.
وتابعت الصحيفة بالقول: “عبّر بريت موريغجورك “المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف العالمي لمواجهة تنظيم داعش”، عن أسفه لهزيمة أمريكا في سوريا في صفحات الشؤون الخارجية وقد استقال احتجاجاً على خطط مزعومة لانسحاب أمريكي من احتلالها غير الشرعي لشرق سوريا”.
وأضافت الصحيفة: “وبعد مكالمة هاتفية مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، أصدر ترامب أمراً مفاجئاً بسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، على ما يبدو دون النظر في العواقب، قام ترامب بعد ذلك بتعديل هذا الأمر، حيث يتمثل القرار الجديد في بقاء حوالي 200 جندي أمريكي شمال شرق سوريا وعلى بقاء 200 آخرين في التنف، وهي قاعدة معزولة جنوب شرق البلاد”.
وتابعت الصحيفة بالقول: “ومع ذلك، إذا كان “داعش” يمثل تهديداً ليس فقط لأمريكا، بل لجميع شركاء الائتلاف – وخاصة دول أوروبا الغربية، لماذا لم يرسلوا قواتهم بشغف إلى التحالف إذا كان داعش يمثل تهديداً حقيقياً لأمنهم في الوطن؟ ولماذا ستسحب أمريكا أي قوات في المقام الأول إذا كان هذا صحيحاً؟ الجواب بسيط للغاية – داعش من صنع الغرب – أي إنه أداة مصممة بشكل صريح للمساعدة في “عزل” الحكومة السورية وتنفيذ العمليات العسكرية والإرهابية التي لم تتمكن أمريكا وشركاؤها من القيام بها بشكل كبير، وكانت مذكرة وكالة الاستخبارات الأمريكية للدفاع (DIA) التي تم تسريبها عام 2012م قد كشفت عن نية أمريكا وحلفائها إنشاء ما أسماه “الإمارة السلفية” شرق سوريا”.
وبينت الصحيفة: ” أنه في حالة انهيار الموقف، هناك إمكانية لإقامة إمارة سلفية معلنة أو غير معلنة في شرق سوريا (الحسكة ودير الزور)، وهذا هو بالضبط ما تريده القوى الداعمة للمعارضة من أجل عزل النظام السوري”.
وأوضحت الصحيفة: إنه وفقط من خلال تدخل روسيا في عام 2015م تم نقض الخطط الأمريكية وتجميد حربها العلنية ضد سوريا ووضعها في حالة من الجمود، لقد حاول ماكغورك وغيره في جميع أنحاء المؤسسة الغربية تقسيم ما هو أساساً إخفاقاتهم الجماعية عن طريق ربطهم حصرياً بكل من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب. سواء احتفظ الرئيس ترامب بقوات في شرق سوريا أم لا، فلن يتغير شيء أو ينقلب على الهزيمة الاستراتيجية والجيوسياسية المهمة التي عانت منها واشنطن.
وبدلاً من ذلك، فإن مستويات القوات وعمليات الانتشار في سوريا وحدها، بل في العراق المجاور، تعمل على المساهمة في المرحلة التالية من التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط – إفساد المصالحة وإعادة الإعمار- ، إن هذه الحلقة الأخيرة من التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط – كذلك محاربة الإرهابيين الذين أنشأتهم ونشرتهم عمداً على وجه التحديد لتكون ذريعة – هي مثال على سياسة أمريكا الخارجية “المميتة والمحترقة”.
وأشار الصحيفة: إلى أنه وخلال السنوات الأربع الفائتة، فقد تنظيم داعش تقريباً جميع الأراضي التي سيطر عليها ذات مرة، قتل معظم قادته في العراق، عاد أربعة ملايين مدني إلى المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش، وهي نسبة عودة لا مثيل لها بعد أي صراع عنيف آخر حدث مؤخراً.
في العام الماضي، أجرى العراق انتخابات وطنية وافتتح حكومة جديدة بقيادة قادة أكفاء موالين للغرب ركزوا على زيادة توحيد البلاد في سوريا، قامت قوات سوريا الديمقراطية بتطهير داعش من ملاذاتها الإقليمية في شمال شرق البلاد، وساعدت برامج الاستقرار التي تقودها أمريكا السوريين على العودة إلى ديارهم.
واختتمت الصحيفة بالقول: إن العراقيين والسوريين، وليس الأمريكيين، يقومون بمعظم عمليات القتال.
التحالف، وليس واشنطن فقط، يقرّ مشروع القانون، وعلى عكس غزو أمريكا للعراق عام 2003م، تتمتع هذه الحملة بدعم دولي واسع النطاق، بعبارة أخرى، كانت حملة لتغيير النظام أعيد تصميمها تغطي كلّاً من سوريا والعراق، وتهدف إلى اجتذاب الدعم المحلي والدولي باستخدام عدو مروّع لتدمير الدولتين والسماح لأمريكا و”شركائها في التحالف” من إعادة بناء المنطقة كما تريد.