الثورة/ محمد شرف الروحاني
مر عام على ترجل الفارس بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتضحية ، رحل القائد العظيم والسياسي المحنك والإداري المتمكن والمجاهد الصابر، رحل الرئيس صالح الصماد، رحل ليلقى الله شهيداً وهو يقارع الطغاة والمستكبرين حتى آخر يوم من حياته ليلحق بركاب الصالحين الذين سبقوه ، مر عام على رحيل جسده الطاهر لكن روحه باقية بين كل من عرفوه أثناء مسيرته .. في السطور الآتية شهادات حية عن هذا الرجل من رفاق دربه الذين عرفوه:
سطان السامعي- عضو المجلس السياسي الأعلى يقول في الرئيس الشهيد : تعجز الأحرف ان تفي حق الشهيد صالح الصماد، فهو مع قوته وصرامته وشموخه يتمتع بمشاعر إنسانية نبيلة كان يتأثر كثيرا ً عندما يشاهد أشلاء الأطفال تتناثر وأجسام النساء تتمزق، فيحبس حزنه ويتحول إلى أسد صهور، ينتقل من جبهة الى جبهة ومن اجتماع سياسي الى آخر عسكري ويقضي معظم يومه بعمل وجهاد، رحم الله ابا الفضل فقد كان إنسانا ً قبل ان يكون رئيسا ً في سلوكه اليومي كان عالما ً فقيها ً خطيباً بشوشا ً سياسياً محنكاً قوياً شجاعاً، لا يهاب الموت مثل كل القادة العظماء في التاريخ .
الصماد من اسمه كان أكثر صموداً في وجه اعتى عدوان يشهده اليمن ولم يشهد مثله التاريخ وسيكتب عنه المؤرخون بأنه الرئيس الفولاذي الذي لم يضعف ولم يلن للعدو حتى لقي ربه شهيدا ً شامخاً وستظل الأجيال المتعاقبة تفخر به جيلا ً بعد جيل.
القائد المحنك
محمد النعيمي- عضو المجلس السياسي الأعلى يقول عن الرئيس الشهيد : جمعتنا بالرئيس الصماد آمال وأحلام شعبنا اليمني في نضالاته المستمرة لتحقيق أهدافه التحررية من التبعية للوصاية والهيمنة التقيت به في صعدة في العام 2010م في إطار عمل اللجنة المشتركة بين أنصار الله وأحزاب اللقاء المشترك وهذا اللقاء كان البوابة لمعرفتي بالشهيد وتجسدت وتعمقت هذه المعرفة في إطار عملنا في المجلس السياسي الأعلى حين ترأس الشهيد المجلس السياسي وكان المفترض ان يتم التدوير كل أربعة شهور لكن فاعلية الفقيد والقيم التي كان يحملها وظروف المرحلة فرضت ان يظل رئيسا ً للمجلس السياسي حتى استشهاده .
كان يمثل نموذجا ً للعالم الفاضل المجتهد والقائد المحنك الذي يربط الأحداث التاريخية بالواقع مع الدروس والعبر التي تتمثل في صراع أهل الحق مع قوى العدوان والباطل في منهجية متميزة صبغت مقاربته لواقع الأحداث ووقائعها وفق سياق الاستنطاق لتاريخ الأمة وحالها واستنساخ الشروط المحققة للنصر على الأعداء مستقبلا ً.
مثال يحتذى به
نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى ونائب الرئيس الصماد اثناء توليه لرئاسة المجلس السياسي الاعلى الدكتور قاسم لبوزة يقول في الرئيس الشهيد: الرئيس كان مثلا ً يحتذى به في الشجاعة والفداء كان طموحا ً ويحمل روحا ً قيادية خالصة الولاء لله وللقيادة والوطن .. استهداف الشهيد الصماد هو استهداف للمشروع الوطني الذي أطلقه فلم يذهب الصماد إلا وقد أرسى قواعد العمل المؤسسي وترك منهجية يحتذى بها في بناء وطن قوي يخوض كل الصعاب.
رئيس بحجم الوطن
الشيخ احمد جريب الصبيحي محافظ محافظة لحج وعضو المجلس السياسي الاعلى يقول في الرئيس الشهيد : خلال عامين من تولي الرئيس الصماد لرئاسة المجلس السياسي أدار البلاد كرئيس للمجلس السياسي الأعلى، تعامل كرئيس للشعب اليمني شماله وجنوبه، لقد كان رئيسا بحجم الوطن ومنح الجنوب من الاهتمام ما منحه للشمال ومنذ اليوم الاول لتوليه رئاسة المجلس السياسي الاعلى لم تغب عنه القضية الجنوبية .
امتلك الرئيس الصماد زمام المبادرة واعترف بالقضية الجنوبية كمظلومية لا يمكن تجاهلها وأبدى استعداده تقديم الحل العادل الذي يرضي كل جنوبي، فدعا أبناء الجنوب بكل أطيافهم وتوجهاتهم الى حوار وطني يفضي الى الحل الشامل ولا يفاقم المشكلة , لقد خسرت اليمن برمتها انبل رجالاتها برحيل الصماد ولكننا ندرك أن الثقافة والإدراك والمسؤولية والوفاء والجد في التعاطي مع مختلف القضايا والشعور الوطني بالمسؤولية لم تكن ثقافة الرئيس الشهيد وحسب بل ان الرئيس الصماد كان نموذجا حياً لمشروع الحاضر والمستقبل مشروع المسيرة القرنية الذي جاء لنصرة المستضعفين في كل بقاع الأرض هذا المشروع الذي قدم الرئيس الصماد يقدم الرئيس المشاط الذي حمل الأمانة والمسؤولية وها هو يواصل مسيرة الرئيس الشهيد الصماد بذات النهج .
خيرة الرجال
مبارك المشن الزايدي -عضو المجلس السياسي الاعلى يقول في الرئيس الشهيد: عرفت الرئيس الشهيد الصماد منذ فترة طويلة من خلال زيارتنا لصعدة وفي وقت مبكر وقد كان رجلا ً كريما ًمضيافاً لا تمل من حديثه وثقافته القرآنية التي جذبت الجميع اليه، فقد كان من خيرة الرجال الذين يجسدون المسيرة القرآنية قولا ً وعملاً وحين عملنا معا ً في المجلس السياسي الاعلى كان الشهيد نعم القائد والمسؤول فقد ملأ مكانه بجدارة وأحببناه وأحبه الشعب اليمني، فالكثير ونحن منهم رأينا فيه تكراراً لتجربة الشهيد الحمدي، فجهوده الوطنية رغم العدوان كانت ملموسة ومشهودة على كل الاصعدة وخسارتنا له تدفعنا للسير على نهجه وتحقيق ما كان يصبو اليه .وليخسأ العدوان الجبان الذي سيلقنه الشعب اليمني ابلغ الدروس والعبر في القريب العاجل إن شاء الله.
موسوعة ثقافية
أ. الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور -رئيس مجلس الوزراء يقول عن الرئيس الشهيد : عرفت عن قرب خصال وصفات القائد الوطني السياسي الوطني المتحرر من شوائب المناطقية والحزبية وهذه هي مواصفات أساسية لنجاح أي قائد يخوض معترك القيادة بما لها وما عليها ،عرفت عن قرب اتساع ثقافته الدينية وأطروحاته الثرية انطلاقا من تعمقه في المنهج والقرآن الكريم، ان انضمامه لأنصار الله كان بدافع الاقتناع المطلق دون تفكير أو تردد، يفكر بالحركة وقياداتها ويتحدث باستمرار بل ويطالب بقوله “افهموا هذه الحركة من أدبيات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ولا تقرأونا كحركة عبر آراء الآخرين” والشهيد كان بحق موسوعة ثقافية شاملة في اختصاصه ويظهر ذلك بجلاء أثناء الحوارات والنقاشات والمحاضرات التي كان يلقيها .. كان كريم النفس لطيف المعشر شديد التواضع في تعامله مع مرؤوسيه وكان بالمقابل متابعا جادا ومسؤولا لشؤون الدولة واحتياجات المواطنين، هذا ما لمسته اثناء عملنا المشترك في إدارة وقيادة الدولة كل من موقعه الاداري … كان شديد الاهتمام والمتابعة لقضايا ومشاكل ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية ويراهن على المستقبل السياسي للوطن من خلال العديد من التكوينات السياسية الوطنية المقاومة للعدوان من بين ابناء المحافظات ورهانه في ذلك على البعد الوطني لبناء مؤسسات الدولة بالمستقبل القريب بعد انتهاء العدوان على اليمن.
النموذج الأرقى
هناء العلوي- عضو المكتب السياسي لأنصار الله تقول عن الرئيس الشهيد : امتلك الشهيد الصماد من الوعي والحكمة والمؤهلات العلمية نتيجة ارتقائه الإيماني ما لم يمتلكه احد من الرؤساء والزعماء العرب في ظل مرحلة فاصلة من حياة الأمة العربية والإسلامية مكنته تلك المؤهلات الإيمانية ان يمثل النموذج الأرقى في قيادة شعبه وحفظ سيادته وأمنه، لم يتربع على الكرسي ويقبع داخل الفلل الفارهة يصدر منها توجيهات وقرارات، بل مثل جسرا ً منيعا ً مشاركا ً ميدانيا ً وكان جبهة بمفرده في مواجهة اعتى عدوان جائر على بلدنا، فالمتأمل في دوره وتحركاته ولقاءاته وخطاباته مع كل فئات المجتمع وفي المقدمة الأبطال في ميادين العزة والكرامة يرى أنه كان المحرك الاساسي لاستنهاضهم واستنهاض شعب بأكمله وفي مختلف المجالات لمواجهة المؤامرة التي استهدفت اليمن ارضا ً وانساناً.
صدق المثل القائل “لا يعرف العظيم إلا العظيم” والرئيس الصماد من خلال معرفتي به لا ينطق إلا الصدق وسنظل نفتخر بكلماته وصدق توجهه، فقد قدم المرأة اليمنية على أنها أرقى وانصع نموذج على مستوى تاريخ البشرية لدورها العظيم الذي قامت به في مرحلة فاصلة من مراحل الأمة رغم كل التحديات والظروف.