الثورة نت| وكالات..
يحيي الفلسطينيون في السابع عشر من إبريل/نيسان من كل عام يوم الأسير الفلسطيني بفعاليات مختلفة كالمهرجانات والندوات والمسيرات والوقفات التضامنية مع الأسرى تكريمًا لهم وتعاطفًا مع ما يتعرضون له من أبشع أنواع التعذيب والانتهاكات من قبل إدارة سجون العدو
الصهيوني.
وبدأ الفلسطينيون إحياء هذه المناسبة عام 1974 حيث أقر المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان منظمة التحرير) السابع عشر من إبريل/ نيسان من كل عام، يومًا وطنيًا وعالميًا لنصرة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني.
ويقول الأسير المحرر والمختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة إن “يوم الاسير الفلسطيني سيبقى يومًا للوفاء للحركة الأسيرة وتضحياتها وشهدائها ويومًا لشحذ الهمم وحشد الطاقات لنصرتهم واسنادهم، يومًا للعمل من أجل تعزيز مكانتهم القانونية ومشروعية نضالهم
والعمل من أجل ضمان حريتهم”.
ويقبع نحو 6000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الصهيوني غالبيتهم العظمى هم من سكان الضفة الغربية، موزعين على 22 سجنًا ومعتقلًا ومركز توقيف؛ فمن صحراء النقب وريمون ونفحة وبئر السبع جنوبًا ومرورًا بالرملة وعسقلان وهداريم وجلبوع والشارون وعوفر،
وليس انتهاء بالجلمة وسجن الدامون شمالًا.
ويشير فروانة إلى أن من بين هؤلاء الأسرى هناك 250 طفلًا وطفلة، و47 أسيرة فلسطينية بينهن 22 أمًا، إضافة إلى وجود 430 أسيرًا إداريًا دون تهمة أو محاكمة، و7 نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني،و19 صحافيًا، ومئات من الأكاديميين والكفاءات العلمية
والرياضيين.
ويضيف فروانة أن “من الملفات المؤلمة وجود قرابة 1800 أسير يعانون من أمراض مختلفة، بينهم 180 أسيرًا يعانون من أمراض خطيرة، و 30 أسيرًا يعانون من مرض السرطان، بالإضافة إلى 80 أسيرَا يعانون من إعاقات جسدية وذهنية ونفسية، أو من الإعاقة الحسية “
السمعية أو البصرية”، بعضهم فقد القدرة على أداء الأنشطة اليومية الاعتيادية بنفس الكفاءة، ومن لم يعد يستطيع قضاء حاجته الشخصية، دون مساعدة رفاقه في السجن، بحيث يمكن القول بأن العشرات من هؤلاء هم، في الحقيقة، إنما يحتضرون في انتظار ساعة الوفاة
والرحيل الأبدي، والتي يتمناها بعضهم أن تأتي مسرعة لشدة الألم”.
كما يوجد بين الأسرى نحو 540 أسيرًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد “مدى الحياة” لمرة واحدة أو لمرات عدة، كما هناك من كبر وشاب وهرم في السجن خاصة إذا ما علمنا أن 47 أسيرًا قد مضى على اعتقالهم عشرون عامًا بل وأكثر بشكل متواصل، وأن 26 أسيرًا منهم
معتقلون منذ ما قبل اتفاقية “أوسلو”، وهؤلاء ممن كان يفترض إطلاق سراحهم ضمن الدفعة الرابعة في آذار/مارس عام 2014، إلا أن الاحتلال تنصل من الاتفاقيات وأبقاهم رهائن في سجونه وأن جميعهم قد مضى على اعتقالهم أكثر من 25 عامًا، وأن من بينهم 13 أسيرًا
مضى على اعتقالهم أكثر من 30 عامًا، وأقدمهم الأسير كريم يونس من المناطق المحتلة عام 1948، والمعتقل منذ ما يزيد على 36 عامًا بالإضافة إلى 54 أسيرًا ممن أعيد اعتقالهم بعد تحررهم في إطار صفقة وفاء الأحرار “شاليط” أبرزهم نائل البرغوثي الذي أمضى ما
مجموعه 39 عامًا على فترتين.
ويرى فروانة أن ذكرى يوم الأسير الفلسطيني تمر هذا العام والحركة الأسيرة تمر في أسوأ أوضاعها وأخطر مراحلها، الأمر الذي دفع الأسرى للجوء إلى الخيار الأصعب والأقسى رغما عنهم، وإعلان الإضراب المفتوح عن الطعام عشية حلول يوم الأسير ذودًا عن كرامتهم
ودفاعا عن حقوقهم ومطالبة بتحقيق مطالبهم الإنسانية، وقد توصلوا الى اتفاق مع ادارة السجون يضمن تحقيق بعضا من مطالبهم الانسانية.
بدوره، يؤكد القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان على أن قضية الاسرى تقف على سلم أولويات فصائل المقاومة، مشددًا على أن المقاومة تعمل ليل نهار من أجل اطلاق سراحهم من سجون الاحتلال.
ويقول رضوان “لن يهدأ لنا بال حتى ينال الاسرى حريتهم ونحمل الاحتلال كامل المسؤولية عن سلامة الاسرى”، وحيا كل المؤسسات الداعمة للأسرى لان تسهم في دعم صمود ثبات الاسرى وذويهم بالإضافة الى فضح جرائم الاحتلال.
من جهته، يقول القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل “إنه لا يمكن أن يغمد سلاح المقاومة طالما هناك أسير فلسطيني داخل السجون الصهيونية”، ويضيف “سنعمل جاهدين على تبيض السجون من أسرانا، ولا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام الجرائم التي يتركبها
العدو ضد الاسرى في داخل السجون”.
ويطالب المدلل الأمة العربية والإسلامية بالعمل على “إسناد ودعم الأسرى وأن تجعل معركة الأسرى على سلم أولوياتها”.
من ناحيته، يؤكد المتحدث باسم لجان المقاومة في فلسطين محمد البريم على أن قضية الأسرى هي القضية المركزية للشعب الفلسطيني.
ويقول البريم إن “المقاومة الفلسطينية تستطيع من خلال ما تمتلك من وسائل وأوراق قوة تتعلق بالجنود الأسرى لديها أن تحرك المياة الراكدة في ملف التبادل”.
ويضيف “نحن نؤمن تمامًا أن حقوق الأسرى لا يمكن أن تسترد إلا باطلاق سراحهم وهذا لا يتم إلا عبر صفقة تبادل مشرفة تقوم بها المقاومة الفلسطينية”.