أين نحن في عام خامس من الثبات؟
حاتم شراح
تأتي الذكرى الخامسة للحرب على اليمن ، حرب توجت بإعلان عالمي أن أمريكا تدعم هذا العدوان ، أليس هذا فخراً لا يعادله فخر ، نحن الذين ندافع عن أنفسنا ، دون عون يُذكر ، إلا من الله ، العالم بأكمله يشترك في الحرب من خلال السكوت ، ومن خلالنا اتضح أن الضمير العالمي مات موتا سريريا ، لا أمل في أن يفيق من غيبوبته ، العالم يستفيد اقتصاديا من مال الخليج الذي تم تسخيره ، لبناء نهضة عربية ، وإسلامية ، وزرع المحبة في قلوب المسلمين لبعضهم ، وانتشال العرب والمسلمين من الفقر ، وبعيدا عن هذه الأهداف العامة ، أليس من المفترض أن يستغل هذا المال في التنمية الاقتصادية من صناعات و مشاريع قومية تُخطط لما بعد البترول؟!
إن هذا المال اليوم يستنفد وبمبالغ باهظة جدا للحرب على اليمن ، هذا البلد لا يستحق أن تشن عليه هذه الحرب فهو محارب منذ خمسين عاما ، هذا الشعب عانى من الويلات من هؤلاء الذين يريدون من أبنائه أن يكونوا أذلاء مستعبدين ، وها هم اليوم يشاهدون ثمرة جهدهم ماثلة للعيان عبر المرتزقة الذين يريد أعداء اليمن أن نكون على هذه الشاكلة ، وفعلا لقد بذلوا لتشكيل تلك الفئة أموالا طائلة ، وقد بذلت كل ما بوسعها ، ولكن هل حققت هذه الفئة كل الأهداف ، بالعكس لقد أوقعوهم في مستنقع لن يخرجوا منه أبدا ، وسيكون الجزاء من جنس العمل ستكون نهاية دول العدوان على يد هذه الفئات التي تربيها وترعاها ، وذلك لسبب واحد ، أن الذي يقوم بخدمة ما لابد أن يقبض الثمن ، وأعداد هؤلاء في كل الدول من الكثرة بتجميعهم تجعل كاهل دول العدوان سينوء بحمل هذه التكاليف ، وها هو السودان يجني ثمن خدمته ومشاركته في العدوان، وهذا أبسط مثال ، أما من هو خارج بلده فلا يحلم أن هناك من سيعيده إليه حاكما مهما قدم من خدمات ، ولهذا علينا أن نعي أن اليمن وزرع محبتها في القلوب ، وتوريث ذلك لأبنائنا هو الحل الوحيد ، أما المال والثروة التي ثمنها خيانة الوطن فسيكون الأبناء أشقياء بهذا المال المدنس ، والذي مما لاشك فيه أن من الأبناء من سيلتحق بالصف الوطني وبقوة وعزيمة لا تتزعزع ، بل إن من الآباء اليوم من يريدون توريث الوطنية والوفاء للوطن أعظم من توريثهم للمال ، وهناك من القامات الوطنية الثابتة على مواقفها الكثير وهؤلاء يحسبون لأي موقف ألف حساب وعندما يخلدون للنوم ونفوسهم مطمئنة ، وضمائرهم في راحة تامة ، تزداد الثقة بأنفسهم ، وتتولد لديهم قناعات ثابتة بأن خيانة الوطن من المحرمات التي يكون الموت أهون منها بعكس الذين اهتزت نفوسهم ، وغرهم بريق المال ، وأصبحوا في خانة الملعونين والمغضوب عليهم حتى ممن تعاونوا معه .
العام الخامس يطل علينا ، ونحن في كامل قوتنا ، وفي أتم جهوزيتنا ، والانتصارات تتحقق كل يوم ، والعالم يشاهد مظلوميتنا وثباتنا ، وكلما تعاظمت المعاناة كلما زادنا ذلك إيماننا بقبح وحقارة أعدائنا ، لا لشيء إلا بسبب أنهم لم يراعوا أواصر الدين في المقام الأول ، ولا العروبة ، ولا الجوار حيث انتهكوا هذه الحرمات بأجمعها ، فلو عرضوا تصرفاتهم على الدين لأدانهم ، وعلى العرف لعرفهم بحقارتهم ، ولكن للعظمة والسيادة والعزة والكرامة والاستقلال ثمن ولابد لنا نحن اليمنيين أن ندفعه ، وها نحن ندفعه من خلال الحصار من خلال الشهداء والجرحى والمنازل المهدمة ، وانقطاع المرتبات ، وانقطاع كثير من الخدمات ، وهذا ما يجب علينا أن نصبر عليه ، وما ثباتنا وصبرنا إلا دليل على أن هناك نفوساً أبية تحمل في داخلها الحرية و العزة والأنَفة والإيمان قبل كل شيء .