آثــــــــارنا وهمجية العدوان السلولي
عبدالفتاح علي البنوس
أغرق العدوان السلولي في قصفه واستهدافه للمآثر والمعالم التاريخية والأثرية مخلفا دمارا هائلا في حقد سلولي سافر ، حيث تكبد الوطن خسائر مادية ومعنوية وتاريخية ترتبت على التدمير الممنهج لها والتي لا تقد بثمن ، فالقيمة المادية لا تساوي شيئا أمام القيمة التاريخية لهذه المعالم الضاربة في القدم والتي كانت ثمثل شواهد حية ماثلة للعيان على الإرث الحضاري والتاريخي والثقافي الحافل لليمن السعيد ، صحيح التاريخ لن يمحي حضور هذه المآثر حتى وإن طالها قصف العدوان وتعرضت للخراب والدمار ولكنها كتاريخ ستظل محفوظة لأنها عبارة عن شواهد على التاريخ والحضارة اليمنية والتي لن يمحوها القصف السلولي الحاقد ، فالتاريخ اليمني العريق الذي يشهد له العالم بأسره.
وأمام هذا الاستهداف الممنهج ينبغي على وزارة الثقافة تسليط الضوء على كافة المواقع المستهدفة وتوثيق ذلك بالصوت والصورة وترجمة ذلك بأكثر من لغة وتوزيعها على مختلف دول العالم والمنظمات والجهات الدولية المعنية بالتراث والتاريخ والحضارة والثقافة ليعرف العالم إلى أي مدى وصل الحقد بالسعودية والإمارات وتحالفهما السلولي على الآثار والمعالم الثقافية والتاريخية والتي تعكس عقدة النقص التي يعاني منها الإماراتي والسعودي والتي دفعتهم لنفث سموم حقدهم على الآثار والمعالم التاريخية اليمنية بغية تدميرها والقضاء عليها ، والعمل من الآن على مخاطبة هذه الجهات المهتمة بالآثار للقيام بترميم ما دمره العدوان من مآثر ومعالم وآثار باعتبارها من الموروث العالمي المحمي بموجب اللوائح والقوانين و المعاهدات والاتفاقيات ذات الصلة.
العدوان يهدف إلى تدمير آثارنا وكل ما يمت بصلة لتاريخنا العريق وحضارتنا المتجذرة في أعماق التاريخ ، لأنهم بلا تاريخ وليسوا أصحاب حضارة فالإمارات عمرها يقل عن عمر بسكويت أبو ولد ، وكذلك السعودية لا تاريخ لها ولا يحزنون ، لذلك يحقدون على اليمن ومع شنهم للعدوان على بلادنا كانت المواقع الأثرية والتاريخية هدفا من أهداف قصف طائراتهم واعتداءات مرتزقتهم لذلك من الطبيعي قيام المحتل الإماراتي بسرقة أشجار دم الأخوين من جزيرة سقطرى ونقلها للإمارات في محاولة منهم لصنع تاريخ مزيف لدويلتهم الزجاجية ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حقدهم وإفلاسهم ونظرتهم الدونية القاصرة للتاريخ ومآثره ، فالتاريخ والحضارة قصص تروى وسجل يحفظ وإرث يخلد ومواقف تجسد في الزمان والمكان وتظل خالدة في ذاكرة التاريخ ومحفورة في الأذهان لا يعتريها السهو أو النسيان وهي الحقيقة التي يفتقر لها تحالف البعران وهو يستهدف معالم وآثار يمن الحكمة والإيمان.
بالمختصر المفيد، يمكننا مواجهة هذه الاعتداءات التي تطال إرثنا الحضاري والتاريخي بتعزيز عوامل الصمود والثبات والتحدي والمواجهة ، ودعم وإسناد أبطال الجيش واللجان الشعبية وحثهم على توجيه الضربات الموجعة والمؤلمة للعدو في عمقه الإستراتيجي من خلال عمليات نوعية تجبره على العودة لجادة الحق والصواب وتتجه به نحو ايقاف مغامرته الصبيانية ومقامرته الرعناء ووضع حد لغطرسته وهمجيته وإجرامه الوحشي الذي تجاوز كافة ألوان الطيف السبعة لنوصله إلى قناعة تامة بأن التاريخ لا يشترى بالمال ولا يقاس بالثروة ، فالتاريخ يصنعه الرجال العظماء وهم منهم بعيد بعد المشرق عن المغرب ، فهم أحقر من أن ينالوا من اليمن وتاريخه وحضارته ومكانته بين الأمم.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.