النصر وبوادره

 

حاتم شراح

عندما نتحدث عن النصر لابد لنا أن نتأمل كيف كانت نهاية الحرب في سوريا ، وكيف كانت تنتهي من مدينة إلى أخرى ، وكيف كانت المجاميع تنضم إلى الجيش الوطني ، وكيف تشرذمت ، وتفتت مجاميع المرتزقة ، وكيف كانت تتركز المفاوضات حول إجلاء المقاتلين وأسرهم ، وفعلا عندما ينتهي الغازي والمحارب من إنهاء مهمته لن يكون هناك كلام عن مكاسب سياسية ، أو تمديد الحرب إلى أجل غير مسمى ، بل سيتم إيقاف الحرب ، وسيتم التركيز على الحدود والتفاوض على ما تحت يد الجيش واللجان الشعبية .
أما ما تحت يد المرتزقة فلن يتم الالتفات إليه ، وعندما يتم الكلام والتفاوض مع الأسياد فسيسكت العبيد نهائيا بل سيتم وصفهم بالخونة والمتآمرين ، وتجار الحروب وهذه هي صفاتهم الحقيقية ،كما سيتم الاستدلال بكثرة طلبهم للمال ، وكيف سعوا إلى إطالة أمد الحرب طمعا في المزيد من المال ، كما أن سياسة محمد بن سلمان لن تكون فقط على أسرته المالكة بل ستمتد إلى هؤلاء الذين يعد لهم معتقلات خاصة بهم وسيحاسبهم على كل ريال تم استلامه ، ولن يدافع عنهم أحد أبدا لأنهم ورطوا أنفسهم بإعلامهم المضلل حتى لحلفائهم ، وهناك من المؤشرات ما يدل على حماقة لم يسبق لها مثيل ألا وهو الإشادة والاحتفال بانطلاق الحرب والإشادة بها وهذا ما يؤدي إلى تحملهم مسؤولية معظم الجرائم كونهم مسؤولين عن تحديد الأهداف ، وهناك ملفات جاهزة وليس هناك ما يخاف عليه التحالف فقد تم استخدام هؤلاء ، وعندما يصبح بقاؤهم غير ذي جدوى فستلفظهم حتى الأرض التي يمشون عليها ، وعلينا أن نراقب ونلاحظ ونقرأ الأحداث ، وكيف تمت التفاهمات ، ولنا أن نتأمل حماقات إخواننا الذين في صف العدوان ، وكيف يتجاهلون دعوات إخوانهم للعودة إلى قراهم وأعمالهم ، وما قرارات العفو العام المتكررة ، والتي القيادة السياسية على استعداد لها باستمرار ، وإذا كان هناك صوت يستشرف المستقبل وينذر بالنهاية المؤلمة فهو صوت توكل كرمان ، وكيف تنصح بعض القوى بالابتعاد عن القتال في صف العدو ، وهذه الرؤية ليست من فراغ وإنما من خلال طول مدة الحرب وتكاليفها الباهظة ، وعندما يشم قادة التحالف أن هناك ما يشترك في مؤامرة عليه وإن كانت أمريكا تقود هذه المؤامرة فسيكون العقاب شديدا ، ويحمل قدرا من التهور الذي ظهرت بعض مظاهره أثناء الحرب من خلال المجازر والجرائم ، وسيتم ملاحقة العملاء من خلال عملاء على شاكلتهم ، وعندما نلاحظ البنية القبلية للشعب اليمني ، سنرى كيف سيصنع المرتزقة بأنفسهم ،حيث سيتم محاسبتهم من خلال أعراف القبيلة التي لن يستطيعوا دفع فاتورتها ، وستكون المكاسب المالية حقيرة مقارنة بالخسائر المادية والمعنوية ، وسيلاحظ أن الإستماتة ، والانتحار هو ما يلاحظ اليوم لأن الجماعة سيفضلون الموت على البقاء أحياء لأن الكثير منهم قد ارتكب جرائم إما تحديد أهداف مدنية أدت إلى جرائم حرب ، أو قتل أسرى ، أو غير ذلك غير أن هناك من ربما يستفيد من ما يحصل ويدور في تعز حيث أن السيناريو قد ينتقل إلى مأرب وعدن وبقية المناطق التي هم فيها ، ويتم القضاء عليهم بهذه الوسيلة ، وهنا لابد من أن تترسخ القناعة الشعبية التي ظلت طيلة أيام الحرب تترقب باهتمام ما يدور ، والبعض يتمنى أن ينتصر هؤلاء ، وعندما يشاهدوا ما يدور اليوم هم في ضيق ويشعرون بمرارة ويتألمون ، ويعرفون جيدا أنهم لا يستطيعون القيام بشيء سوى الاحتراق الداخلي ، والألم النفسي الذي تظهر أعراضه من خلال منشورات أو نشر أخبار كاذبة ، وهذه الحرب سيندم عليها من قام بإشعالها ، وهو يشعر بفداحة الخسائر ، وسيضحي في سبيل إنهائها بأي شيء ، ولاشك أن مرتزقته هم أول من سيضحي بهم من خلال عدم إدراجهم في أي تسوية ناهيك عن ملاحقتهم ، وربما قطع مخصصاتهم المالية ، ومنعهم من الإقامة في هذه الدول التي تحالفت معهم لا لشيء إلا لأن الخائن لا يمكن أن يكون مواطناً صالحاً أبدا .
ولنا أن نتأمل هؤلاء الخونة أليسوا من إفرازات الصراعات السياسية، وكانوا ممن خانوا طرفا ما في حقبة من الحقب ، وهاهم يعيدون الخيانة بعد الخيانة ، وهذا سيفطن له الكثيرون وعندها سيكون هناك صوت يعلو أن لا مكان لخائن .

قد يعجبك ايضا