على أعتاب العام الخامس من العدوان
الثورة/ عبدالرحمن مراد
نلج العام الخامس وماتزال دول التحالف تشن عدوانها على اليمن أرضا وإنسانا وتاريخا وحضارة , وما يزال اليمن وأهل اليمن جيشا وشعبا ولجانا شعبية وقوى وطنية حرة يقفون وقفة رجل واحد في التصدي لهذا العدوان الذي استخدم كل ما استطاع استخدامه من أسلحة الدمار الشامل ومن التقنيات الحديثة في التجسس وفي تحديد المواقع ومن القنابل الذكية التي ابتكرها العقل المتوحش الامريكي والعقل الارهابي العالمي بهدف تدمير حياة الانسان الذي يدعون انتصارهم لقضاياه المصيرية .
ينصرم العام الرابع وما يزال مطايا العدوان من أدعياء الشرعية يقطنون فنادق الرياض , وماتزال حكومة الفنادق تتوزعها المنافي في العواصم العربية , ومايزال الشعب اليمني عصيَّا على الخضوع لأجندات دول الاستكبار العالمي التي تمتطي ظهور حكام الخليج لقتل وتدمير اليمن تحت وهم عودة الشرعية .
لقد وضعت من يسمونها الشرعية يدها على أرض الجنوب كله ولكنها لم تحدث نفسها بالعودة إلى عدن بل ظلت في الفنادق والعواصم خارج اليمن , وفي ذلك بيان للناس واضح أن جماعة الرياض وجماعة الشرعية ليسوا إلا أدوات بيد السعودية وبيد الإمارات ومن خلفهما أمريكا وبريطانيا ومن خلف الكل الصهيونية العالمية التي تدير مشروع عودتها من خلال وعد المخلص الذي سوف يحكم من النيل الى الفرات وهو العلو الثاني لليهود في الأرض .
لقد تزامنت ذكرى العدوان في عامها الخامس مع قيام طائرات أمريكية بشن عدة غارات على مواقع تابعة لما يسمونه الشرعية بجبهة الحازمية بمديرية الصومعة في محافظة البيضاء وتحدثت المواقع الإخبارية عن حدوث مجزرة مروعة في صفوف الجنود والمواطنين وفي العتاد , كما تزامنت مع أحداث تعز التي كشفت بعدا كان الناس قد تناسوه وهو وعي الفيد والنهب الذي لحق بالسكان قديما وها هو يتجدد في تعز على يد فريقي الصراع هناك وهما السلفية والاخوان وكل طرف يدين بالولاء لطرف إقليمي بعينه كما هو شائع ومعروف عند المتابعين للشأن اليمني .
لقد عرف المواطن اليمني من يريد نفعه ويبتغيه ومن يريد نفع نفسه , وحدث الفرز في الواقع واتضحت الصورة له , ولعل من يتابع شبكات التواصل الاجتماعي يدرك حركة الوعي الاجتماعي في مقابل ما تقوم به عصابات الارتزاق من تضليل , وما تنقفه في تضليلها من أموال باهظة الكلفة إلاّ أن ضخامة الاموال تتكسر على صخرة الوعي التي أبدعها الزمن في ذاكرة الناس , ولعل تدفق الجماهير الى ميدان السبعين وفي الساحات والميادين في عموم المحافظات اليمنية صباح الولوج الى العام الخامس من العدوان قد حمل دلالة الوعي الجماهيري , فالجماهير التي تتعرض للتضليل تدرك بعد وقت قصير أو طويل من يستهدف نفعها ومن يبتغي نفع نفسه من خلال التغرير بها وفي الحروب يمتاز الناس وتتضح الحقائق , فالعظماء في التاريخ هم وحدهم من يجهدون في خدمة الجماهير ولو كابدوا عقوقها ذلك أن الجماهير في الغالب الأعم لا تدري من يقودها للهدى ومن يقودها للضلال وبخروجها في الساحات والميادين إعلان بوعيها وإدراكها الذي تتحطم على صلابته كل أوهام الطامعين وكل أوهام الغزاة سواء جاءونا بعقال العربي الصحراوي أو بربطة عنق الأجنبي .
لا خيار أمامنا اليوم بعد كل هذا الزمن الذي مرَّ من عمر العدوان على اليمن إلاّ الانتصار فقد استخدم كل ما يملكه من قدرات وطاقات وباء بالفشل وبالخسران المبين وها نحن على ابواب العام الخامس ومازلنا – رغم بشاعة العدوان – نملك زمام المبادرة , ومازلنا أقوياء كما ينبغي لنا أن نكون , لم نهن ولم نفشل في حين ذهب العدوان ومرتزقته بالهوان كله , وها هي كل حركة الواقع تتحدث عن فشلهم وعن صراعهم في ما بينهم , فقد كشفت أحداث تعز الأخيرة الأقنعة وتداول الناشطون حالات النهب والفيد التي مارسها الفرقاء في تعز من بيوت الناس من عامة الشعب , في حين أن تلك الحالات لم تشهدها أي منطقة كان الجيش واللجان الشعبية طرفا فيها , وقد قالت الأحداث بكل وضوح من يريد نفع الشعب ومن يريد أنفاله وفيده , ومن يقتات على دمه وهو يرفِّه نفسه في عواصم العالم وفي فنادق الخمسة نجوم , ويأكل أطيب الطعام ويركب أحسن الموديلات من السيارات الحديثة ذات الجودة والتقنية العالية .
سلام على هذا الشعب الصابر المصابر ,وسلام على شهدائه الابرار, وطوبى لليمن ولليمنيين هذا المجد الذي صنعوه بدمائهم وبأرواحهم, فكانوا نموذجا أبهر العالم ,ووقف أمام بأسهم بقدر من الإجلال والتقدير والدهشة , وتحية لقادة المرحلة الذين صنعوا تاريخا من العزة والشموخ في ظل يأس عربي مقيت في صناعة الانتصارات والمعجزات .