وللإرهاب دين
عبدالله الأحمدي
صدعت وسائل الاعلام المعادية للشعوب والمتسترة على الارهاب رؤوسنا منذ اكثر من عشرين سنة بتعميم مقولة ( ان الارهاب لا دين له ) وقامت قنوات بإنتاج الافلام والمسلسلات والبرشورات لموضعة هذه المقولة – الغلط – في ادمغة الناس بان الارهاب يعمل خارج الاديان. والحقيقة المشاهدة ان الارهاب بكل اشكاله والوانه له دين وله ايدلوجية، وينطلق من داخل الاديان، وبالذات الاديان الثلاثة (اليهودية والمسيحية والاسلام ).
يستند الارهاب على جوانب مظلمة ومنحرفة في الاديان الثلاثة غذاها الاستبداد قديما والرأسمالية حديثا. فالذي قتل المصلين في مسجدي نيوزلندا في 15 مارس من هذا العام استند على مقولات دينية مسيحية انجيلية تمجد الجنس الابيض وتعادي غيره من البشر والاديان.
رجال الدين المتطرفون هم من يغذون ايدلوجية الارهاب بتطرفهم ومقولاتهم المعادية للإنسان والحضارة، ويقف خلفهم النظام الرأسمالي الاستغلالي الظالم الذي يدعم الارهاب والتطرف من اجل السيطرة على الشعوب ونهب ثرواتها، ويستخدم المتطرفين كطابور خامس يبرر بهم غزو الشعوب، كما حدث بعد تفجير برجي التجارة العالميين.
رجل الدين اليهودي مائير كهانة كان احد المتطرفين اليهود، ويقود مجاميع يهودية تستند على مقولات خرافية اسطورية تلمودية تؤسس لما يسمونه شعب الله المختار. وتبحث عن هيكل سليمان تحت الاقصى من اجل هدمه. والذي قتل المصلين في المسجد الاقصى هو ارهابي يهودي تغذى على مقولات دينية تعادي الاخر )الغوييم.(
والذي احرق الاقصى في ستينيات القرن العشرين ) باروخ( هو متطرف يهودي معاد للحريات الدينية والذي قتل اسحاق رابين هو يهودي متطرف معاد للسلام والمساواة.
والتطرف والارهاب الاسلامي المتمثل بالقاعدة وداعش وغيرهما من حركات الاسلام السياسي يستند على فقه منحرف اسسه رجل الدين الشيخ ابن تيمية ,الذي يعتبر المنظر لداعش اليوم. فهو من اسس للتكفير والقتل والذبح الذي نراه اليوم يسود المنطقة العربية والاسلامية. ومن يقرأ فتاواه يرى العجب العجاب في الاستحلال والقتل. والذين قتلوا السادات استندوا إلى فقه منحرف وفتاوى استغلت هذا الانحراف، كما هو الحال مع الارهابي علي جار الله الذي قتل القائد الاشتراكي جارالله عمر الكهالي، هو الآخر استند على فتاوى إرهابية.والحال لا يختلف مع من قتل الاطباء في مشفى المعمدان في جبلة. كما أن فتوى الديلمي باستباحة دماء ابناء الجنوب في حرب 94 استندت إلى مبررات دينية. وكل جرائم القتل والذبح والحرق استندت إلى الفتاوى التي أصدرها شيوخ الإرهاب الوهابي وغيرهم من المتطرفين.
الارهاب الاسلامي هو الاكثر تطرفا وهو يستند على افكار الوهابية التي أعادت إنتاج فكر التطرف والارهاب.
المحافظون الجدد في امريكا هم ايضا متطرفون يغذون نزعة التفوق العرقي والعنصري في المجتمع الامريكي. والرئيس بوش الأب والابن وترامب ثالثهما، هم من يمثلون تطرف وإرهاب المحافظين الجدد. الارهاب والتطرف هو انحراف عن الطريق والفطرة الانسانية السوية وموقف معاد للحضارة والانسان.
ضرب برجي التجارة في نيويورك من قبل جماعة بن لادن هو قمة الإرهاب المعادي للحضارة الانسانية.
الحرب الامبريالية التي تقودها امريكا ضد الشعوب ومعها الصهيونية ودول النفط في السعودية والخليج هي قمة ارهاب الدولة. فغزو العراق وليبيا واليمن وسوريا وقتل مواطني هذه الشعوب وتدمير حضاراتها ونهب مقدراتها هو أعلى درجات الإرهاب .
الامبريالية هي أعلى درجات إرهاب الدولة المتمثل بالغزو العسكري للشعوب، وتخليق وتصدير الجماعات الإرهابية المنتجة في محاضن الفقر وانغلاق أفاق التطور الديمقراطي وخنق الحريات.
هناك اكثر من ( 3000 ) من داعش تحتجزهم قوات سوريا الديمقراطية أكثرهم جاءوا من الدول الأوروبية. هؤلاء من سمح لهم بالقدوم إلى سوريا والعراق ومولهم بالمال والسلاح؟
المخابرات الامريكية والاوروبية والبترو/دولار هم وراء إنشاء وإدارة وتصدير وتمويل الجماعات الإرهابية إلى كل مكان في العالم، وتحريك هذه الجماعات بالريموت كنترول، ابتداء من حروب افغانستان مرورا بحروب البوسنة والهرسك والشيشان، وليس انتهاء بحروب الشرق الاوسط.
قاتل المصلين في مسجدي نيوزلندا لافرق بينه وبين قاتل المدنيين في اليمن.
القتلى في المسجدين بلغوا ( 51 ) والجرحى ( 8 ) بينما من قتلهم محمد بن سلمان في اليمن يبلغون مئات الالاف بين قتيل وجريح، وجلهم من النساء والأطفال والعجزة. وكله إرهاب.
والعالم يغض الطرف عن إرهاب الدول ويركز على الإرهاب الفردي، وهو يعلم أن إرهاب الفرد انطلق من إرهاب الدولة، وتلك ظاهرة محتاجة إلى دراسة ومصارحة.