القدس المحتلة/ سانا
حرب تهويد شاملة يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القدس المحتلة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية بهدف طمس معالم المدينة وتغيير ملامحها وتزوير تاريخها وإضعاف الوجود الفلسطيني فيها ضمن مخططاته العدوانية الرامية لتمزيق الجغرافيا الفلسطينية.
23 ألف وحدة استيطانية جديدة أعلن الاحتلال مؤخرا أنه سيقيمها في القدس بموازاة منعه الفلسطينيين من بناء منازل في المدينة ومواصلته هدم منازلهم حيث وضع 20 ألف منزل فلسطيني في أحياء القدس على قائمة الهدم كما يخطط لفصل أحياء مدينة القدس عن بعضها مثل مخيم شعفاط وكفر عقب وضاحية السلام والعيزرية وبيت نبالا وسبق ذلك إعلانه مخططا آخر لإقامة أربعة آلاف وحدة استيطانية في حيي الشيخ جراح وبيت حنينا.
وزارة الخارجية الفلسطينية أدانت مخطط الاحتلال الاستيطاني الجديد مشيرة إلى أن الانحياز الأمريكي اللامحدود لسلطات الاحتلال يشجعها على التمادي في مخططاتها لتهويد القدس المحتلة ومقدساتها ومحيطها في محاولة لخلق واقع جديد عبر تغيير الواقع التاريخي والقانوني والديمغرافي القائم في المدينة مطالبة المجتمع الدولي بتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016م الذي يطالب سلطات الاحتلال بالوقف الفوري لعمليات الاستيطان.
رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف أوضح في تصريح لمراسل سانا أن الاحتلال سيقيم 23 ألف وحدة استيطانية في أحياء عدة بالقدس المحتلة كما سيقوم بشق طرق التفافية جديدة خاصة بالمستوطنين بهدف قطع التواصل الجغرافي بالكامل بين القدس المحتلة وباقي الضفة الغربية لافتاً إلى أن الاحتلال يحاصر القدس حاليا بعشرات البؤر الاستيطانية ويخطط لإغراقها بشكل كامل بالاستيطان خلال السنوات الخمس القادمة فيما سيتم تهجير الفلسطينيين من 23 تجمعاً في محيط القدس والاستيلاء على أراضيهم ومنازلهم.
ولفت عساف إلى أن الاحتلال يشن حرب الاستيطان الشاملة بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية التي تشجع الاستيطان وتوفر له الغطاء على كافة الأصعدة مؤكدا في الوقت ذاته أن الشعب الفلسطيني سيقاوم كل مخططات الاقتلاع والتهجير من خلال التشبث بأرضه والصمود عليها.
الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا أوضح أن إعلان الاحتلال إقامة 23 ألف وحدة استيطانية هو استكمال لخطة تهويد القدس مشيرا إلى وجود مخططات أخرى لإقامة 50 ألف وحدة استيطانية جديدة على أراضي الفلسطينيين بين القدس المحتلة وبيت لحم.
وبين الخواجا أن الاحتلال ينفذ خطة من ثلاث مراحل في القدس المحتلة الأولى تتضمن السيطرة على المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك حيث أقام 80 بؤرة استيطانية بعد الاستيلاء على عقارات الفلسطينيين وهدم منازلهم والمرحلة الثانية تتضمن تهجير الفلسطينيين من محيط القدس مثل الخان الأحمر والأغوار والمرحلة الثالثة إقامة عشرات البؤر الاستيطانية بمحيط القدس لفصلها عن باقي الضفة الغربية وبالتالي تدمير أي إمكانية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.