أربعة أعوام من الصمود
حاتم شراح
تأتي الذكرى الخامسة للعدوان والشعب اليمني يتمتع بكامل عنفوانه وصموده ، وهناك من المؤشرات ما يدل على أن هناك من التفكك ، والتشظي في بنية التحالف ما يدل على أن قرب الخلاص بدا وشيكا ، كون ذلك التحالف قام على أساس هش ، وعلى قاعدة شيطانية مفادها التحالف مع الشيطان ، والأعمال والجرائم تدل على أن هناك إيغال في الإجرام ينم عن انسلاخ من الإنسانية ، والأخلاق ، وأن هناك من يتربص بالإسلام ليلصق به تبعية جرائم هؤلاء من باب أنهم ينتمون إلى هذا الدين ويحمون مقدساته ، وأصبح الإسلام شماعة يعلق عليها الآخرون تبعات جرائمهم بالرغم من أن من يقومون بأفعالهم الإجرامية هم بالأساس خارجون من الإسلام منذ أول يوم يتحالفون فيه مع اليهود والنصارى .
تأتي الذكرى الخامسة في وقت ظهرت الحقائق واتضحت للعيان من خلال أن يصبح الغرب هو من يدين دول التحالف في ممارسات إجرامية ، وأعمال تتعارض مع المواثيق والمعاهدات الدولية ، ويعرضها للمساءلة في أي لحظة ، و تبرز حرب اليمن ضمن هذه الممارسات والجرائم وآخرها جريمة كشر والتي تدل على أن دول العدوان بدأت تفقد سيطرتها ، و أصبحت لا تبالي بما تقوم به كونها قد دفعت ثمن السكوت مقدما ، وإذا ظهرت أصوات هنا وهناك فما هي إلا من باب الابتزاز لكسب المال ، وما التشرذم في بنية المرتزقة الذين لم يعد يجمعهم هدف ، سوى جمع المال .
والفساد فيه بحيث أصبحوا عبئا لا يطاق تحمله من دول العدوان بحيث أن الاهانات توجه إليهم والاستنقاص الذي يعرفهم بحجمهم لم يعد يؤثر فيهم ، مما يقود إلى ساعة استغنائهم أي دول العدوان ، والتخلص منهم بأي وسيلة كانت ، ولا يستطيع الإنسان التكهن بأي وسيلة سيتم التخلص منهم ، ولكن ربما يكون إعطاء الضوء الأخضر بضرورة التفاوض ، وربما يكون عامل شراء السلاح وصفقاته التي وصلت إلى حدود تجعل الغرب يرى في هذه الحرب فرصة لا تعوض لاستنزاف هذه الدول ، وفي الأخير يتم اتهام هذه الدول بغسيل الأموال الذي هو معروف سلفا دوليا ، .
ولكن من المؤكد أن هناك غباء غربياً يقابله عقل تجاري بحت من دول التحالف التي لا تخسر شيئا فهي تستحوذ على أموال تستخدمها في مصالحها الخاصة ، ولا رقيب عليهم ، بل أصبح هناك فرصة للثراء عبر عقد صفقات السلاح والعمولات من هذه الشركات دون علم الأسر الحاكمة ، ومن تكلم تم الزج به في المعتقلات ولهذا فمن المؤكد أن من يحقق كل المكاسب التي سيعجز عن تحقيقها في أعلى مناصب الدولة أنه سيترك هذا المنصب ، ويرتب أوضاعه ، عبر صفقات سياسية ربما هيأ لها من يقوم بالتسويق لها .
الحرب علينا هي أقذر حرب في التاريخ بسبب الصمت الدولي ، و الحروب الأخرى التي كلما هزم العدو فيها صب جام غضبه على هذا الشعب الذي يدافع بشراسة وصمود وثبات منقطع النظير ، ولعل الانتصارات التي تحققت كفيلة بصنع مجد ستتحدث عنه الأجيال ، وكلما كثرت جرائم وتحالفات قوى العدوان مع أعداء الإسلام كلما عزز موقفنا ، و ما مرور أربعة أعوام كاملة والعدو يترنح في مكانه إلا دلالة واضحة ، أن هناك شعباً عريقاً ، يدافع عن سيادته واستقلاله في وقت تخلت معظم الدول عن سيادتها واستقلالها .
نحن لن نتكبر ، أو نزيد من وتيرة تعظيم الذات ، العالم هو من سيتحدث عما يحصل ، وسيكون هناك من التقدير والتعظيم لهذا الشعب ما يجعل قوى العدوان تندم على جرائمها التي ستكون عارا وخزيا يوسمون به مدى الدهر ، الرحمة للشهداء الذين يسطرون ملحمة الخلود ، ويتسنمون أعالي مراتب البطولة ، ويحظون بأعلى درجات الإيمان بالله الخالص ، والشفاء للجرحى والخلاص للأسرى والنصر للمجاهدين .