الثورة نت/..
بطريقته المثيرة بمجلة لنوفيل أوبسرفاتور الفرنسية، عرض فرانسوا فورستييه كتابا جديدا لكليف سيمز المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب تحت عنوان “فريق الأفاعي” سرد فيه قصة “500 يوم استثنائية في البيت الأبيض”.
ووصف فورستييه المستشار السابق بأنه مسيحي متحمس، شتمه ترامب مرة فرد بتقديم شكوى، وقال إنه لا ينتقد أبدا رئيسه مباشرة، بل يصفه في جلساته الخاصة بأنه شخص “لا يمكن إلا أن نحبه”، ولكنه في المقابل يرسم صورة رهيبة للآلة الفعالة التي هي إدارة ترامب.
ويتساءل سيمز: هل هي تلك الصورة فعالة؟ ليرد قائلا “ربما، ولكن هناك الكثير من المرارات والسموم والتحاسد والطعن والإيقاع والبصاق، فكل يتقيأ على جاره والتسريبات يومية، وأدنى كاتب مستعد لإشعال مقر جاره في المكتب، ولا أحد تستطيع الثقة فيه، ولا ترياق رغم اللدغات”.
كل شيء شخصي
ويقول المستشار إن ترامب بعد وقت قصير من انتخابه، وصلته دراسة تفيد بأنه “الشخص الأكثر شهرة في تاريخ العالم” فرد بابتسامة، مضيفا أنه دفع به -وهو القادم من أعماق الجنوب حيث كان يدير منصة محافظة على شبكة الإنترنت- في الوفد المرافق للرئيس، وحضر بصفة مراقب الاجتماعات الأكثر حساسية وحضر الغضب الذي لا يجوز الحديث عنه، واتخاذ أكثر القرارات غباء.
وأشار إلى أنه -وهو حفيد القساوسة والمسيحي بعمق- بمجرد أن تم تجنيده في الفريق الانتخابي لترامب عام 2016، بدأ يراقب بتمعن كيف يتصرف المتملقون مثل مستشار ترامب السابق ستيف بانون وجاريد كوشنر وترامب الابن وكبير موظفي البيت الأبيض السابق رينس بريبوس.
فترامب بالفعل مندفع ومتهور -يقول مستشاره السابق- وهو بالفعل يتصرف حسب ما تمليه الغريزة “ولكنه مع ذلك كان الأكثر منهجية والأكثر أناة عندما يكون في عين العاصفة وفي خضم الأزمة”.
ويقول فورستييه إن هذا الكتاب يكتشف بالتدريج أسرار ترامب الصامد الذي يهتم بنبض “الناخبين البائسين” الذين يتمسكون به، مضيفا أنه إذا كانت كتب مثل “الخوف” لبوب وودوارد أو “النار والغضب” لمايكل وولف، ترسم ترامب على أنه أحمق مجنون، أو دمية مثيرة للشفقة يعصف بها جنون العظمة، فإن كتاب سيمز يعطي المفتاح.
وفي كتابه يقول سيمز إن ترامب لا يعرف كيفية استخدام جهاز الحاسوب ولا يأتي إلا متأخرا، وكل شيء بالنسبة له “شخصي”. وأضاف أنه يحب ثريات الكريستال، كما أنه مضحك ويحب البلهاء.
وأوضح المستشار أن كل شيء بالنسبة لترامب يقاس بمقدار المنفعة الفورية التي يمكن أن يجلبها له، وأن الفوضى التي يخلقها لها هدف واحد فقط هو إظهار أنه وحده يستطيع التغلب عليها.
لعبة العروش
في الأسبوع الثاني من الانتخابات، يقول سيمز إن الرئيس مال نحوه وقال “العمل يبدو أصعب بكثير مما كنت أعتقد” ليستنتج أن البقاء السياسي هاجس ترامب بل وهاجس الفريق الحاكم بأكمله، وبالتالي فإن كل واحد يعمل من أجل أن ينجو بجلده ويبقى في العمل، أما الباقي فلا يهم أحدا.
ووصف الجناح الشرقي للبيت الأبيض بأنه في جو يشبه “لعبة العروش” حيث “تتحرك مواكب المحامين ويرتفع منسوب جنون العظمة، ويتحدث البلهاء مثل أنثوني سكاراموتشي ليقول إن نصفه الأسفل أسود، ويشق الأوغاد من أمثال ستيفن ميلر طريقهم بالقوة، ويتم نسيان المبادئ الأيديولوجية، ويصبح كل شيء “خارج عن السيطرة”.
وقال مؤلف الكتاب إن الرئيس ترامب اقترح إنشاء جائزة السعفة الذهبية السنوية لأجمل “أخبار مزيفة” تقدم في حفل “عدو الشعب” في إشارة إلى الصحافة.
لكن للأسف جائزة “الأخبار المزيفة” بحسب سيمز لن ترى النور أبدا إذ إن السبب في ذلك -واعتبر الأمر سبقا صحفيا لكتابه “فريق الأفاعي” الذي هو أول من يكشف هذا السر- أن التسريبات الشهيرة التي انتقدها الرئيس كثيرا ما يكون هو نفسه من سربها في الخفاء من مكتبه.