عُلُوٌّ في الحَيَاةِ وفي المَمَاتِ* .. !!
فهمي السقاف
سيسربل العار من كانوا ذات يوم رفاقك وهم في الحقيقة محض عابري سبيل راسخين في الانتهازية حينذاك وغارقين في الارتزاق والتطبيل لسادتهم من ملوك وامراء النفط.
رحل القائد والمناضل الفذ الجسور شامخاً عزيزاً ابياً لم ينحن لغير الله.
آثر الوطن الذي حفظه في شغاف القلب وفي المآقي حباً ليوسد ثراه الغالي بعد صراع طويل مع المرض خلود ومجد في الحياة وفي الممات لا يُليق سوى بالكبار والهامات الباسقة التي تلامس السماء شموخاً وشمماً ومجداً لا يضاهى وانت كذلك كنت وستبقى.
كنت واحداً من أفذاذ غيروا مجرى التاريخ وسيخلدك التاريخ في أنصع صفحاته.
فسلام عليهم وعليك وانت في عليين تسمو مجداً ومقاماً عزيزاً كريماً برفقة من ” صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا “.
والخزي والعار لمن كانوا ذات يوم رفاقك حسبما كانوا يدّعون والتاريخ كفيل بهم لينزلهم المكانة التي تُليق بهم وبأمثالهم من المرتزقة وها هو يفعل الآن ” التاريخ ” بمكره وسخريته وعقابه .
وداعاً وسلاماً بن عباد وانت في رحاب الخالدين ابداً.
* شطر من مطلع قصيدة للشاعر أبي الحسن الأنباري، قالها في رثاء الوزير ابن بقيَّة البغدادي.