د. محمد النظاري
كلنا راحلون عن هذه الدنيا الفانية، ويبقى وجه الاختلاف في طريقة الرحيل وزمنه.
الظروف التي تمر بها بلادنا منذ 8 سنوات ولدت وضعا مأساويا على اليمنيين، وكثير منهم فضل الموت في بلاده.
البعض وجد أن أوروبا هي الجنة التي ستخلصه ليس فقط من وضع بلده، بل أيضا من وضع البلدان العربية التي هي مشاركة في نكبة أمتها.
الشباب العربي يسعى لتحسين معيشته، ولا يجد غير أوروبا مكانا مناسبا -من وجهة نظرهم- بعد أن أدركوا بأنه لا مكان لكرامة الشباب العربي في دول الخليج .
الزميل محمد الأهدل – الإعلامي الرياضي- أحد الشباب الذين ركبوا قوارب الموت عبر الجزائر لدخول الجنة المزعومة -أوروبا- وكغيره من الشباب الذين تتقطع بهم السبل ولا يجدون إلا قاع البحر مستقرا لهم.
فقدنا زميلنا الأهدل – رحمة الله عليه – في فاجعة كبيرة تقودنا إلى تساؤلات أكبر :
لماذا يقدم الشباب العربي على الموت بحرا بحثا عن أوروبا ؟؟ هل لأنهم فقدوا كل أمل لهم في صلاح بلدانهم ؟؟.
بالمقابل هل الهروب بهذه الطريقة هو الحل الأمثل للشباب العربي ؟؟ فكثير من نظرائهم يعيشون ظروفا أكثر قساوة، ومع هذا لم يفكروا في ركوب قوارب الموت.
الجهود التي بذلت من قبل الجميع ، من أطر أهلية ورسمية، نجحت في تفاعل السلطات الجزائرية بالعثور على جثة الأهدل. . جميعها تستحق الشكر.
ما قامت به قيادة الجمعية اليمنية للإعلام الرياضي واعضاؤها المنتشرون في عدة دول، من أجل البحث عن جثة الأهدل واعادتها للوطن، هي قصة عشق بين شباب الوطن .
الحرص على إعادة الجثة لليمن فيها عبر كثيرة لشبابنا، فالصبر على الشدائد المحيطة بالوطن ،والموت فوق ترابه ، أفضل بكثير من البحث عن المجهول .
للدول العربية ،خاصة الغنية منها ، أنتم من تتحملون موت هؤلاء الفتية، فخيراتكم للغرب وشبابه، فيما شباب أمتكم توصدون الباب أمامهم.