عندما يكون النسيج الاجتماعي هو المستهدف فلا تحدثني عن حرية الرأي والتعبير
مجدي عقبة
منذ أربعة أعوام وتحالف العدوان يحاول استهداف النسيج الاجتماعي اليمني بما يسهل عليه تنفيذ مخططاته التوسعية واطماعه غير المشروعة في اليمن.
فالسعودية وتحالفها يرون في تماسك النسيج الاجتماعي اليمني حجر عثرة أمام اطماعهم وفي قوة اليمنيين ووحدتهم خطرا على مستقبل كياناتهم الهشة وهو ما جعل من محاولة استهداف الشعب اليمني بنسيجه الاجتماعي الهدف الأهم لحربهم العدوانية باعتباره المدخل الرئيسي لتحقيق بقية الاهداف.
فلعل المتابع للأحداث يعي هذه الحقيقة لا سيما بعد أن شاهدنا كيف نجحت السعودية نسبيا في تزييف وعي كثير من الشباب بمساعدة بعض التيارات السياسية والنخبوية التي ارتمت عن وعي تام في أحضان العدو وجعلت من مهمة تفتيت النسيج الاجتماعي اليمني واقعا ملموسا بعد أن ظل طيلة عقود ماضية حلماً صعب المنال لدى أولئك الصغار من اعراب الصحراء.
وما ينبغي علينا فعله اليوم أمام هذه الحرب العدوانية التي تستهدف تماسك نسيجنا الاجتماعي، أن نحرص على تحصين المتجمع بالوعي الوطني وترشيد الخطاب الديني والابتعاد عن كل ما من شأنه تحقيق اهداف العدو التمزيقية وافشال هذا المخطط العدواني الرخيص الذي انخرطت فيه نخب سياسية وثقافية باعت ضميرها للشيطان بثمن بخس وأصبحت مجرد أبواق ناعقة تردد كل ما يملي عليها من داخل غرف مغلقة انشأت لهذه المهمة أمثال أولئك الذين ينعقون باسم القومية اليمنية والذين انشأوا خلايا وحركات وسخروا لها القنوات الفضائية والصفحات الممولة والذباب الالكتروني المأجور لاثارة العنصرية والعصبوية بين أبناء اليمن تحت مسميات ” الاقيال ، الهاشمية ” وغيرها من المسميات التي ما انزل الله بها من سلطان وهذا ليس جديدا على أولئك المأجورين الذين تنكشف اقنعتهم يوما عن يوم.
الجديد في الأمر وجود أصوات عنصرية مضادة تنعق من صنعاء تحت مبرر حرية الرأي في محاولة منها لإيجاد بيئة مناسبة ووعاء لكل اباطيل واهداف تحالف العدوان.
وما هذه الأصوات الناعقة من صنعاء بعنصريتها المدفوعة الأجر ومهمتها المكشوفة وتابعيتها لنفس المشروع الذي جاء من أجله تحالف العدوان إلا صورة من صور هذا الاستهداف المباشر لنسيجنا الاجتماعي المتماسك حتى الآن.
وهو ما يحتم على السلطة في صنعاء إسكات هذه الأصوات التي تخدم تحالف العدوان وتعمل على تحقيق ما يسعى اليه.
فلا مجال هنا لحرية الرأي اذا كان المستهدف هو النسيج الاجتماعي اليمني ولا مكان في صنعاء لأمثال سام الغباري خصوصا عندما يمتلك هؤلاء قنوات واذاعات يتم تسخيرها لإحياء النعرات العنصرية بين ابناء الوطن الواحد.