“وارسو” جسر أميركي للتطبيع مع الاحتلال

 

بدأ موتمر وارسو بمشاركة وزير الخارجية الأميركي ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي وعدد من وزراء خارجية العرب بالتطرق إلى قضايا الشرق الأوسط ، وأكثر ما برز في هذا الموتمر حتى الآن هو هرولة بعض الأنظمة العربية نحو التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي بإيعاز من الولايات المتحدة.
وفي حلقة جديدة من مسلسل التطبيع مع الاحتلال أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أنه سيلتقي وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير –أمس الخميس- خلال اجتماعات مؤتمر وارسو للشرق الأوسط.
وقال نتنياهو، مجيبا عن سؤال الصحفيين حول إذا كان سيلتقي الوفد السعودي خلال اجتماعات مؤتمر وارسو​​​ للشرق الأوسط بـ: “نعم”.
واعتبر أن حضور مؤتمر وارسو إلى جانب دول عربية يشكل “منعطفا تاريخيا”
هذا والتقى نتنياهو على هامش المؤتمر وزير خارجية عُمان يوسف بن علوي.
وقال نتنياهو في سلسلة تغريدات على تويتر: “أتيت للتو من لقاء ممتاز عقدته مع وزير الخارجية العماني.. بحثنا خطوات أخرى نستطيع أن نتخذها سويًّا مع دول في المنطقة، من أجل دفع المصالح المشتركة قدمًا.. “.
وصرَّح الوزير العماني خلال لقائه مع نتنياهو قائلاً: “هذه هي رؤية جديدة وهامة حول المستقبل.. لقد عانت الشعوب في الشرق الأوسط كثيرًا لأنهم بقوا في الماضي.. هذا هو عهد جديد يخدم المستقبل، ويخدم تحقيق الازدهار لصالح جميع الشعوب”.
وكانت القناة العبرية الـ13 قد ذكرت أن الوزير العماني زار نتنياهو في مقر إقامته بالفندق الذي يقيم فيه خلال حضوره مؤتمر وارسو.
وتفاخر نتنياهو بعقد لقاء جديد مع دبلوماسي عربي قائلًا: “الطقس في وارسو بارد حاليًّا، لكن العلاقات الخارجية الإسرائيلية تشهد دفئًا كبيرًا.. المهم هو عقد اللقاء وهذا هو لقاء علني وليس سريًّا، لأن هناك لقاءات سرية كثيرة. هذا لقاء علني مع ممثلين عن دول عربية بارزة تجلس مع إسرائيل من أجل دفع المصلحة المشتركة قدما “.
وكان بومبيو أعلن- الجمعة الماضي- أن وزراء خارجية مصر والأردن والمغرب ودول خليجية مثل السعودية والبحرين والإمارات مدعوون إلى هذه القمة المخصصة لتشكيل تحالف ضد إيران.
وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة إن جلوس نتنياهو على طاولة مستديرة مع مسؤولين عرب كبار يعد دليلا واضحا على التقارب المتواصل بين تل أبيب ومحيطها العربي.
وتعليقا على هذه القضية حذر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة محمود حسن من أن التحالف العربي الإسرائيلي الذي يدعو له ترامب سيكون بمثابة مصيبة كبرى ستحل على المنطقة بأكملها، موضحا- في تصريحات لـ “عربي21” أن إسرائيل لا يمكن أن تكون يوما ما حليفا للعرب، لأنها ستطعن العرب من الظهر، حيث تعتبرهم أعداء لها إلى يوم الدين.
وحول موجة التطبيع المتزايدة بين العرب وإسرائيل في الفترة الأخيرة، خاصة من جانب دول الخليج قال حسن: هذه التصرفات تقف وراءها واشنطن التي تدفع العرب إلى التطبيع مع تل أبيب؛ تمهيدا لإنشاء علاقات كاملة وطبيعية بين الجانبين، ما يعني موت القضية الفلسطينية تماما كما تريد إسرائيل.
وأضاف: مجموعة الحكام “العيال” في المنطقة، وعلى رأسهم محمد بن زايد ومحمد بن سلمان ينفذون أوامر ترامب بكل دقة كي يستمر في حمايتهم، لافتا إلى التصريحات السابقة التي أدلى بها ترامب قبل عدة أشهر عندما قال: إن الولايات المتحدة إذا رفعت يدها عن بعض الحكومات في الخليج الفارسي فإنها ستسقط خلال أيام!.
وقال: ستجلس الدول الخليجية مع إسرائيل على طاولة واحدة؛ تنفيذا لرغبة ترامب، ما يعد نقلة نوعية وانتصارا سياسيا بالغ الأهمية لإسرائيل، ويمثل ضربة قاسية للقضية الفلسطينية.

قد يعجبك ايضا