بهذه العقليات لن نتطور!!

 

عادل الطشي

للأسف الشديد أننا نحلم ونتمنى البروز والظهور في كل المحافل الرياضية التي نشارك فيها بمنتخباتنا الوطنية وفي مختلف الألعاب والرياضات الفردية والجماعية ..ومع قبل كل بطولة تبدأ الأحلام والطموحات بتحقيق شيء إيجابي لكننا سرعان ما ننصطدم بالنتائج المُرَّة والقاسية التي جعلت الجماهير الرياضية اليمنية تكره أي شيء يتعلق بالرياضة أو باللاعبين اليمنيين..
ولعل السبب في هذا الأمر هو فساد وفشل رأس الهرم الرياضي المتمثل في الإدارات سواء كانت وزارية أو لجنة أولمبية أو اتحادات عامة ..لأن الإدارة تعتبر بمثابة العقل للجسد ..والإدارة الناجحة الخدومة لوطنها – بعيدا عن المصالح الشخصية والولاءات الحزبية والمناطقية -هي ما نفتقده في بلادنا.. فاليمن زاخرة ومناجمها مليئة بالأبطال والمواهب والخامات الواعدة القادرة على الوصول للعالمية، ودائما ما نقول إنها تفتقد للصقل والاهتمام ..هذان الأمران لا يمكن تحقيقهما إلا بوجود إدارة مخلصة ومحبة للوطن تسعى لرفعته وتهمها مصلحة لاعبيه..
فمن غير المنطقي أن يكون رأس الهرم مصابا بفيروسات المصالح الشخصية وحب الظهور، بينما قاعدة الهرم المكونة من اللاعبين والأبطال والنجوم مهمشة ولا تنال من حقوقها شيئاً يذكر، فيما رأس الهرم يسيطر على كل شيئ ويسخِّر كل شيء لتحقيق مصالحه غير آبهين بمشاعر ما يربو عن 30 مليون يمني أصبحت الفرحة مطلبهم الوحيد ..وصارت الابتسامة هدفهم الأسمى خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا، حيث أصبحت الرياضة هي المتنفس الوحيد والأمل الوحيد الذي يشترك فيه كل أبناء الوطن اليمني الكبير من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه.
نعم هذه الابتسامة يرسمها أبطال اليمن في كل ظهور لهم وغالبا ما تكون بجهود ذاتية بعد تعب وعرق ومجهود كبير، وحين يتحقق الإنجاز يظهر محبو التصوير وعشاق الكاميرات من تلك القيادات المريضة بحب الظهور لكي تكون في الواجهة على أنها أساس الإنجاز وأنها أبوه وأمه وخالته من الرضاعة ..وإن فشلت أي مشاركة، فاللائمة كلها على اللاعبين ومدربيهم الذين أساؤوا للوطن ولم يكونوا عند حسن الظن بهم!!

قد يعجبك ايضا