عبدالجليل الرفاعي
أتظنُّ أنَّا لِلعِدى نَستَسلِمُ
أو أنَّنا لهمُ البلادَ نُسَلِّمُ؟!
هيهاتَ يا(كَاميرت) منَّا لن ترى
إلا رجالاً في الوغى لا تُهزمُ
تخشَاهُمُ الإبرَمزُ حتَّى أنَّها
مِنهم لِشِدَّة رُعبها تَستَسلِمُ
و(الإفُّ) فوقَ رُؤوسِهم إن حلَّقت
قالت بِصوتٍ خافتٍ لا يُفهمُ
مُرُّوا إلى كُلِّ المَواقعِ وافتحُوا
مِن بينِها أيَّ المَواقِعِ شِئتُمُ
قُولُوا السَّلامُ على مَن اتَّبَع الهُدى
سَتُجبكُمُ إنَّ السَّلامَ عليكُمُ
مُرُّوا كِرَامَاً نحوَها فلقدغدت
توَّاقَة ًلِقُدومِكُم فتقَدَّمُوا
هيَ قد دَنت منكُم وقد فَتَحت لكُم
أبوابَها,هيَ أصبحت تَهواكُمُ
فلتدخُلُوهَا آمنينَ فإنَّها
قد أصبحت تَشتَاقُ أن تلقاكُمُ
لا تزهَدُوا يا سَادتي في عِشقِها
هي لم تعُد في عِشقكِم تتكتَّمُ
بُوحُوا بهذا العِشقِ في كُلِّ المَلا
وَلتَعشقُوهَا مثلمَاعَشِقتكُمُ
لن تخسَرُوا شَيئاً فأنتم فِتيَة ٌ
أقوى الجُيوشِ أمامهم تتحطَّمُ
وتَخِرُّ صَرعَى مِن سَماع شِعَارِهم
ما بالُها إنْ هُم عليها يَهجِمُوا
هُم فتية ٌباعُوا النفوسَ لِربِّهِم
وعلى ميادين القتَالِ تزاحمُوا
هُم للتَّحالُفِ أثبتُوا بِجَدارَةٍ
أنَّ الإرادةَ للمعاركِ تحسِمُ
أنَّ الإرادةَ فَتَّتَت بِرسُوخها
حِلفاً بأقوى الطَّائِراتِ يُحوِّمُ
جعلُوا مِن الحلف اليهودي عِبرَة ً
في ذِهنِ مَن في غزونا قد يحلَمُ
أرضي على كُلِّ الغُزاةِ عَصِيَّة ٌ
جُثَثُ الغُزاةِ بنارِها تتفَحَّم ُ
في بطنِها الآلافُ مِمَّن حاوَلُوا
أنْ ينهَبُوا خيراتِها فتندَّمُوا
جيشُ ابنِ سَلمانَ اكتَوى بِلهِيبها
والجَنجَويدُ على التَّقهقُرِأُرغِمُوا
ومِن الضَّراغِمِ في الوَغى ذاقَ التَّوى
كُلُّ الغُزَاةِ لأنَّنا لا نَرحَمُ
لسنَا نُهَادِنُ مَن أتانا غَازيا ً
إنَّا مَعَ المُحتَّلِ لا نتفاهَمُ
الأرضُ مثلُ العِرضِ حاشا أنَّنا
فيها نُفَرِّط ُما جَرى فينا دَمُ
يا أيها الحَمقَى ارجعُوا لِبلادِكُم
أوَ ما كفاكُم كُلَّ مَا شاهَدتُمُ؟!
ليست بلادي للأعادِي نزهة
ما دام يَحرُسها هِزَبرٌ ضَيغَمُ
أرضي بَراكِينٌ تَفُورُ وإنَّها
نارٌعلى جَيش التَّحالُفِ تُضرَمُ
سيذوبُ فيها مَن أتاها غَازيَاً
هذا مَصيرٌ للغُزاةِ مُحتَّمُ
إن تجهلُوا هذا اسألُوا أسلافَكُم
وسَلُوا بَنِي عُثمانَ إن لم تعلمُوا
عُودُوا إلى التأريخ يومَاً واقرؤوا
عنَّا,أمَا فيكم لبيبٌ يفهَمُ؟!
لوكان فيكم عاقِلٌ ذو فِطنَةٍ
وكِيَاسَةٍ لِقتالِنا مَا جِئتُمُ
لكنَّكم في الجهل غَرقَى ويلكُم
هذا التُّرابُ على الغُزاةِ مُحَرَّمُ
تحميهِ بالأرواحِ آسَادُ الشَّرى
إن كُنتَ تجهلُ قدرَهُم سلْ عنهُمُ
مِنهُم تفِرُّ الجِنُّ في سَاح الوَغى
وَجُيوشُ أقوى دولةٍ تَخشَاهُمُ
وتكادُ إن سَمِعَت بهم إنجلترا
تَهوي على الأقدامِ خَوفَاً مِنهُمُ
والتُّركُ إن سَمعوا بهم وتذكَّرُوا
قَتلاهُمُ ناحُوا على قَتلاهُمُ
وإذا الوغَى سَمعت صلِيلَ سيوفِهم
صَلَّت بساحَاتِ القِتَالِ عليهِمُ
وتضرَّعت للهِ فِي صَلَوَاتِها
أن يُوكِلَ النَّصرَ المُبينَ إليهِمُ.
في صنعاء
17 – 18/يناير(كانون الثاني)/2019م
10 – 11/جمادى الأولى/1440هـ