قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إن الضغوط على السعودية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب عادت من جديد، بسبب قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ورأت الصحيفة أن الضغوط عادت مرة أخرى، بعد انتهاء المهلة التي حددها الكونغرس لإدارة ترامب، للإجابة عن أسئلته المتعلقة بجريمة قتل خاشقجي، دون أي رد من البيت الأبيض.
وما أسهم في إعادة قضية خاشقجي إلى الواجهة من جديد، كما تقول الصحيفة، هو التقارير الأخيرة التي تحدثت عن نية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قتل خاشقجي برصاصة، في حال لم يكفّ عن انتقاد النظام السعودي.
وكانت إدارة ترامب وحلفاؤها في السعودية يأملون أن تتلاشى القضية، لكن يبدو أنهم كانوا مخطئين؛ إذ أشارت الصحيفة إلى أن عناوين الصحف هذا الأسبوع انفجرت مجدداً مع تقرير الأمم المتحدة الذي صدر مؤخراً.
إلى جانب ذلك، فإن التسريبات الاستخباراتية التي ربطت بين محمد بن سلمان وجريمة مقتل خاشقجي عادت أيضاً مجدداً، إذ أشارت تلك التقارير إلى أن ولي عهد السعودية هدد بمقتل خاشقجي.
وقال تيمونثي كالداس، زميل معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، إن اغتيال خاشقجي أثار بعض قضايا القتل التي نفذها متنفذون في الشرق الأوسط بحق المعارضين السياسيين.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى التقرير الأوليّ للمقرر الخاص للأمم المتحدة، صدر في وقت متأخر من الخميس الماضي، والذي أعقب زياتها إلى تركيا.
وخلص تقرير المقررة الأممية إلى أن الأدلة المقدمة توضح أن خاشقجي كان ضحية قتل وحشي مع سبق الإصرار والتخطيط، وأن من يقف وراء تلك العملية هم مسؤولون في السعودية وآخرون يعملون تحت إشرافهم.
عودة قضية مقتل خاشقجي إلى الواجهة تأتي في وقت طرحت فيه مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري مشروع قانون يقضي بفرض قيود على بيع الأسلحة إلى السعودية، باعتبار ذلك عقوبة على جريمة قتل خاشقجي.
خطيبة خاشقجي، التركية خديجة جنكيز، أصدرت هذا الأسبوع كتاباً عن خاشقجي، تناولت فيه الكثير من الأسرار التي تُكشف لأول مرة، ومنها صور خاصة مع خطيبها المقتول.
أنقرة من جهتها، رفعت من ضغوطها على السعودية هذا الأسبوع، فلقد جددت مطالبتها بتسليم المشتبه فيهم للمحاكمة في تركيا، وجدد المتحدث باسم الرئيس التركي، إبراهيم كالن، الأسئلة السابقة: “أين جثة خاشقجي؟ من نفذ؟ هل هناك متعاون محلي؟”.
التطورات الجديدة، بحسب الصحيفة، تضيف مزيداً من الضغوط على السعودية، في الوقت الذي تحاول فيه أن تترك القضية وراءها، وتعيد إحياء خططها الكبرى الهادفة إلى جذب الاستثمار الأجنبي إلى البلاد.
ويرى كالداس أن هناك “نفاقاً ساخراً” يتجلى في موقف بعض الحكومات الغربية التي قد تتجاهل مثل هذه الجرائم وتعود للعمل والتعاون مع الرياض.
ويتابع قائلاً: “بن سلمان رغم السمّية الشديدة التي يتمتع بها، ورغم أن قضية مقتل خاشقجي قد عادت إلى الواجهة من جديد، فإنه لا يشعر بالقلق من عواقب أفعاله”.