الثورة نت
موقع صحيفة الثورة الرسمية الأولى في اليمن، تصدر عن مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر ومقرها العاصمة صنعاء

قادة للحرب لا رعاة للسلام!

عبدالرحمن الأهنومي

تتعرض اليمن لأبشع الحروب عدوانية وأشدها همجية وإجراماً ، مترافقة مع حصار قسري خانق وشامل، حرب يشنها تحالف شيطاني عنجهي فاجر ، ومنذ يومها الأول وحتى الآن لم يتوقف حديث قادة التحالف المعتدي عن السلام ومأساة حربهم الفاجرة ، وضمن مساوقة عناوين الحرب والعدوان ومبادلة الذرائع والأدوار لا يضع قادة الحلف إياه أي مسافات فاصلة بين سلوكهم الإجرامي ، وتلبسهم لبوس رسل السلام ورعاة التسويات والحلول.
لم يترك هؤلاء سلاحاً إلّا واستخدموه في قتل المدنيين وتدمير البنى التحتية ، ولم يدعوا مرتزقاً في العالم إلا وجنّدوه وأرسلوه ليقاتل اليمنيين في بلادهم ، ولم يفوّتوا عنواناً ولا منبراً إلا واستثمروه ووظّفوه لتبرير جرائمهم وهمجيّتهم وتعدّيهم على اليمنيين ، واختلقوا في سبيل ذلك الشائعات والأكاذيب واستخدموا حرب الدعايات السوداء لإنتاج ذرائع وعناوين لتعديهم وبغيهم ، ولا ينبغي اليوم الرهان على أكذوبة السلام الذي تلوكه ألسنتهم في وقت لا يزالون فيه يحشدون المعدات وألوف المقاتلين المرتزقة وفي جبهات عدّة .
وقد أشار السيد عبدالملك الحوثي في كلمته الأخيرة بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد إلى خطورة الركون والغفلة ، مؤكداً أن تحالف العدوان يجري تحضيراته لتصعيدٍ عسكري في كل الجبهات ، وهو أمر لا يجب أن نشك فيه حتى وإن تزاحمت أحاديث السلام والتسويات والاتفاقات وتصدّرت الفضائيات والمنابر الإعلامية ، فنحن أمام عدوانٍ فاجر ومراوغ ، كشف فُحش أهدافه ووضاعة تفكيره وقبح طالعه في كل ما مضى من أشهر وسنوات عدوانه على بلادنا.
قادة شركاء الحرب والعدوان المكون من ” السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا وفرنسا ومصر وإسرائيل والمغرب والبحرين والكويت..الخ” والذي تشكّل في مارس 2015 للحرب على اليمن ، وبعد فشلهم في كسر إرادة اليمنيين وإركاعهم بسلاح القنابل المحرّمة والفتاكة وبسلاح التجويع والحصار القسري الخانق ، من المستحيل أن يتحولوا إلى رعاة سلام ، فهم من قتلوا اليمنيين وروّعوهم ودمّروا بناهم التحتية وما زالوا يفعلون كل ذلك ، والقول بأن انخراط تحالف العدوان في المفاوضات الأخيرة وما أنتجته من مسارات لا تعدوا عن كونها سعيا محموما لفرملة مواقف متضامنة مع اليمن ، وتأتي في إطار تحشيد مشبوه يتصدى لجهود حقيقية وفاعلة في هذا المضمار ، قول أقرب للحقيقة بخلاف غيره من التفسيرات!.‏
ومن هذا المنطلق كان الحضور الأمريكي والبريطاني لافتاً في مفاوضات السويد ، ومن السياق نفسه أتت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي قبيل انعقاد المفاوضات متوالية مع تصريحات وزير الدفاع حينها جيمس ماتيس ، والحديث الودود الذي ظهر به وزير خارجية بريطانيا لدى حضوره مفاوضات ستوكهولم ، ثم تقديم بريطانيا مشروعي القرارين الصادرين عن مجلس الأمن بشأن اتفاق السويد ، وصولاً إلى المسار الملتبس الذي يسلكه باتريك في الحديدة بتفخيخ الاتفاق أولاً ، وغض الطرف عن تصعيد الخروقات ثانياً.

قد يعجبك ايضا