أعداء الدولة المدنية الحديثة
عبدالفتاح علي البنوس
قبل أيام مرت علينا الذكرى الخامسة لاستشهاد البروفيسور الشهيد أحمد عبدالرحمن شرف الدين الذي امتدت نحوه أيادي الغدر والخيانة والإجرام والوحشية صبيحة الـ 21 من يناير من العام 2014 وهو في طريقه لحضور الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني.. رصاصات الغدر والخيانة صبت على رأسه وهو يقود سيارته آمنا مطمئنا وعينه على مشروع بناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة الذي كان مهندسه وفارسه الأول بلا منازع ، وكان رئيس الفريق الخاص بهذا المحور الهام .
خمس سنوات مضت على رحيل هذه الهامة والقامة الوطنية التي كان الوطن يعول عليها في إخراج مشروع الدولة اليمنية المدنية الحديثة إلى حيز الوجود قبل أن تتآمر عليه قوى الإجرام والغدر والخيانة التي خططت لتصفيته وإلصاق التهمة بأنصار الله بحجة معارضتهم ذهابه لحضور الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار ، وهي اتهامات خرقاء مشبعة بالسخف والرعونة ، فالكل يعرف أنصار الله ، وعلى معرفة تامة بأخلاقهم وقيمهم ومبادئهم التي لا حضور فيها للغدر والمكر والخديعة ، فهم لا يفجرون في الخصومة مع من ينصبون لهم العداء ، ويقاتلوهم ويتآمرون عليهم ، وللمشككين في ذلك عليهم أن يسألوا من وقعوا في قبضتهم وتم أسرهم في المعارك عن أخلاقهم وطريقة تعاملهم ، هل يغدرون أو يمكرون ؟! فكيف بتعاملهم مع من يمثلهم خير تمثيل وفي مقدمتهم البروفيسور الشهيد أحمد شرف الدين رضوان الله عليه ؟!
الكل يعرف من المستفيد من اغتياله ومن يقف خلف هذه الجريمة المؤلمة والمحزنة لكل اليمنيين الشرفاء ، الكل يعرف أن المستفيد من جريمة اغتياله هم أعداء الحياة ، أعداء الدولة اليمنية المدنية الحديثة ، الذين وقفوا ضدها ووضعوا العراقيل والعقبات التي تحول دون الوصول إليها منذ عهد الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وحتى اليوم ، ذات الأطراف والجهات التي تآمرت على الرئيس الحمدي وقامت باغتياله هي من تآمرت على البروفيسور أحمد شرف الدين وقامت باغتياله ، لأنها تريد أن تظل اليمن مجرد تابعية وحديقة خلفية لها ، وأن يكون القرار اليمني مرتهنا لها وخاضعاً لسياستها ومصالحها ، ومن يطالع قائمة الأسماء والشخوص الذين أعلنوا ارتهانهم للسعودية والإمارات يدرك تماما من المستفيد من وراء اغتيال البروفيسور أحمد شرف الدين الذي مثل اغتياله اغتيالا لمشروع الدولة اليمنية المدنية الحديثة التي ناضل من أجلها الشهيد شرف الدين وكل الشهداء العظماء الذين حملوا الهم الوطني وجادوا بأنفسهم في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض والشرف والكرامة والسيادة .
بالمختصر المفيد.. أعداء الحياة ، أعداء الدولة اليمنية المدنية الحديثة هم من اغتالوا البروفيسور الشهيد أحمد شرف الدين ، وهم من اعتدوا على وطننا وشعبنا وفرضوا الحصار الجائر ، وهم من يسعون لاحتلال أرضنا ونهب ثرواتنا واستغلال مقدراتنا ، وهم من أرادوا باغتياله اغتيال المشروع الذي سعى من أجل تنفيذه وإخراجه إلى حيز الوجود ، لكنهم فشلوا في ذلك فشلا ذريعا ، وكانت دماء الشهيد شرف الدين بمثابة الحافز الذي حمل كل الأحرار والشرفاء من ذوي العقول النيرة للسير على خطاه واقتفاء أثره وإكمال مسيرته ومشروعه الوطني وصولا للحظة الفارقة التي تعلن فيها الدولة اليمنية المدنية الحديثة .
رحم الله شهيد الوطن والدولة المدنية الحديثة البروفيسور الشهيد أحمد عبدالرحمن شرف الدين وكافة الشهداء الأبرار الخالدين العظماء ، وطيب الله ثراهم ، وأحسن مثواهم ، وجعل الجنة سكناهم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .