التكامل الذي يليق بالتضحيات

 

سند الصيادي

يمر اليمن بمنعطف تاريخي كبير لم يمر بمثله منذ مئات السنين ، هذا المنعطف يتمثل في التحول الجذري لهوية النظام السياسي وما يلحقه من متغيرات على كافة الاصعدة والمجالات ، والتي من أجلها يحارب العالم المهيمن بلادنا منذ أربع سنوات تحت ذرائع متعددة تحاول أن تجتزئ الأهداف والغايات لحسابات إقليمية ودولية وأيضا محلية ،لاستمرار التغرير ببعض أبناء البلد ودفعهم إلى مناهضة هذا التحول الذي في مجمله سينتشل اليمن من جيوب الارتهان و جلابيب التبعية والوصاية المقنعة في الألفية الجديدة تحت عناوين بات فهمها يستعصي على بسطاء وعامة الشعوب.
وبعيداً قليلاً عن توصيف هذا المنعطف، إلى ما يليق به داخليا ليتكامل المشروع و الثورة نؤكد على أنه بات من المعيب و المقلق في نفس الوقت أن يعتقد البعض أن الصراع عسكري وحسب ، وأن مسؤولية مجتمعنا المناهض للغزو والاحتلال و الوصاية تنتهي عند التحشيد للجبهات العسكرية و تحقيق الانتصار العسكري , ومن ثم لكل حدث حديث ، ولا يتزامن هذا البذل الكبير مع جهود متوازية لاجتثاث مفاهيم و سلوكيات كان لها الأثر الكبير في وقوعنا خلال العقود الماضية تحت مقصلة الأجنبي و لقمة سائغة له ولنفاذه إلى واقعنا تحت شعارات فضفاضة كانت في مجملها ترسخ حالة التوهان والجمود وتفكك عرى المجتمع بسلبياتها التي مايزت و افرزت أنواعاً مختلفة من المظلوميات التي استغلها العدوان ونفذ إلينا من خلالها.
حين أطلق الرئيس الشهيد صالح الصماد مشروعاً كبيراً.. كان حريا بنخبنا أن تفند تفاصيله و توسعها إلى كل بعد ، فاليد التي تحمي لا تتوقف حمايتها عند مقارعة العدوان وأدواته في مختلف جبهات القتال، بل تمتد إلى حماية مؤسسات الدولة من العبث و القوانين من التجاوزات، وحماية القيم المجتمعية و الدستورية من التحايلات و التوظيف السلبي لمفهوم السلطة ، وحماية كل الثغور المعنوية التي من الممكن أن يحقق من خلالها العدو اختراقا يمكنه من التقدم و السيطرة.
واليد المعول عليها في البناء تهدم أولاً بقايا الجدران المهترئة التي جيرت مفهوم الدولة ومؤسساتها لخدمة جماعات نافذة ، وفوق أطلالها تعيد بناء راسخاً ومتيناً لكل قطاعات الحياة بما فيها الانسان وقيمه و ثقافته الوطنية و دوره المحوري في دولة الغد التي تثمن وتقدر حقيقة مفادها أن التنمية الشاملة والمستدامة ليست أبنية تشّيد أو قوانين تقر ورجالاً يحمون هذه المكاسب وحسب ، بل بإعادة تقييم البناء العلمي والوطني و المجتمعي لأهم تروس التنمية والنهضة، وهو الإنسان وكل ما يتعلق به من تأهيل و توعية.
إن ما يدفعنا إلى الحديث ككتّاب و مواطنين عن أبعاد هذه المرحلة هو يقيننا بالنصر و دحر الأعداء واستعادة الأرض والقرار بتضحيات وإقدام أكرم الرجال الذين يدافعون عن شعبهم ودولتهم ،وما يليق بهذا السيل من الدماء هو حماية هذا الانتصار من خلال الدفاع عن كل ما يبقيه و يعزز أسسه و يثمن تضحيات أبنائه ..وهذا لن يتأتى الإ بإعادة قراءة مشروع الرئيس الشهيد وتوسيع خططه ووضع آلية طويلة الأمد لتحقيقه كنهج للمستقبل لا للحاضر.
وإلا فإن التاريخ لن ينصف لنا هذه البطولات ولن تنعم الأجيال القادمة بفوائدها،وستعيد المراحل نفسها بكلفات باهضة حينما تنساب عظمة هذه البطولات من بين أخطاء الممارسات كالماء من بين الأصابع.
المسؤول الإعلامي لتكتل الأحزاب المناهض للعدوان

قد يعجبك ايضا