غريفث في مهمة نزع العصي الإماراتية أمام عربة “استكهولم”.. فهل ينجح؟
الثورة نت/ إبراهيم الوادعي
قطع مارتن غريفث المبعوث الأممي إلى اليمن الطريق على قوى العدوان في التلاعب بنصوص باتفاق الحديدة ووضعهم أمام اختبار نوايا حقيقي بالمضي في طريق السلام دون اختلاق مبررات لتحميل صنعاء مسئولية إفشال الاتفاق.
غريفث الذي وصل السبت إلى العاصمة صنعاء أعلن بشكل واضح بأن التفاصيل بشأن اتفاق الحديدة قد جرى حسمها في استكهولم وهي ليست في محل تفسير اليوم، مؤكدا بأن حدود صلاحيات لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الأممية التي يرأسها الجنرال باتريك كاميرت هي المضي بتطبيق بنود اتفاق السويد حول وقف إطلاق النار في الحديدة على الأرض.
كان مقدرا وفق الاتفاق أن تكون المرحلة الأولى من الاتفاق قد أنجزت وتشمل إعادة الطرفين للانتشار من ميناء الحديدة وحول المدينة، الجيش واللجان وكتأكيد على المضي بخيار السلام وحقن دماء اليمنيين نفذت الجزء الذي يخصها من إعادة الانتشار فيما يتصل بميناء الحديدة، والذي جرى تسليمه بحضور رئيس لجنة وقف اطلاق النار باتريك كامييرت إلى قوات خفر السواحل، بينما لا تزال قوى العدوان تماطل فيما يخصها من إعادة انتشار لقواتها في أطراف مدينة الحديدة، وتذهب بدلا من ذلك إلى وضع العصي في الدواليب، تشمل المطالبة بتغييرات جوهرية ضمن اتفاق الحديدة ، في محاولة لتحقيق ما عجزت عن إنجازه عسكريا بالخداع والحيلة.
قطع غريفث الجدل الذي حاولت قوى العدوان والمرتزقة إشاعته حول من يتسلم مهام إدارة مدينة الحديدة، وأكد أن الاتفاق تم في السويد على أن تتسلم السلطة المحلية القائمة حاليا إدارة المدينة، مزيلا بذلك أهم عصي المماطلة التي درجت على تسويقها قوى العدوان لعرقلة اتفاق الحديدة.
ويمكن الإشارة إلى أن انقلاب قوى العدوان على اتفاق الحديدة بدأ منذ اللحظات الأولى لتطبيق الاتفاق في 18 ديسمبر الماضي فلم تلتزم بوقف إطلاق النار بشكل كامل، وتمارس عشرات الخروقات اليومية ضمن نطاق الاتفاق محافظة الحديدة، كما وصلتها تعزيزات ضخمة من السلاح عبر ميناء المخا، وهو مؤشر جلي يكشف النوايا الحقيقية والمبيتة لقوى العدوان ورغبة إماراتية في احتلال ميناء لضمه إلى قوائم الموانئ اليمنية التي تحتلها وتعطلها الإمارات.
ضلوع الإمارات في تعطيل نتائج مشاورات السلام اليمنية التي جرت خلال ديسمبر الماضي في استكهولم، امتد ليطال الملف الإنساني في مشاورات استكهولم، نفدت المهل المحددة ولم تنته المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى، وقال رئيس لجنة الأسرى عبد القادر المرتضى إن طرف قوى العدوان يماطل حتى اللحظة في تقديم الإفادات الصحيحة، وإنكار وجود مئات الأسرى والإفصاح عن المخفيين قسريا، مؤكدا عن وقوف الإمارات ومرتزقتها وراء عرقلة الاتفاق.
لقاء السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالمبعوث الأممي مارتن غريفث منح مزيدا من الوضوح بشأن الطرف المعرقل، ووضع المبعوث الأممي أمام امتحان عسير، بضرورة تطبيق اتفاق الحديدة للانتقال منه إلى تنفيذ تهدئة في تعز، وتسليم كافة مرتبات موظفي الدولة من قبل قوى العدوان، وإنهاء المأساة الإنسانية بإنجاز كامل وشامل لصفقة الأسرى.
المبعوث الأممي عقد اجتماعا كذلك مع عدد من المسئولين الحكوميين في صنعاء ورئيس لجنة وقف إطلاق النار باتريك كامييرت والذي كان وصل صنعاء السبت قادما من الحديدة للقاء غريفث واطلاعه على آخر المستجدات، وهو توجه إلى الرياض للقاء الخائن الفار هادي والمسئولين السعوديين للطلب إليهم الضغط على حلفائهم في أبوظبي للسماح لاتفاق الحديدة في مهمة تنحصر بنزع العصي الإماراتية من أمام عربة اتفاق الحديدة ليمر، ويأمل غريفث من المسئولين السعوديين لسبر النوايا والطلب إليهم الضغط على حلفائهم في أبو ظبي للسماح لوقف إطلاق النار بالنجاح والتخلي عن دور المعرقل .
وفي سياق لافت، افتتحت الفاعليات الشعبية حملة تحشيد ورفد للجبهات بالمقاتلين، مع بداية العام الجديد على مستوى المناطق، في رسالة واضحة بأن الجهد الشعبي ماض في حشد الطاقات إلى الجبهات وما سيوقف المد العاتي من قوافل الرجال والمال إلا خروج آخر جندي أجنبي من أرض اليمن، وفي ثنايا التحشيد ثمة رسائل وصلت أبو ظبي من مستويات عسكرية وسياسية، بأن القادم أنكى، وإن العام الخامس سيشهد الكثير من المفاجئات بوجه دويلة الأبراج الزجاجية بما لا يمكنها إخفاء الألم أو لملمة الزجاج المتناثر في وجه الاقتصاد الهش.