من هم الشرعيون ؟!
أشواق مهدي دومان
و بدأ عام جديد يحمل عنوان 2019م ميلاديّة ، بدأ كعدّاد زمنيّ تتناقص فيه أعمارنا افتراضيّا ، كتناقص عمر أيّ موجود، فالأشياء لها تاريخ انتهاء و كذلك نحن لن نستقدم ساعة و لن نستأخرها حين نستوفي تواريخ البقاء ، فنُحال إلى الفناء في دنيا الفناء ؛ فقد عرفنا الزّمن أنانيّا يبتزّنا فلا يمرّ علينا إلّا نحن ندفع فاتورة مروره مواقف و آلاماً و هموماً و هكذا حياة البشر و خِلـقَة الإنسان في كبد ،
يُطلّ الـ«2019م» بابتسامة بريئة من ثغر درّي و عينين سوداوين نجلاءين ( نوعاً ما ) ووجه جميل القسمات ، لتحلّق من مراياه روح الطفلة الطاهرة( آلاء) التي قتلها وحش بشري جبان بعد اغتصابها ،فترحل بجراحها و فزعها و ألمها و أحلامها إلى عالم الطّهر المثاليّ إلى جوار و كنف من لا يُدنس عنده عرض و لا يستهان بأحد في حضرته ؛ فاللّه أرحم و أحنّ و أقرب لخلقه، و قد رحلت (آلاء) إليه حين ضاقت أخلاق الرّجال، رحلت (آلاء ) مقهورة لتستدعيها عظمة موقف قائد مسيرتنا القرآنية السّيّد / عبدالملك بن البدر الحوثي ، و رئيس الحكومة الأبيّ / مهدي المشّاط ، لتطلّ من على نافذة فردوسها فترى ما حصل لقاتلها من قصاص بتفعيل قانون في القرآن لم يكن جديراً بتطبيقه إلّا رجال المسيرة القرآنيّة الذين يسمّيهم أشباه الرجال ميليشيات الحوثي ، و لنا أن نضع ( آلاء) بين هذين الفريقين لنحكم بالحقّ من على علوّ ، فقد نام أشباه الرّجال عن قضيّة وطن بما فيه بعد ليلة من حفاوتهم بمقدم الألفين و التاسع عشر الميلادي فاحتل الباغي الأرض و هتك العرض و هم يحتسون شراب دمّ الأخوين من شجر سقطرى ، و يرقصون على أشلاء الأبرياء ، مضوا يحتفلون بدياثتهم بينما ميليشيات الرّجولة و البطولة تحتفل بالعام الجديد بانتصارات ميدانيّة و إنسانيّة و قرآنيّة ، تحتفل ميليشيا الحوثي بطريقتها فقد تمّ اليوم الحفاوة بإحياء أمر و إقامة حدّ من حدود اللّه في القصاص بقاتل طفلة في التّاسعة من عمرها بعد أن اغتصبها ، و في وقت وجيز وفي أقلّ من شهرين يلقى المجرم جزاءه حسب ما أمر اللّه فيقتل رميا بالرّصاص ، و هنا لم تتمالك السّماوات السّبع و الأراضون نفسها لنسمع زغرودة منها تشبه زغرودة أمّ (آلاء ) فقد انتصرت ( آلاء ) اليوم ، و هنا و تحت حكم الميليشيا الحوثيّة كان الحقّ و العدل قائماً بينما لم نرَ في مناطق أنظمة البروتوكولات التّابعة لأمريكا من إقامة عدل أو إحقاق حقّ، هنا و في قانون ميليشيا الحوثي تصديق و مصداقية و مصادقة و محالفة و احتكام و تطبيق لقوله تعالى : ” و لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ” ؛ هنا الميليشيا التي آمنت بالقرآن كلّه و لم تؤمن بشيء و تكفر بشيء كمن عاداها..
هنا الميليشيا التي استجابت للّه و لرسوله لما دعاهم له، فكان الحكم بالقتل لهذا القاتل الباغي ، و هنا تستحقّ هذه الميليشيات أن يطلق عليها الميليشيات القرآنيّة التي تقيم شرع اللّه، ومن هنا فهي (و حسب ) من يحقّ لها أن تكون هي الحكومة الشّرعيّة الحقيقيّة التي تستمد شرعيتها من إقامة شرع اللّه ،بينما استمد المنظَّمون و أولو شرعيّة ابن سلمان و ترامب شرعيّتهم من بروتوكولات حكماء صهيون، فقد اُغتصبت و هُتكت الأعراض ( في المخا و الخوخة و عدن و كلّ مناطق حكم بروتوكولات الشّيطان)دون تحريك ساكن من القادة الذين سمّوا أنفسهم نظاميّين و عمالقة ،بينما هم أقزام لا حجم لهم و لا وزن ، وهم النّائمون الواجمون وكأنّ على رؤوسهم الطير حين انتهكت الأعراض من بينهم و في وجودهم، بل قال بعضهم : ” زوّجوا المغتصِب بمن اغتصبها” ، من باب تغطية الجريمة وإسكات الأفواه متجاوزا حدود اللّه كحدّ الزّنا و هو القتل رميا للمحصن وجلد الأعزب، فكيف يمكن الثّقة بشرعيّة تلك الفئة الباغية الضّالة المضلّة في كلّ رؤاها التّابعة لشيخ مشايخ المرتزقة ترامب و حذائه ابن سلمان ، و الذين تجتمع المواقف في وصفهم بالأحذية، و لعلّه الوصف الأنسب لهم وهم القادة ذوو الرّتب العسكريّة التي أهانوا شرفها و نجومها و طيورها الرّامزة للحريّة لا للتّبعيّة المطلقة للمحتلّين ، و لأنّهم أهانوا شرف رتبهم فليضعوا في مكان كلّ نجمة أو طير في بريهاتهم و شاراتهم على أكتافهم ،ليضعوا أحذية لأنّهم في الحقيقة مجرّد أحذية لبني سعوزايد و كبيرهم ترامب ، بل إنّه قد وجب صفعهم بالأحذية على جباههم،و على أكتافهم ، و في أعلى صدورهم و قد عجز أكبرهم عن أن ينتصر لعرض بنت انتهك الجنجويدي و الإماراتي عرضها على مرأى و مسمع منه،فخسئتم من قادة للبراقع و عشّاق الشّراشف حين تنكّرتم أوّل ما تنكّرتم للابسات البراقع ،و هذه البراقع هي من سترتكم حين لبستموها و لذتم بالفرار، و لكن ما قدرتموها حق قدرها بينما رجال المليشيات القرآنيّة ما تبرقع منهم أحد و مع هذا فقد انتصروا لعرض بنت واحدة باعتبارها رمزاً لجميع المحصنات الطّاهرات و رمز العرض الشّرف لكلّ من ينتمي لتراب هذه الأرض .
فلرجال المسيرة أو الميليشيا القرآنيّة العزّة ولشرعيّة البروتوكولات الذّلّة و الارتهان.