حسن الوريث
خطوة متميزة للنادي الأهلي بصنعاء تلك المتمثلة في تنظيم ندوات عن الفنانين اليمنيين الكبار والتي بدأت بالفنان أحمد السنيدار وتواصلت مع الفنان الكبير محمد حمود الحارثي ولاشك أنها ستتواصل لتتناول بقية الفنانين الكبار كما عرفنا من المسؤولين في النادي خلال حضور هذه الندوات والفعاليات .
بالتأكيد أن النادي الأهلي بهذه الخطوة يثبت لنا يوماً بعد يوم أن النادي مؤسسة رياضية وتربوية وثقافية والأهم أن النادي يهتم بالأنشطة الثقافية التي غابت كثيراً ليس من الأندية ولكن من الوزارة وقطاع الشباب الذي يعتبر القطاع المسؤول عن الأنشطة الشبابية ومنها الثقافية والأدبية والعلمية والفنية والكشفية .
ما سمعته خلال حضوري لهذه الأنشطة والفعاليات الثقافية وخاصة ما يتعلق بالفنانين القديرين الحارثي والسنيدار شيء جيد والأهم تلك الأفكار المتعلقة بتوثيق التراث اليمني الفني والذي يتعرض للسطو عليه من قبل البعض وتم مسخه وتشويهه حيث أن ما نسمعه من أغان يمنية من قبل بعض الفنانين العرب والخليجيين يحتم علينا العمل للحفاظ على تراثنا الثري والمتميز لأنه يتم ليس تشويهه فقط ولكن سرقته ونسبته إلى أشخاص وبلدان أخرى بينما هو تراث يمني أصيل .
لاشك بأن التراث اليمني الأصيل يتعرض للاندثار لأسباب كثيرة منها الإهمال والسرقة وأيضاً بسبب الغزو الثقافي والتطور التكنولوجي الذي يعمل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على طمس الهوية اليمنية والتراث الغني بتنوعه وبالتأكيد أن الأصوات التي تتعالى وترتفع ألما وحزناً على ما يجري للتراث والفن اليمني من مسخ وتشويه وسرقة وسطو لديها كل الحق في ذلك وهذا يدعونا جميعاً إلى الالتفاف والانتباه لها ابتداء من وزارة الثقافة إلى وزارة الإعلام إلى المثقفين والفنانين والأدباء من خلال مشروع ثقافي كبير نحافظ من خلاله على الفن والتراث اليمني الأصيل ولا مانع من تطويره لكن بما يحافظ على أصالته وأن لا يتعرض للمسخ والتشويه حتى من بعض الدخلاء على الفن من اليمنيين وغيرهم والذين لا يهمهم إلا الكسب المادي والشهرة فقط .
أتمنى أن تلقى هذه الفكرة التي نبعت من أهلي صنعاء القبول بل ودراستها من خلال وضع الآليات الكفيلة بإنجاح العمل كمشروع وطني ثقافي أدبي ومما لاشك فيه أن النادي الأهلي وكما طرح سيكون على أتم الاستعداد للمساهمة في تنفيذ هذا المشروع وإشراك كافة المهتمين والمختصين وفي الأخير فإن الشكر لإدارة النادي الأهلي بصنعاء واللجنة الثقافية التي تقوم بتنفيذ هذه الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية جنباً إلى جنب مع الأنشطة الرياضية لتجسيد أحد أهم أهداف النادي كمؤسسة رياضية وثقافية وتربوية وكم نحن بحاجة إلى أن تكون ثنائية الرياضة والفن والثقافة في كل الأندية نظراً لما يمثله هذا التكامل من بناء لشخصية الشباب الذين هم الحاضر والمستقبل .