شعر/ عبدالجليل الرفاعي
تفشَّى الظُّلمُ واستشرى الفسادُ
وغابَ النُّورُ وانتشرَ السَّوادُ
وعمَّت في رُبُوعِ الأرضِ فوضى
مِن الطَّاغُوتِ ضَاقَ بها العِبَادُ
وأنَّ الكَونُ مِن جَورٍ وبطشٍ
وبالأرواحِ جُلُّ النَّاسِ جادًوا
وقد سَئِمَ الحياةَ الحرُّ حتَّى
رأى في المَوتِ شيئاً يُستفَادُ
ومِن جَورِ الطُّغاةِ وتابعيهم
جميعُ النَّاسِ بالمهديِّ نادُوا
لَكَم مُلئت بِقَاعُ الأرضِ ظُلماً
وللأحرارِ سجنٌ واضطهادُ
وأيُّ مزيَّةٍ للعيشِ لمَّا
يكونُ لِحكمِ” نَمرُودَ “امتدادُ
ويغدو” الجبتُ” للإيمانِ رمزاً
وللطاغوتِ بالحُكمِ انفرادُ
و”إبليسُ الرجيمُ” لنا زعيماً
وللأوباشِ في الدنيا انقيادُ
وللسُّفهاء بين النَّاس شأنٌ
وللحُكَماءِ في الشُّورى افتقادُ
وللجهَّالِ لا العلماءِ وزنٌ
فهل بِالجهلِ تزدهرُ البلادُ؟!
وهل تُرجى الحياةُ إذا تساوى
شديدُ الحِرصِ فيها والجَوادُ؟!
أجبْ يا سيّدي يا شبلَ طه
فأنتَ الوعدُ أنتَ لنا المُرَادُ
ووعدُ اللهِ للإنسانِ آتٍ
وهذا الدِّينُ هذا الإعتقادُ
ولو حَجبَ السَّحابُ الشَّمسَ ظُهراً
ولو غطَّت على النَّارِ الرَّمَادُ
فسوفَ يبينُ أمرُ الله حتماً
وسوف يَسودُ في الدنيا الرَّشادُ
وتُملأُ هذه الأصقاعُ قِسطاُ
ويصفُو العيشُ فيها والوِدادُ
وعند قيامِ دولة آل طه
يَنالُ النَّاسُ فيها ما أرادوا
فيُحثى المالُ حثياً للبرايا
وبيتُ المَالِ ليس لهُ نَفَادُ
فلا يَخشى فَواتَ الرِّزق فَردٌ
ولا فقرٌ تُعانيه البِلادُ
إذا ما قامَ قائمُ آلِ طه
وكانَ عليهِ في الأمرِ اعتمادُ
فقُمْ يا سيّدي لِتزيحَ عنَّا
ظلاماَ فيهِ أهلُ الجّورِ زادُوا
فكم قَتَلُوا وكم عاثُوا فساداً
بِحدِّ السَّيفِ في الأمصارِ سَادُوا
وما عمِلوا لِصوتِ الحقِّ وزناً
فكم لِلذبحِ صوتَ الحقِّ قادُوا
وما تركُوا صغيراً أو كبيراً
وكم شعبٍ بأكملهِ أبادُوا
فلا نَقداً قد احترمُوهُ يوماً
بِشرعتهم يمُوتُ الإنتقادُ
ولا شيخاً ولا طفلاً رضيعاً
ولا امرأةً قد استثنى الحَصَادُ
متى يا سيّدي سَتسُودُ فينا؟
بِذكركَ أنتَ كم لهِجَ الفؤادُ
وكم حنَّت إليكَ النَّاسُ جهراً
وإن جارَ الطُّغاةُ وإن تمادُوا
فكلُّ النَّاسِ للمهديِّ تهفو
وفي السَّاحاتِ زادَ الإحتِشادُ
فنحنُ جنودُ دولةِ آل طه
وعدَّتُها ونحنُ لها العتَادُ
ونحنُ برايةِ البطلِ اليماني
ستعرِفنا الصَّوارمُ والجِيادُ
سنسحقُ “داعشاً” ومموِّليها
سيعرفُ هولَ بطشتنا “زيادُ”
سيعرفنا “ابنُ هندٍ”و”ابنُ سعدٍ”
وأمريكا غداً والإتحادُ
ويعرفُنا الخليجُ و”آلُ حربٍ”
بأنَّا في الوغى أُسْدٌ شِدادُ
نُوالِي آلَ أحمدَ ما حيِيِنا
ونحميهم إذا حانَ الجهادُ
تسيلُ لِأجلهم مِنَّا دماءٌ
بِنا وبِأهلنا عنهم يُذَادُ
سلُوا عن دَورِ سيِّدنا “اليماني”
وكيفَ بهِ أئمتُنا أشادُوا
برايته الهُدى أكرم بقومٍ
لِنصرتهِ استعدُّوا فاستفادُوا
وبئسَ الناسُ من خذلوا”ابنَ طه”
ولِلأحقادِ والأضغانِ عادوا
ألا يا حجَّةَ الله المُفدَّى
لكَ الأرواحُ ترخُصُ والزِّنادُ
فأنتَ لنا المؤمَّلُ يا إماماً
إليه الرُّوحُ تهفو والفؤادُ
عليهِ تُؤَمِّلُ النَّاسُ الحيارى
فمن غير الإمام لها عِمَادُ؟
تعلّقت القُلوبُ بِشبلِ طه
فأنتَ لها ولِلأرواحِ زادُ
وأنتَ الحلُّ لِلأزمَاتِ مهما
تهاوى من لظاها الإقتصادُ
ومهما زادتِ الأوضاعُ سُوءَاً
وغابَ الحلُّ واحتارَ السّدادُ
وأبدى أفضلُ الخُبَراءِ عجزاً
وجفَّ الحبرُ بلْ نفِدَ المِدَادُ
فلا يُرجَى لِكشفِ الضُّرِّ إلاَّ
إمامُ العصرِ مَولانا الجَوادُ
لِتشهدَ هذه الأمصارُ عهداً
جديداً فيهِ يُجتثُّ الفسادُ
وقسطاً يَملأُ الدنيا وعدلاً
بهِ تزهُو وتفتخرُ العِبَادُ
في صنعاء – 18 – -23 تموز 2016م – 13 – 18 شوال 1437ه