عبدالجليل الرفاعي
قُولوا لِقومٍ لئـامٍ أعدموا النمرا
لَسوفَ تُصلونَ في أُخراكـمُ سَقَـرَا
حاربتـمُ أولياءَ الله فانتظـرِوا
زوالَ سُلطانِكـم في نجدِكـم سَحَـرا
ترقَّبُوا عن قريبٍ حربَ بارئِكم
ومَن يُحارِبُه ربُّ العلـى خَسِرَا
قـد زالَ مُلكُكَ يا سلمانُ يومَ مضـى
إلـى الشَّهادة شيـخٌ صارَعَ الحُقَـرَا
وقاوَمَ الظلمَ لا يَخشـى جَبابرة ً
ولا يُبالِـي أطال العمـرُ أم قَصُرَا
يقارعُ الجبتَ والطاغوتَ فـي بلدٍ
غدا بهـا الأمرُ بالمعروف مُحتضِرَا
والنَّهيُ عن منكـرٍ قد ماتَ مِن زمـنٍ
ومَن يقـومُ بهذا الفرضِ قد كفـرا
الدِّينُ أضحـى بأيدٍ لا تدينُ به
والحكـمُ في أرضِ نجدٍ صارَ مُحتَكرا
تقمَّصَ الدِّيـنَ شيطانٌ فبدَّلَهُ
بمنهـجٍ مُستَبِدٍ يخدمُ الأُمَرَا
وبرَّرَ القتلَ للأحـرار إن نَصَحُوا
لِحَاكمٍ فاسدٍ بالفسق قد جَهَـرَا
غابت معالمُ دينِ الله في بَلَـدٍ
غدا بها العـدلُ هـذا العصر مُندَثِـرا
فلا كرامة َللإنسـانِ إنْ نَطقَتْ
لسانُـه قـولَ حـقٍ يُغضبُ الكُبـَـرَا
ولا مكانةَ للأحرار مافَتِئَتْ
عصابة ُ الجَورِ دهـراً تقتلُ البَشَرَا
إلى متى سَيسُودُ الظلـمُ دولَتَهم
ويُقمَعُ الحَقُّ في نجدٍ لِينحَسِرَا
ودولـة ُ الظُّلـمِ قـد حانت نهايتُها
فلن ينـالَ ابنُ سلمانٍ بها وَطَرَا
فقل لِعاهِلهم لن تَنعمُوا أبـداً
ستُصبحونَ غداً بين الورى خَبَـرَا
علـى يدِ النَّـمِرِ الغضبانِ قد سقطتْ
عروشكـم وهـوى سلطانُكم سَحَـرَا
لقد قتلتُم وليَّ الله فارتقِبُـوا
زوالَ مُلكَكَمُ واستشعِروا الخَطَرا
واجهتـمُ الرأيَ بالإعدامِ ويحكـمُ
لن تَفلتُـوا مِن عقابِ الله يا حُقـَرَا
لم يرفعِ الشَّيخُ سيفاً في وجوهِكـمُ
لكـنَّ إجرامَكم للنّاسِ قد ظَهَـرا
بانَت حقيقتُكـم للنّاس واضحـة ً
في قتلِكم أولياءَ الله والشُّعَـرَا
عِثتُم فسـاداً وكانَ اللهُ يُمهِلُكُم
حتى عثرتُـم وخابَ اليومُ مَن عَثـَـرا
واليومَ لا النّفط ُيُغنِيكُم وليسَ لكُـم
مِن الهلاكِ نصيـرٌفالقضـاءُ جَرَى
سينتهي الظلمُ في نجـدٍ وينبذُكـم
شعبٌ أبى أن يُوالِي شيخَكـم عُمَـرَا
دمُ الشِّهيد سَيُفنيكـم ويجعلُكم
أذلة ًفاطلبوا البحرينَ أو قَطَـرا
ولن تَنالُوا بها أمناً ولن تَصلِـوا
إلى الأمـان ولو عِشتُم بها زُمَـرَا
لن تفلتُوا مِن عقابِ الله ويلكُمُ
حسبتمُ المالَ عنكُم يمنـعُ القَدَرا
لقد طغيتم فعجَّلتُم نهايتَكـم
قبورَكـم قد حفرتُـم فاسكنوا الحُفـَرا
لا تحسبوا قتلَكم للشّيخ ِمفخرة ً
فبالشَّهادةِ هذا الشّيـخُ قد ظَـفِرَا
وقد خسرتمُ دنياكُـم وراحتَكم
وأصبـحَ الشّيخُ فـي الفردوس ِمُنتَصِرَا
لا تحسبوا النّصرَ في قطع الرؤُوسِ ضحـىً
لِيصبحَ الجبتَ بالإعدامِ مُفتَخِـرا
لكنَّما النّصرُ للأحـرارِ إذ بذلـُـوا
رقابَهم لِيهينُوا الطاغيَ القـذرا
يا شيخَنا النَّمر الضرغام عشتَ كمـا
قدْ شئتَ حُرَّاً وعانقتَ الرَّدى نَمِـرَا
صدعتَ بالحقِّ في وجـه الطغاةِ ولـم
تأبَه ْبطاغيةٍ مِن شعبهِ سَخِرَا
صمدتَ كالطودِ لا تخشى صوارِمَهُم
ولمْ تكن لحظة ًمِن بأسِهـم حَـذِرَا
فلستَ مَن آثـرَ الدُّنيـا وداهنَهُم
علـى سياستِهم يوماً وأنتَ ترى
ما حلَّ بالشعبِ مِـن جَورٍ ومظلمةٍ
بل انبريتَ لهـم كالليثِ إذْ زَأَرَا
فلم تداهـنْ أميراً أو تهبْ مَلِكَاً
ولم تُطعْ عاهلاً بالظلمِ قد أَمَرَا
فلستَ تَخشى مِن الطاغـوتِ سطوتَه
ولم تَكُنْ لِعطـاءٍ منهُ مُنتَظِـرَا
ولستَ ترجُو سِوى الرَّحمنِ يا أَسَدَا
على مواقِفِـه فـي الحقِّ ما انكَسَـرَا
فكانَ صوتُك زِلزَالاً يُهدِّدُهـم
مادامَ بينَ جُموعِ النّاس مُنتَشِرا
فدبَّ بينَ طُغاةِ العصرِ خوفُهمُ
مِن ثورةٍ جعلت مِـن صفوهـم كَدَرَا
فقرَّرَ الجِبتُ قتلَ الشّيـخِ مُعتبراً
بأنَّ قتلتَـه قد تدفـعُ الخَطَـرَا
وظنَّ إسكاتَ صوتِ الحقِّ يدرأُ ما
يحلُّ في مُلكِـهِ إنْ بانَ ما استَتَرَا
لكنَّ جرأته في قتـلِ داعيـةٍ
جاءت بما كان يخشى وَقْعَه الخُبَـرَا
جاءت بما أخمدَ الطاغوتُ مِن زمنٍ
وهيَّجَت ثورةَ الأحـرارِ والفُقَرَا
فكانَ فتحاً لشيـخٍ لا يهابُ سِوى
ربٍ دعانا لقولِ الحقِّ بلْ أَمَـرَا
فقامَ بالنُّصـحِ لا يخشى جلاوزة ً
وللشهادةِ عاش العمـرَ مُنتَظِرَا
مضـى شهيداً عزيزاً عالِماً بطلاً
وقد غـدا فـي الثرَيَّا للورى قـَمَـرَا
في صنعاء 25 ربيع الأول 1437هـ ـ6 يناير2016م