دعاة الحرب وأدوات الارتزاق
عبدالفتاح علي البنوس
تسابق دعاة الحرب وأدوات الارتزاق وطابور العمالة من منافقي الداخل والخارج الذين يحملون الهوية اليمنية على نشر تحليلاتهم البيزنطية ورؤيتهم المثقوبة تجاه النتائج التي أسفرت عنها مشاورات السويد ، كل واحد حلل وفسر حسب مزاجه وبما يتناسب وعقليته ، وبما يخدم مصالحه ومشاريعه الخاصة ، هذا جن جنونه ، وفقد السيطرة على عقله ، فخرج في حالة هستيرية منددا بالخطوات التي تم التوافق عليها والتي من شأنها تجنيب الحديدة وأهلها ويلات الحرب والصراع وكارثية الخراب والدمار ، ودعا إلى استمرار العمليات القتالية والمضي في الحماقة الإماراتية السعودية حتى النهاية .
ومرتزق آخر شن هجوما لاذعا على وفد الرياض الذي يمثله ورأى بأن ما خرجت به مشاورات السويد يعد انتصارا لوفد صنعاء الذي يسمونه وفد الانقلابيين الحوثيين ، وذلك بهدف تأليب الرأي العام وخلق مبرر للمرتزقة وقوى العدوان للتنصل عن الاتفاقات والتفاهمات التي تم التوافق عليها ، رغم أن ما تم التوافق عليه فيه الكثير من التجني على القوى الوطنية ، وقدمت من أجل ذلك تنازلات كبيرة كانت غير واردة في أجندة الوفد الوطني ، ولكن الحرص على المصلحة العامة دفع بالوفد الوطني للقبول بها ، ولكن أبواق الفتنة ودعاة الصراعات وتجار الحروب وصناع الأزمات وقطيع المرتزقة لم يرق لهم ذلك ، فخرجوا للتحريض والتأليب ضد مخرجات مشاورات السويد يحدوهم الأمل في الحيلولة دون إنجاح التفاهمات التي تم التوافق عليها .
وآخر لم يخف صعقته وصدمته من التقارب الذي حصل والذي يعتبر بالنسبة له ضربة قاضية له ، كونه سيحرمه من الدعم والمدد السعودي الإماراتي الذي كان يحصل عليه ، ففتح النار على وفدهم المفاوض وساق في حقه أقذع السباب والشتائم ، على أمل أن يسهم ذلك في إفشالها وعدم تنفيذها ليستمر الدعم السعودي والإماراتي ، وآخر قامت قيامته ، وشن حملات تحريضية مكثفة ضد وفد الرياض لأنه أفشل عليه حلم العودة للسلطة والحصول على المنصب الرفيع الموعود به ، بعد أن قدم نجله قربانا للغازي والمحتل السعودي والإماراتي وساقه إلى حتفه بعد سقوطه صريعا وهو يقاتل في صفوفهم ليقال بأن ابن ( فلان) يقاتل ، ليرتفع سقف المكرمة السعودية والإماراتية التي تمنح لهم كبدل خيانة وعمالة وإرتزاق ، وكل شيء عنده يهون إلا أن يتوقف العدوان ويتم تجنيب الحديدة الصراع والقصف والخراب والدمار ، وقس على ذلك نماذج مماثلة أشعرونا بأطروحاتهم العفنة ومنشوراتهم الكريهة بأنهم أحقر من الحقارة ، وأتفه من التفاهة وهم يقفون ضد إحلال السلام والأمن والاستقرار والطمأنينة في ربوع وطنهم.
بالمختصر المفيد, تظل مخرجات مشاورات السويد برغم كل ما فيها من إيجابية إذا ما نظرنا إلى ما ستؤول إليه الأوضاع في ظل التهدئة والتسوية المرتقبة ، ويظل دعاة الصراعات والحروب وأبواق العمالة والارتزاق عناصر شاذة وأصوات نشاز ، لن تحصد من نعيقها ونباحها ونهيقها غير الحسرة والموت غيظا وكمدا ، وستنتصر اليمن أرضا وإنسانا وسيحل الأمن والاستقرار في عموم ربوعه من المهرة إلى صعدة بمشيئة الله وتأييده وألطافه .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .