نحن الاعلون

 

اسماء الشهاري

عندما يعيش الإنسان حالة الحرية والكرامة والعزة في نفسه قبل كل شيء ، ويمتلك قراره دون وصاية من أحد، وليس منتظرا لهذه الجهة أو تلك لتملي عليه ماذا يقول وماذا يقرر، فإنه يكون سيد الموقف، وهو أصلا وبناء على كل المعطيات والوقائع على الأرض يعد المنتصر إلى الآن بفضل الملك الديان، وفي هذه الحالة لا يضيره قرار أي جهة كانت إذا ما تعارضت مع مبادئه، لأن أحدا على وجه الأرض لا يستطيع أن يفرض عليه شيئا ليس مقتنعا به أو يساومه لتقديم أي تنازل ليس راضيا عنه، لأن منطلقاته وأهدافه أكبر من كل الاعتبارات فهي تتعلق بحرية واستقلال وطنه، وكرامة وعزة أبناء شعبه وجلدته الذين يعطون لمواقفه كل تلك القدّاسة، وهي الشرعية التي لا تعادلها شرعية على وجه المعمورة فقد عُمِدت بدماء الشهداء، وبوركت من أرض العزة والإباء، وأحيطت برعاية رب السماء..
ولست أبالغ إن قلت أن المشاورات الحالية في السويد تُعد فرصة لدول تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائه أكثر من اليمن ووفده الوطني ، لأن جميع أوراقهم قد استهلكت وسقطت، وإطالة أمد الحرب لها آثارها السلبية عليهم كما هو معروف وكما ثبت وتبين بل تزداد سوءا كل يوم أكثر فأكثر، وفي الطرف الآخر أثبت الشعب اليمني العظيم تعاظم قدرته على الثبات والصمود والمواجهة وتنامياً وتطوراً كبيراً ومستمراً في كل إمكاناته رغم كل ظروف الحصار والعدوان، ومع الوقت يتكشف لأحرار العالم مدى مظلوميته وأحقيته في تحقيق النصر الكبير بحجم صبره ومعاناته، والذي يليق بالدرجة الأولى بعظم صموده وبطولاته وتضحياته في سبيل تطهير أرضه كاملة من دنس الغزاة والمحتلين، وإفشال أجندة الطغاة والمستكبرين..
فإن جنحوا للسلام المشرف والعادل فعلى الله توكلنا وإنا له جانحون، وإن أعرضوا فلا ضير، ونكون بذلك قد أقمنا الحجة عليهم المرة تلو المرة على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وإنا بالله ورجالنا العظماء وشعبنا العزيز لنحن الأعلون ولنحن المنتصرون،
والعاقبة للمتقين .

قد يعجبك ايضا