الثورة نت/..
تترقب الاوساط اليمنية بدء محادثات السويد بين وفدي صنعاء والحكومة المستقيلة المدعومة من قبل تحالف العدوان السعودي الاماراتي للتوصل إلى السلام ووقف الحرب وذلك برعاية الأمم المتحدة. وتأتي المحادثات على خلفية الضغوط التي مورست على السعودية والإمارات لإنهاء العدوان المستمر على الشعب اليمني منذ اربع سنوات.
وصل الوفد الوطني اليمني الثلاثاء إلى السويد للمشاركة في محادثات السلام، على متن طائرة كويتية برفقة المبعوث الدولي مارتن غريفيث قبل ساعات من انطلاق الجولة الجديدة لمشاورات السلام اليمنية الذي كان موجودًا منذ الإثنين في العاصمة صنعاء، ومن المرتقب أن يصل إليها ممثّلو حكومة المستقيل عبد ربه منصور هادي اليوم.
جولة يبدو ان طاولتَها ستمتلأ بالعديد من الملفات لوفدي الطرفين، لكن مطالبَ وفد صنعاء تتركز على ضرورة إيقاف العدوان والحصار والتوصلِ الى حل سياسي مبني على أساس التوازنات الداخلية.
ويتكون وفد أنصار الله من 8 أعضاء برئاسة ناطق حركة أنصار الله اليمنية رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، وهم: جلال الرويشان، وخالد سعيد الديني، وعبد الملك العجري، وغالب مطلق، وحميد عاصم، وسليم المغلس، وإبراهيم عمر حجري.
فيما تضم قائمة حكومة المستقيل عبد ربه منصور هادی 12 عضوا وهم: خالد اليماني، وعبد الله العليمي، وعبد العزيز جباري، وياسين مكاوي، ومحمد العامري وزير دولة، وعلي عشال، وعثمان مجلي، ورنا غانم الأمين، ومروان دماج، وعسكر زعيل، وهادي هيج، وأحمد غالب.
وقال عبد المجيد الحنش وهو عضو وفد صنعاء ان: “مانتطلع اليه ويتطلع اليه الشعب اليمني هو ايقاف الحرب بشكل عام بكافة الجبهات والشروع فورا في الجلوس الى التفاوض حول العملية السياسية”.
مغادرة الوفد الوطني جاءت بعد ساعات من نقل عشرات الجرحى الى مسقط لتلقي العلاج وتوقيع اتفاق بخصوص تبادل جميع الاسرى بين القوات اليمنية وتحالف العدوان، فيما اعُتبرت بخطوات تمهيدية وأولية لبناء الثقة، لتبقى العديد من الإجراءات وعلى رأسها فتح مطار صنعاء وايجاد معالجات لأزمة المرتبات وحالة التدهور الاقتصادي.
ووسط ترقب الأوساط اليمنية لنتائج الحوار المأمول وإمكانية نجاح المساعي الدولية لتحريك الملف السياسي الراكد، لا تبدو المؤشرات على أرض الواقع مطمأنة مع استمرار غارات تحالف العدوان وتصعيده، وتصاعد العمليات العسكرية وتحديدا في الساحل الغربي.
وطالب رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي مجلس الامن الدولي بإثبات عدم ضلوعه بالمجاعة والحصار والمجازر اليومية التي يرتكبها تحالف السعودية بحق الشعب اليمني.
وخلال تغريدة على تويتر اكد الحوثي وصول وفد بلاده الى السويد، كما طالب مجلس الامن بالتعاطي الجدي مع السلام، وبإثبات عدم مشاركته في انتهاكات دول العدوان للقانون الإنساني والدولي.
واكد الحوثي ان أي رهان على غير الجدية مقوض، وسوف يكون تكرارا لسيناريو الفشل السابق للمفاوضات اليمنية في الكويت.
هذا وبدوره، اكد عضو الوفد اليمني رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى لدى حركة انصار الله عبد القادر المرتضى، ان اتفاق تبادل الاسرى يشمل الطرفين.
وقال المرتضى ان الاتفاق وهو اتفاق شامل وكامل تبادل جميع المعتقلين والاسرى والمخطوفين من جميع الاطراف اليمنية وسواء كانوا من دول التحالف، والاتفاق يتألف من جزئين الاول بنود الاتفاق والجزء الثاني ما يتعلق بالية التنفيذ وهي بزمن محدد وستبدا على مراحل اعتبارا من هذا الاسبوع.
ومن جانبها رحبت واشنطن بمشاورات السلام اليمنية المرتقبة في السويد واصفة إياها بأنّها خطوة أولى ضرورية وحيويّة.
ودعت المتحدّثة باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة هيذر ناورت الأطراف اليمنية إلى الانخراط في المحادثات بشكل كامل وصادق ووقف أي أعمال عدائية جارية.
واشارت ناورت الى ان المحادثات لن تكون سهلة، موضحة ان واشنطن ليس لديها اوهام حول ذلك.
ولفتت المتحدثة الاميركية الى أنّ اليمنيين عانوا طويلا، مضيفة بان الوقت قد حان لليمنيين من أجل إحلال المصالحة مكان الصراع وكي يعملوا معا لتحقيق مستقبل أكثر إشراقا لليمن.
وحذرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن الى الأسوأ في العام القادم. وقال مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة مارك لوكوك أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون مساعدات غذائية سيرتفع الى اربعة وعشرين مليون شخص.
الامم المتحدة دقت ناقوس خطر تفاقم الازمة الانسانية في اليمن والتي وصفتها بالاسوا العام القادم بعدما تجاوزت خطورة المجاعة 75 في المئة من عدد السكان محذرة من ارتفاع عدد الاشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات غذائية 24 شخص .
وقال مارك لوكوك منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالامم المتحدة ان: “البلد التي يواجه أكبر ازمة في العام 2019 سيكون اليمن”.
في العام 2017 ، كانت الأمم المتحدة تقدم المساعدات الغذائية إلى ثلاثة ملايين شخص في الشهر. وارتفع هذا الرقم إلى ثمانية ملايين شهريا هذا العام ومن المتوقع أن يصل إلى 12 مليونا في عام2019 م .
الأزمة الانسانية في اليمن تصاعدت في الأشهر الأخيرة بسبب الانهيار الاقتصادي الواسع وتصاعد الهجوم السعودي الاماراتي للسيطرة على ميناء مدينة الحديدة، المركز الرئيسي للاستيراد الأغذية والإمدادات الأساسية الأخرى.
وقال مارك لوكوك ان: “الأمم المتحدة تطلب اربع مليارات دولار لمساعدة اليمنيين الذين يعانون في العام المقبل.وبشكل عام ، سيحتاج اربعة وعشرين مليون شخص في اليمن إلى مساعدات إنسانية في عام 2019.”
لكن رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية شدد على أن التوقعات بالنسبة لليمن يمكن أن تتحسن إذا تم إحراز تقدم في محادثات السلام مرجحا ان يتخلص اليمن من أقصى حد من معاناة هؤلاء الناس الذين ليس لديهم أي شكل من أشكال الدخل.