الثورة نت../
استعرض مجلس الوزراء اجتماعه الدوري اليوم بصنعاء برئاسة رئيس المجلس الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، الأوضاع على الساحة الوطنية سيما ما يتصل بالجبهات والشأن الاقتصادي .
ووقف المجلس في بداية الاجتماع أمام الذكرى السنوية الحادية والخمسين للاستقلال المجيد الثلاثين من نوفمبر، والجهود القائمة لأحيا المناسبة وإبراز رمزيتها في الواقع الراهن .
وحيا المجلس جماهير الشعب اليمني في الداخل والخارج بهذه المناسبة الوطنية الـ 30 من نوفمبر الذي شهد فيه الوطن جلاء أخر جندي بريطاني في عام ١٩٦٧م .
ونوه المجلس بالدلالات لهذه المناسبة التي تأتي واليمن يعيش فترة جديدة من الكفاح لكن ضد احتلال إعرابي متخلف وفاقد للإنسانية في ابسط أشكالها .. مؤكداً أن دروس التاريخ القديم والجديد على المستوى الوطني أو العالمي توضح بجلاء نهاية كل محتل وغازي مهما اعتقد انه بجبروته وطغيانه قادر على قمع وإذلال الشعوب ودفعها للرضوخ لإرادته .
ولفت إلى الشعب اليمني الذي تثبت الأيام التي نعيشها انه كما كان أسلافه إشداء مع الغزاة والمحتلين في الماضي فهو اليوم أكثر شدة وعنفوانا في مواجهة البغاة الأعراب وعملائهم ومن يقفون ورائهم .. مشيرا إلى أن التاريخ الاستعماري البغيض يكرر نفسه لكن هذه المرة بشكل أكثر سوداوية وقبح.
وذكر أن شعلة الحرية ستظل متقدة لدى جميع اليمنيين ولن يستطيع محتل طامع أو معتدي حاقد أن ينال منها.. داعيا أبناء الوطن اليمني الكبير جنوبا وشمالا وشرقا وغربا إلى التلاحم وإنهاء حالة الفرقة والتناحر التي يغذيها المعتدي والمحتل والعمل الجمعي لمواجهته وإنها وجوده غير الشرعي وتدنيسه وعبثه بأراضي وسيادة الوطن وجزره الغربية والجنوبية.
واستمع المجلس إلى إحاطة رئيس الوزراء عن زيارة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك ومساعد الأمين العام لشؤون حقوق الإنسان أندرو جيلمور إلى صنعاء نهاية الأسبوع المنصرم ، ونتائج لقائه معهما بحضور عدد من الوزراء.
وأوضح الدكتور بن حبتور أن اللقاءين كانا إيجابيين حيث جرى مناقشة مختلف الجوانب الإنسانية وما يتعرض له الشعب اليمني من انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي من قبل تحالف العدوان والاحتلال السعودي الإماراتي وحصارهما وأدواتهما علاوة على مختلف الأبعاد المرتبطة بالمأساة الإنسانية التي صنعوها ومدى تأثيراتها السلبية على مختلف جوانب الحياة للشعب اليمني ودفعها بالملايين نحو شفير المجاعة.
وتطرق إلى ما تم مناقشته مع لوكوك بشأن إعادة برمجة الأولويات في خطة الإنفاق الأممي للسنة المقبلة وذلك لما فيه تلبية الاحتياجات الطارئة للشعب اليمني سيما في المجال الصحي والخدمات الأساسية الأخرى التي تلامس مباشرة الجوانب الإنسانية لجميع اليمنيين.
واستعرضت الإحاطة النتائج الإيجابية التي خرج بها اللقاءين لفائدة القطاعات الإنسانية ومواجهة شبح المجاعة الذي يهدد ملايين اليمنيين، فضلا عن إبراز حقيقة الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني وما تصنعه من مأسي يومية فضلا عن الجوانب السياسية المرتبطة بالمشاورات المقبلة في السويد .
واستمع المجلس إلى تقرير نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع اللواء الركن جلال الرويشان، ووزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، عن الأوضاع في جبهات مواجهة العدوان السعودي الإماراتي الداخلية وفيما وراء الحدود ومستجداتها خلال الأسبوع المنصرم .
وبين التقرير أن حالة الصمود والاستبسال والمعنويات العالية هي الغالبة لدى فرسان الجيش واللجان الشعبية وهم يواجهون أذناب المعتدين وينفذون العمليات الهجومية المباغتة على القوات الغازية.
وأكد أن العدو ومرتزقته تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد .. لافتا إلى العمليات الهجومية التي نفذتها القوة الصاروخية والطائرات المسيرة خلال الأيام المنصرمة على عدد من معسكرات العدو فيما وراء الحدود وكذا في الساحل الغربي ومأرب وما خلفته من خسائر في أوساط المعتدين ومرتزقتهم.
وطمأن اللواء الرويشان واللواء العاطفي، الشعب اليمني بانه مهما حاول العدوان عبر تصعيده الكبير سواء في الساحل الغربي أو في غيره من الجبهات فلا يمكن له أن يحقق شيء سواء المزيد من نيل الهزائم والخزي والعار الذي سيظل يلاحقه ومرتزقته.
وأشاد المجلس بالأداء البطولي الأسطوري للجيش واللجان الشعبية والمتطوعين في كافة الجبهات الذين تؤكد الأيام أنهم الصخرة الصماء التي تتحطم عليها كافة المؤامرات التي تسعى للنيل من سيادة وسلامة الأراضي اليمنية وشموخ الإنسان اليمني.. منوها بالعمليات النوعية لسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية بحق المعتدين والغزاة ومرتزقتهم ودورها كقوة ردع حاسمة في هذه المعركة المصيرية للوطن.
وأكد المجلس أن الشعب اليمني أمام التصعيد الراهن للعدوان ليس أمامه من خيار سوى مواصلة الصمود والمواجهة بكافة الوسائل كحق مشروع له في الدفاع عن وطنه وكرامته .. لافتا إلى أن من يعتقد انه قادر على حسم المواجهة العسكرية الراهنة خاصة في الساحل الغربي وإحراز الانتصار على الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية فهو واهم ولم يدرك ماهية شموخ وعنفوان المقاتل اليمني.
وأشار في الوقت نفسه إلى الموقف الراسخ للقيادة في صنعاء تجاه السلام باعتباره خيارا استراتيجيا وليس عملا تكتيكيا فيما يظل الاستسلام غير وارد مهما طالت المعركة الراهنة.
واطلع المجلس على مذكرة رئيس المجلس بشأن إعداد مشروع الخطة الخمسية ٢٠١٩- ٢٠٢٣م ، في ضوء المؤشرات الراهنة ومرحلة ما بعد انتهاء العدوان وما يتصل بعملية إعادة الإعمار لما دمره وحربه المفروضة على الشعب اليمني .
وكلف المجلس فريق عمل من وزارة التخطيط والتعاون الدولي والوزارات الأخرى ذات العلاقة للبدء بإعداد مشروع الخطة الخمسية ومحدداتها الرئيسة ومؤشراتها وأهدافها على المستوى الوطني وأدوات التنفيذ العام والقطاعي .
ووافق المجلس على مذكرة أمين عام المجلس الخاصة بإعداد مشروع خطة عمل المجلس للسنة المقبلة ٢٠١٩م ، ووجه جميع الوزارات بسرعة إعداد خططها وموافاة الأمانة العام للمجلس بِها، وعلى أن يراعى عند تحديد المواضيع المطلوب إدراجها في الخطة ما ورد في مذكرة رئيس المجلس السياسي الأعلى من حيث واقعية المواضيع ودقتها وقابليتها للتنفيذ في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها الوطن، فضلا عن اقتصارها على الأولويات الماثلة وعلى رأسها أولوية التصدي للعدوان .
كما وافق المجلس على خطة التعبئة العامة المقدمة من قبل نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع ووزير الدفاع، ووجه جميع الوزارات بإدراجها ضمن خططها المقبلة .
واطلع المجلس على تقرير وزير التربية والتعليم يحيى الحوثي، بشان المدارس الأهلية والجوانب الإشرافية والرقابية للوزارة عليها وذلك لما فيه التطوير المستمر لهذه المدارس ودورها الحيوي في إسناد التعليم الرسمي والتخفيف من حجم الضغط الذي تواجهه المدارس الحكومية .
ووجه المجلس بسرعة إعداد اللائحة التنفيذية لقانون التعليم الأهلي والخاص بما يعزز من الإجراءات التنظيمية لنشاط هذه المدارس من كافة الجوانب ودورها الحيوي في سياق العملية التعليمية الأساسية والثانوية، وكذا تأكيد الدور الإشرافي والرقابي للوزارة على هذا القطاع ومعالجة أي قصور قد يشوب أدائه .
كما اطلع المجلس على مشروع القرار المقدم من وزير التربية بشأن تشكيل لجنة لإيجاد بدائل لإخلاء المدارس من النازحين وتهيئتها لاستقبال الطلاب مع بداية النصف الثاني من العام الدراسي الحالي.
ووجه المجلس على ضوء مناقشته للقرار الجهات المختصة بتوفير الأماكن المناسبة البديلة لإعادة تسكين النازحين سيما من أبناء الحديدة بما يحقق استفادتهم من الآلية المتفق بشأنها بين وزارة المالية ومكتب منظمة الهجرة الدولية بهذا الخصوص في اسرع وقت ممكن .
وتوجه المجلس بتحية إجلال وتقدير لكافة الشعوب العربية التي تضامنت خلال الأسبوع المنصرم بشكل كبير مع الشعب اليمني ومعاناته الراهنة، ومواقفها المشرفة تجاه زيارات مجرم الحرب محمد بن سلمان ورفضها تواجده في بلدانها.
واعتبر هذه الخطوة على تأخرها عمل تضامني اخوي كبير سيظل الشعب اليمني ينظر إليها بكل احترام .. وطالب كافة الشعوب العربية الحرة إلى التعبير بمختلف الوسائل عن رفضهم وإدانتهم للعدوان الأعرابي الراهن وممارسة كافة الضغوط الممكنة على النظامين السعودي والإماراتي لوقف عدوانهم وحصارهم العبثي وجرائمهم اليومية بحق أطفال ونساء وشيوخ اليمن.
واطلع المجلس على تقرير وزير الصناعة والتجارة عن الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار السلعي لمختلف السلع الأساسية والدوائية والاستهلاكية وتخفيض الأسعار بما يتوافق والتعافي الذي شهدته العملة الوطنية مؤخرا مقابل العملات الأجنبية على مستوى أمانة العاصمة وبقية المحافظات .
واثنى المجلس على الجهود المبذولة من كل من وزراء الصناعة والتجارة والإدارة المحلية والصحة العامة والسكان والإعلام وأمين العاصمة ومحافظي المحافظات، ونزولهم الميداني للأسواق للتأكد من التزام الموردين والموزعين والبائعين المباشرين للجمهور من تخفيض إسعار مختلف السلع وما تم اتخاذه من اجراءات بحق المخالفين.
وطالب المجلس بمواصلة هذا الجهد القيم لما فيه صالح المواطنين وتخفيف لهيب الأسعار عنهم وتعزيز الآلية الرقابية الميدانية للتأكد المستمر من مواكبة الأسعار لما تشهده العملة الوطنية من تحسن.
وحث جميع الموردين والتجار المحليين إلى احترام آلية السوق في مختلف الظروف وأن تظل مصلحة المواطن والتخفيف عنه حاضرة دوما لدى الجميع.
سبـأ