الثورة نت/..
فى مرحلة معينة من عمر الإنسان وبعد تقدمه فى السن، يشعر أنه يريد أن يختم حياته بعمل صالح، يكون مسك الختام لحياته الدنوية، ويشفع له عند لقاء الله سبحانه وتعالى.
حكاية الحاجة سعاد عبد القادر صالح، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لاسيما أن في قصتها ما يدعو إلى العجب!.
فهي تبلغ من العمر 75 عاما، تغلبت على الاكتئاب بطريقتها الخاصة.
رغم أنها تعاني من ضعف البصر وارتعاش يديها، إلا أنها نجحت في تدوين المصحف كاملا بخط يديها، وهو ما تطلب منها مجهودا كبيرا.
الأمر بدأ، عندما كانت تعاني عبدالقادر من الاكتئاب، فاقترح عليها حفيدها أن تحفظ القرآن من خلال كتابته وتدوينه، وبالفعل في يوم ما، صلت الفجر ثم بدأت في تدوين سورة الفاتحة، ومن يومها لم تتوقف عن تدوين المصحف، فكانت تستيقظ من الفجر وتبدأ بعد صلاة الضحى حتى العصر.
استهلكت السيدة سعاد، ما يزيد عن 40 قلما، ورغم أنها لم تكمل تعليمها سوى حتى الصف الثاني الابتدائي، إلا أنها نجحت في هدفها، والمفاجأة أنها لم تتدرب على الخط العربي، بل كانت ترسم الأحرف كما هي مطبوعة في المصحف.
كانت السيدة سعاد، تحرص على الكتابة بخط معين وبقلم معين تشتريه من مكتبة محددة بالإسكندرية، ورغم أن خطها من البداية لم يكن سيئا ولكنه تحسن مع الوقت.
وخرج المصحف المكتوب بخط السيدة سعاد، بنفس عدد صفحات المصحف المطبوع، واستهلكت 4 سنوات حتى انتهت من كتابته كاملا.
لم يكن يساعدها في الكتابة أحد، ولكنها كانت تستعين بابنتها “سمية” لتوفر لها كافة سبل الراحة، لتتفرغ هي للكتابة.
تؤكد حفيدة السيدة سعاد، والتي أعلنت عن قصة جدتها، فتقول لـ”الرسالة”، إن جدتها لن توافق أبدا على بيع المصحف، فهي كتبته للتقرب من الله، وليس بهدف الربح، ولكنها ستقوم بطباعته نسخا بعدد أولادها.
أما أبناءها الذين افتخروا بنجاح والدتهم، فقد احتفلوا بها حيث أحضروا “تورتة” وتجمعوا حولها.
إن الحاجة سعاد تعطي في قصتها مثلاً وقدوة للشباب في الكفاح والاجتهاد حتى تحقيق الحلم، حسبما استلهم متداولو قصة سعاد من حكايتها.
Next Post