“فضائية المسيرة اليمنية … لماذا يتم تغييب صوتها !؟”

 

هشام الهبيشان*

تزامناً مع قرار شركة الأقمار الصناعية المستضيفة لقناة المسيرة الفضائية اليمنية حجب القناة على مدار النايل سات ووقف بث القناة الفضائية على أقمارها الصناعية، وهنا لا أعرف بالتحديد ما هو سقف هذا الفعل والعقلية الهمجية والعنجهية الجاهلية في مثل هذه التصرفات، وما هو المبرّر المقنع لبعض القوى العربية، عندما تقوم بمثل هذه التصرفات والسلوكيات الرعناء، ولا أعرف إنْ كان هذا الموضوع بالتحديد وتغييب صوت «المسيرة» سوف يشكل إنجازاً لقوى هذا المحور المرتبطة بالمشروع الصهيو – أمريكي.
اليوم لا يمكن إنكار أنّ هناك حرباً إعلامية كبرى تنتهجها بعض الدول والأنظمة العربية، كعقيدة حربية إعلامية، بحربها على اليمن، واتضح للجميع أخيراً أنّ هذه الحرب بدأت تأخذ أنماطاً وصوراً مختلفة بطريقة عملها ومفاعيلها ونتائجها، فاليوم تحاول هذه القوى الإقليمية تغييب دور الإعلام اليمني المقاوم بشكل شبه كامل، لطمس الحقائق وإضعاف المعنويات، وما عملية الحجب الأخيرة لقناة «المسيرة» من قمر «نايل سات» ،إلا دليل على إفلاس هذه القوى المرتبطة بالمحور والمشروع الصهيو- أميركي والمنخرطة بالحرب على القوى المقاومة لهذا المشروع بشكل علني.
في الفترة الماضية، كنا نتحدّث عن مجموعة كبيرة من المعارك الإعلامية التي تستهدف صمود اليمن، والتي قادتها بعض وسائل الإعلام التابعة لقوى العدوان على اليمن والمتحالفة مع المشروع الصهيو ـ أميركي، اما اليوم فقد أصبحنا نتحدّث عن تدخل علني وبشكل ممنهج من قبل هذه القوى بمسار الحرب الإعلامية، فاليوم لا يمكن أبداً وضع ما جرى أخيراً من تعدّ على حرية الإعلام اليمني المقاوم إلا في خانة العمالة للمشروع الصهيو- أميركي، فعندما تنتهج هذه القوى والأنظمة نهجاً علنياً وعدائياً وبشكل مباشر على الإعلام اليمني المقاوم، فهي تؤكد بما لا يقطع الشك أنها جزء من المشروع الصهيو- أميركي، الذي يستهدف ويضرب المنطقة وبقوة بهذه المرحلة.
بالنسبة لنا نعلم جيداً أنّ الحرب على «المسيرة» بدأت بالتحديد وبشكل ممنهج منذ عام 2015م، وبالتحديد بعد بداية العدوان على اليمن، والتصدي والانجاز اليمني والصمود الذي أذهل العالم ، وقد كان لـ«للمسيرة» دور بارز في هذا الإنجاز عبر تغطيتها الواسعة لتفاصيل العدوان على اليمن وحجم التضحيات اليمنية بالتصدي لهذا العدوان، وبعد ذلك استمرّ هذا التصعيد ضدّ «المسيرة» ومنذ ذلك الحين إلى اليوم، نعيش مع تصعيد ممنهج ضدّ «المسيرة» من قبل هذه القوى المتحالفة مع المشروع الصهيو ـ أميركي، فالقناة تعاقب اليوم، لأنها كانت تعري محور العدوان على اليمن وتبرز الصمود والتضحيات اليمنية ، ولأنها تصدت منذ البداية للحرب الإعلامية التي تشنّ ضدّ اليمن من قبل هذه القوى منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ولأنها وقفت مع اليمن ومع فلسطين ومع ومع إلخ…، وفضحت حقيقة المشاريع الصهيو – أميركية التي تستهدف المنطقة واليمن جزء منها.
اليوم تحاول بعض هذه القوى بعد تعثر أهداف وأجندات حربها ومجموع معاركها ضدّ اليمن ، إسكات وتغييب صوت هذه القوى المقاومة اليمنية، كجزء من منهجية الحرب متعدّدة الوجوه والفصول والأنماط التي تشنّ على اليمن في هذه المرحلة، وهذه المعادلة أصبحت واضحة لجميع المتابعين، فالحرب التي تشنّ اليوم وبشكل مباشر على «المسيرة» لتغييب صوتها، هي تأكيد صريح لطبيعة ومنهجية الحرب الشرسة التي تشنّ اليوم على قوى المقاومة في اليمن.
اليوم على جميع هذه القوى والأنظمة التي عملت أخيراً على محاولة تغييب صوت «المسيرة»، ان تعترف انّ صوت هذه القناة قد هزمها وأسقط عنها ورقة التوت الأخيرة، ونعلم جميعاً انه بعد افتضاح الوجه التآمري الحقيقي لوسائل إعلام هذه القوى المرتبطة بالمشروع الصهيو – أميركي التي موّلت من قبل هذه القوى ولديها موازنات سنوية تعادل موازنات دول بحالها، وتحوّل الكثيرين من المهتمين بالإعلام العربي سواء كانوا مشاهدين ام متابعين لمسار ومهنية هذه الوسائل الإعلامية إلى متابعة قنوات المقاومة العربية، التي شكلت وعلى رغم محدودية مواردها نقلة نوعية في مسار الإعلام العربي المهني إلى حدّ كبير، وهذا ما يزعج اليوم هذه القوى التي صرفت وأنفقت المليارات من الدولارات على إعلامها الذي انكشف وجهه الحقيقي، وبات الجميع يعرف أنه إعلام ناطق باسم المشروع الصهيو – أميركي، وهو بعيد كلّ البعد من طموحات وتطلعات الشعوب العربية، بعكس قنوات ووسائل إعلام المقاومة التي هي في نظر الكثيرين تجسّد مفهوماً حقيقياً لتطلعات وطموحات الشعوب العربية الساعية للتحرّر وهزيمة المشروع الصهيو – أميركي وأدواته، والذي يستهدف الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، ولا يستثني أحداً بالمطلق.
ختاماً،على القائمين اليوم على مشروع تغييب وإسكات صوت «المسيرة»، أن يصحّحوا مسار إعلامهم المفلس، والذي يعكس حقيقة إفلاس مشروع مموّليه المرتبطين بالمشروع الصهيو -أميركي، فهم كلما حاولوا ضرب الإعلام العربي المقاوم ستزيد شعبية هذا الإعلام المقاوم في الشارع العربي، ما سينعكس بشكل مباشر على زيادة حجم القاعدة والجماهير العربية المنخرطة فكراً وسلوكاً بالمشروع المقاوم للمشروع الصهيو – أميركي الذي يستهدف المنطقة كلّ المنطقة اليوم، وبالنسبة لقناة «المسيرة» فهي ستبقى منارة صامدة رغم المحاولات الظلامية لإخماد صورتها وصوتها ومقاومتها .
*كاتب وناشط سياسي ـ الأردن.

قد يعجبك ايضا