> د. الدرويش: الطبيب المحلي قدرة علمية وعقدة الأجنبي لا تزال موجودة في نفوس البعض
تقل الثقة يوما بعد يوم بين المريض والطبيب اليمني وتزداد الثقة في نفس الوقت في العلاج عند الطبيب الأجنبي أو السفر إلى الخارج رغم أن إمكانات الطبيب اليمني في الغالب تفوق إمكانات وقدرات الطبيب الأجنبي وهو ما يستدعي الوقوف عند هذه الظاهرة التي عكست نفسها على الوضع الصحي عموما والذي يحتاج لعمليات إنعاش للضمائر كمقدمة لإنعاش الوضع الصحي من خلال هذا الاستطلاع الصحفي نحاول أن نقف عند الأسباب الحقيقية التي تقف وراء انعدام الثقة في الطبيب اليمني رغم مقدرته العلمية وهل يمكن أن نقول إن الطبيب اليمني يحتاج لأن يراجع أداءه أين أخطأ وأين أصاب وهل بالفعل أن الطبيب اليمني أغفل الجانب النفسي للمريض ونتج بسبب ذلك جفاء بين المريض والطبيب تحول إلى غياب الثقة يوما بعد يوم من خلال آراء بعض المواطنين من الشباب والكبار من الجنسيين حيث أكد غالبيتهم أنهم يفضلون الطبيب الاجنبي على الطبيب اليمني طارحين أسباب ذلك بكل وضوح وهو الامر الذي يدق ناقوساٍ يجب أن يصل إلى مسامع الطبيب اليمني ويقوم بتعديل تعامله مع المريض الى الأحسن حتى لا تذهب قدرات اليمنيين العلمية بسبب سلوكيات البعض.. وإلى التفاصيل :
أحمد عزيز الحيفي -موظف في القطاع الخاص- قال : الطبيب الاجنبي اصبر على المريض وعلى شكواه وأكثر إنصاتا لكلام المريض ورغم صعوبة الفهم للغة من قبل الأجنبي لكنه يعمل بكل الوسائل على معرفة ماذا يشكو المريض في المقابل وهذه قناعتي الخاصة الطبيب اليمني مع تقديرنا لما يمتلكه من مهارات وقدرات علمية تفوق في أحيان كثيرة مهارات الطبيب الأجنبي لكنه يعاني قليلا من الغرور وهو في عجلة من أمره لا تعرف أين سيذهب.
وشاركه في هذا الرأي عمران عبدالرؤوف الاصبحي مضيفا أن الطبيب الأجنبي تتوفر فيه صفات إيجابية لا تتوفر في الغالب في الاطباء اليمنيين ومن هذه الصفات الأمانة والإخلاص في العمل وهو يؤدي عمله – يقصد الطبيب الأجنبي- تشعر أن لديه أسلوباٍ راقياٍ في التعامل مع المريض حيث الابتسامة لا تفارق وجهه قادرا على إقناع المريض وجعله مستعداٍ أن يتفاعل إيجاباٍ مع توجيهات الطبيب ولديه الاستعداد النفسي لتقبل فكرة العلاج من الأساس.
ويضيف الأصبحي: حصل موقف مع أحد الزملاء في أحد المستشفيات حيث كان يعاني الزائدة الدودية ولم يقم الطبيب اليمني بإجراء العملية إلا بعد تسديد الرسوم رغم شدة الآلام التي كان يعانيها ومع التزامنا بدفع تكاليف العملية فقد ذهب شقيق المريض لأخذ تكاليف العملية وتأخر بسبب زحمة المواصلات لكن كل محاولاتنا ساعتها فشلت في إقناع الطبيب اليمني وهنا أتساءل لو كان الطبيب المعالج أجنبيا هل كان سيتصرف نفس التصرف ¿
وأردف عمران : الطبيب اليمني رغم معرفته وقدراته العلمية التي قد لا تتوفر لدى الطبيب الأجنبي إلا أن صفات الغرور والأنانية والبحث عن المصلحة الشخصية في ما يعمل هي من تجعله عرضة للسهام انتقادات كثير من المرضى مثلا الطبيب اليمني الذي لا يصرف إلا أدوية محددة لشركات محددة سبق التنسيق معها بنسبة معينة من المبيعات ألا يمثل سلوك كهذا مستمر الحدوث من قبل الكثير من الأطباء اليمنيين.
وقال عمران : إن أسباب ذلك تعود إلى قلة راتب الطبيب اليمني وعدم اهتمامه بالجانب النفسي للمريض وعدم تطوير الأطباء لأنفسهم في هذا المجال والشعور بالكمال العلمي الذي للأسف لا يمكن أن يغطي القصور في الجوانب النفسية للطبيب هذه الجوانب النفسية هي التي تنعكس على التعامل مع المريض سلبا أو إيجاباٍ مؤكدا على ضرورة الاهتمام بالقطاع الصحي بشكل عام.
محمد العرشي من الحيمة محافظة صنعاء قال: الأطباء اليمنيون ماهرون في أعمالهم لكنهم لا يعرفون رغم ارتباطهم بالمجتمع كيف يتعاملون مع المريض وما هي الطريقه التي يجب أن يستخدمها مع المريض وان يغدو الطبيب الأجنبي أكثر قدرة على التعامل مع المرضى من اليمني فهذه مفارقة غريبة ينبغي الوقوف عندها.
وقال العرشي : أتذكر أداء الأطباء الصينيين قديما في اليمن وكيف كانوا يتعاملون مع المرضى بذوق وصبر لدرجة أن بعضهم كانوا اصدقاء للكثير من المواطنيين بسبب تعاملهم الرائع مع الجميع.
أم عمر مدرسة قالت : الطبيب الأجنبي أكثر استماعا إلى المريض وبحسب قولها : الطبيب اليمني يتكلم مع المريض كلمتين شارحا معاناته ويقاطعه الطبيب خلاص خلاص وهذا يجعل المريض غير متقبل لفكرة العلاج بعدما منع من شرح أعراض مرضه للطبيب وأضافت : هذه الممارسات من الطبيب اليمني تحسب أنها غرور وتقلل من الثقة التي توضحها الأعداد الكبيرة من اليمنيين الذين يقصدون الاطباء الاجانب للعلاج في الخارج مع وجود بعض الكوادر الطبية المؤهلة لكن الثقة والاقتناع النفسي للمريض حال دون ذلك والأسباب يتحملها الطبيب اليمني الذي لا يعمل مراجعة وتقييماٍ لكيفية تعامله مع المريض هل أصاب أو أخطأ ولماذا الطبيب الأجنبي يستمع أكثر ولديه صبر أكثر للمريض.
بدورنا عرضنا هذه الأراء على الدكتور اليمني مطهر أحمد الدرويش _ طبيب الغدد الصماء والسكر في المستشفى العسكري بصنعاء. حيث قال: من وجهة نظري ومن خلال عملي في المستشفى العسكري وكذلك عملي في المستشفى السعودي الألماني فإن 95 % من المرضى اليمنيين يفضلون الطبيب اليمني على الأجنبي والمبررات والدليل على ذلك الأداء السريع للطبيب الأجنبي وتقززه في بعض الاحيان من المريض اليمني وهذا يمكن ألا يشعر به المريض اليمني لكن الطبيب اليمني هو من يشعر بذلك وهو وحده يدقق في الأسباب والتفاصيل للمرض.
وأضاف الدرويش : أما في ما يتعلق بكيفية التعامل مع المريض من الناحية النفسية فهذه المسأله تعود للجوانب النفسية للطبيب وكيفية تربيته ونشأته فكل هذا ينعكس على تعامل الطبيب اليمني مع المريض من النواحي النفسية فبعض الناس يعانون عقداٍ نفسية تظهر في تعاملهم مع الآخرين وليس الأطباء فقط لكنها تظل مسألة نسبية.
وأردف الدرويش: لا ننكر وجود قلة من الأطباء اليمنيين تعاملهم النفسي مع المرضى سلبي لكنهم قلة وفي نفس الوقت هناك أسباب أخرى تؤثر على نفسية الطبيب اليمني وهو الدخل المحدود وخاصة لمن يعملون في المستشفيات الحكومية مما يجعل الطبيب يبحث عن فرص عمل إضافية أخرى في بعض المستشفيات الخاصة أو في العيادات مما يجعل الطبيب اليمني يعمل بشكل متواصل خلال 24 ساعة مما قد يسبب للطبيب أعراض زيادة العمل وتنعكس على تعامله وسلوكه مع المريض يمكن أن يغضب الطبيب تحت ضغط العمل وقد حدث معي حيث رفعت صوتي على أحد المرضى لكن قمت بعد ذلك بالبحث عن رقم هاتفه وقمت بالاعتذار عن ما بدر مني وأقوم باستمرار بمراجعة تعاملي مع المرضى وأدعوا جميع الأطباء للقيام بذلك فنحن في النهاية بشر لسنا معصومين من الخطأ ويمكن أن تأتي منا بعض السلبيات لكن هذا لا يعني صحة ما يقال إن الطبيب الأجنبي أقرب لنفسية المريض اليمني يمكن أن تكون العينات التي طرحت رؤيتها صادفت عينات سلبية من الأطباء اليمنيين.
وقال الدرويش : كثرة البعثات الطبية القادمة إلى اليمن وكثرة اليمنيين الذين يبحثون عن العلاج في الخارج مسألة لا يمكن ربطها بالطبيب اليمني لذاته لكنها مسألة ترتبط بالإمكانيات المتاحة وبعد أن يسافر المريض اليمني إلى الخارج ويقال له إن في اليمن يوجد طبيب ماهر يعود ويقتنع بمقدرة الطبيب اليمني من وجهة نظري عقدة الأجنبي لا تزال موجودة ولا يمكن نكرانها.