للعام الرابع على التوالي يحتفل العالم في الـ20 من تشرين الثاني باليوم العالمي لحقوق الطفل، وللعام الرابع على التوالي يفاخر العالم بانتصاره للإنسانية بالتصويت النهائي على إعلان حقوق الطفل في جنيف عام 1924م.
وللعام الرابع على التوالي يتعرض الأطفال في اليمن للاستهداف والإبادة الجماعية من قبل تحالف العدوان السعودي الاماراتي المدعوم امريكيا.
أربعة وتسعون عاما منذ التصويت على الإعلان العالمي لحقوق الطفل وأربعة وتسعون يوما من الاحتفال الطفولي السنوي، ربما تبدو في حسابات المدد الزمنية عمرا طويلا وربما تبدو أيام الاحتفاء والاحتفال الـ”94″ بها كثيرة.
لكنها أدنى من أن تقاس بأربع سنوات من الحرب والعدوان والقتل والدمار، وأقل من أن تقاس أيامها الاحتفائية بـ(1330) يوما من الدماء والموت والجراح والآلام والأحزان والجوع عاشها أطفال اليمن منذ صدر الإعلان في واشنطن بشن الحرب على اليمن واليمنيين في 26 مارس 2015م.
حيث يعيش الطفل اليمني واقعا بائسا وحرمانا طال معظم حقوقه المشروعة في الحياة والتعليم والصحة وغيرها وأصبح هدفا مستمرا لغارات العدوان السعوإماراتي التي حصدت أرواح الآلاف من أطفالنا وخلفت ملايين من الحالات الانسانية ، التي لم تنصفها منظمات دولية ولا حقوقية !حتى المدارس صارت هدفا لتلك الوحشية التي تطارد ابناءنا في منازلهم ودور تعليمهم.
وكانت منظمة اليونيسف قد جددت نداءها من أجل حماية الأطفال ووقف الهجمات على البنية التحتية المدنية بما فيها المدارس ومرافق التعليم وذلك تماشيا مع التزاماتهم بالقانون الدولي الإنساني.
قالت ريلاندو” من منظمة اليونيسف: تؤدي الهجمات على المناطق المدنية إلى مقتل وإصابة العديد من الأطفال في اليمن، وبدلا من التعلم يشهد الأطفال الموت والحرب والدمار.”
كما أفادت منظمة رعاية الأطفال السويدية، بأن ما لا يقل عن ثلاثة أطفال يلقون مصرعهم كل يوم في اليمن، كنتيجة مباشرة لاستخدام أشكال مختلفة من مخلّفات الحرب في القرى والبلدات والمدن.
فالحرب في اليمن لم تقتصر على المتصارعين السياسيين أو المحاربين فقط، حيث كان للطفل اليمني النصيب الوافر من مرارة هذه الحرب، حيث قتل وجرح أكثر من “4005” اطفال في الوقت الذي اتهمت أغلب المنظمات الدولية والمحلية السعودية وتحالفها، بشن غارات جوية، على مواقع مدنية راح ضحيتها غالبية قتلى الأطفال في اليمن.
في حين أظهرت التقارير أن نحو 21988 طفلا يرعبون يوميًا بسبب القصف، إلى جانب حرمان قرابة 3.4 مليون طفل من الذهاب إلى المدارس، و 6.5 طفل حرموا من التعليم لمدة ثمانية أشهر عام 2015. وقرابة نحو 10.5 مليون طفل بحاجة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة.
إعلان واشنطن
وفقا لآخر إحصائية مؤكدة وموثقة لعدد الضحايا من الأطفال الذين سقطوا بسبب الحرب التي اعلنت من واشنطن وشنتها دول تحالف العدوان بقيادة السعودية ضد اليمن في 26 مارس 2015، فقد أدت هذه الحرب إلى نتائج كارثية أثرت على أطفال اليمن بشكل عام، ويمكننا القول ان إعلان واشنطن صنع أكبر كارثة إنسانية عرفها العالم.
وها هم أطفال اليمن يحتفلون باليوم العالمي للطفولة مثخنين بالجراح والآلام والدموع والآحزان، وها هو إعلان واشنطن يتجلى للعالم حقائق وأرقاما لكنها وللأسف لا تجد حيزا تسكنه في الضمير العالمي!.
– وفاة طفل كل عشر دقائق بسبب الجوع والمرض.
– 11 مليون طفل يمني في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.
– 1.8 مليون طفل يعانون من نقص الغذاء.
– 3527 طفلا شهداء و3626 طفلا جرحى
– 3 ملايين طفل تعرضت منازلهم للقصف والتدمير واضطروا للنزوح والتشرد.
– 4500 مدرسة توقفت عن العمل بسبب الحرب.
– 888 مدرسة ومركز تعليمي تعرضت للتدمير.
– 327 مستشفى ومرفقا صحيا تعرضت للقصف.
وما يزال إعلان واشنطن يحصد أرواح أطفال اليمن كل يوم وكل ساعة وكل لحظة!!!…
هذا وقد أعلن المركز القانوني للحقوق والتنمية اليمني عن سقوط ما يقارب ثلاثة آلاف طفل شهداء جراء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن .
أطفال اليمن في اليوم العالمي للطفولة.. 4 سنوات من الإبادة!
وأوضح المركز أن ما لا يقل عن ألفين و201 طفل اصيبوا جراء العدوان، مشيراً إلى أنهم لا زالوا يعانون إلى اليوم من قلة الأدوية والمستلزمات الطبية والعلاج النوعي بسبب الحصار في ظل صمت مخزٍ لمنظمات الطفولة وحقوق الإنسان.
في ظل الدور السلبي للأمم المتحدة وأجهزتها المعنية بحفظ الأمن والسلم الدوليين وحماية حقوق الانسان وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي كأعلى هيئة دولية والمفوضية السامية لحقوق الانسان وعجزهما عن اتخاذ موقف إيجابي لإيقاف جرائم القتل والابادة في القرى والمدن والمناطق اليمنية .
ودعا المركز الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها في الالتزام بحماية حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين والنساء والأطفال ورفع الحصار غير القانوني المفروض على الشعب اليمني والذي نتج عنه نقص الغذاء والدواء وانتشار الأمراض والفقر.
عز الكلام:
أين الطفولة في زمن الحروب؟!!!…
حيث تُنتهك فيها البراءة وتُغتصب الطفولة ويطغى الوجع، غابت الابتسامة وحل مكانها البؤس والتشرد والضياع والشقاء والامراض، أطفال فقدوا عالمهم ويجهلون أي ذنب اقترفوه ليلقوا هذا المصير!
هكذا هي الطفولة هناك وسط القذائف والرصاص، كيف يبقى الطفل طفلاً وهو يحمل في حقيبته المدرسية دماء صديقه، كيف ينام مستقراً في حضن أمه وكنف أبيه وهو لا يأمن أن يستيقظ في الصباح فلا يجدهما حوله، هي الطفولة في زمن الحروب !!