الجذور التاريخية للصراع اليمني السعودي “20” 26 سبتمبر..من ذروة الثورة الشعبية إلى الانحراف والانتكاسة ..
عبدالجبار الحاج
اضعكم امام الفقرات التالية التي عنونها بسنوات السلام والمصالحة 70 /67 وهي مرحلة تصفية اليسار الثوري نحو إقامة جمهورية المشائخ والاقطاع والتبعية السعودية والفقرات المقوسة وردت في موقعه عن مذكراته للشيخ الأحمر ..
( منذ الخمسينات كانت الأفكار اليسارية المتطرفة قد بدأت تغزو عقول الشباب اليمنيين، ولاسيما القلة الذين كانوا يتلقون العلم في الخارج أو أولئك الذين يعملون في بلدان الاغتراب، حيث كانت الأفكار اليسارية المتطرفة تعصف بالعالم العربي آنذاك،).
ويقول ( عندما قامت ثورة سبتمبر 1962م انتعشت التوجهات اليسارية المتطرفة في البلاد وبدأت في شن حملاتها على( الرجعية ………. ).
ويضيف بلهجة تنم عن حقد دفين لكل ما هو ثوري حقيقي :
( امتد التطرف اليساري ضد التقاليد والأعـراف اليمـنية الأصـيلة التـي كـانت تمـثلها ( القــبائل ) فـلم تســلم ( القبائل ) من هجمات التطرف رغم أن قبائل عديدة كانت تدافع عن الثورة اليمنية ،ورغم أن مشائخ عديدين و أبناء قبائل سقوا بدمائهم شجرة الثورة والجمهورية).
ويجعل من الخلاف الذي نشب بين حميد الأحمر مع الإمام أحمد عام وهو ناتج عن اصرار الإمام على فرض أحكام الشريعة وتنفيذ احكام مواريث النساء الذي كان حميد يقف ضدا منها وليجعل من هذا موقفا ثوريا يمنح بيت الأحمر دورا تاريخيا وثوريا !!! ليصادر كل دماء الثوار و الثورة لبنك الأسرة الاحمرية فيقول :
( الدور التاريخي الذي قامت به القــبائل في مقـارعة النظـام الإمـامـي، وكـان آخرها حركة القبائل بقيادة الشيخ /حميد بن حسين الأحمر عام 1959م و التي كانت إيذانا بزوال الإمامة من أرض اليمن).
وتبريرا يمهد لتصفية الصف الثوري يقول :
( كان من الطبيعي أن يكون لهذا التطرف اليساري، الذي علا صوته في صنعاء بعد الثورة ، آثار سيئة …..)
( كان الموقف غاية في الحساسية بالنسبة للشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر، وكانت مواجهة التطرف اليساري بحاجة إلى صبر و حكمة و تضحيات …… وكانت أهم وسيلة لمواجهة التطرف اليساري في لهيب الحرب الأهلية هو توثيق العلاقات التحالفية مع العلماء وآباء الحركة الوطنية اليمنية و المشائخ الجمهوريين ، ومن جهة أخرى الاستمرار في بذل التضحية والمطالبة بتغيير السياسات المتطرفة للحفاظ على الثورة و الجمهورية ،).
( وبعدما انسحبت القوات المصرية كان لابد من حدوث تغيير في القيادة اليمنية في صنعاء و تغيير نهج التطرف إلى نهج الاعتدال و السلام، و حينذاك شــارك الشيخ/عبدالله في حركة التصحيح والتغيير في ( 5 نوفمبر 1967م ) مشاركة فعالة أدت إلى إبعاد رموز نهج التطرف والإلغاء والإقصاء والمجيء بقيادة جمهورية جديدة تتصف بالاعتدال والحكمة ).
( كانت هناك قوة متطرفة من اليساريين المــعروفين باســم ( الحركيين ) يشكلون جناحاً يسارياً متطرفاً موالياً للنظام اليساري الجديد في ( عدن )، ولم يكونوا راضين تماماً عن التغيير الذي حدث في صنعاء و لا عن قيادة القاضي الإرياني و العهد الذي يتزعمه بحجة أنه عهد رجعي تقليدي غير ثوري، ).
( ولذلك سرعان ما بدأت المشاكل بين الفريق/حسن العمري القائد العام للقوات المســلحة و بين النقيب / عبد الرقيب عبد الوهاب رئيس الأركان، الموالي للحركيين حول صفقة دبابات روسية وصلت إلى (الحديدة )، واختلف الطرفان حول من يقوم باستلامها، وانعكس الخلاف حول الأوضاع على صنعاء التي كان المتطرفون اليساريون يمثلون فيها قوة عسكرية كبيرة بدأت تتململ و تحاول فرض نفوذها على الآخرين، وفي تلك الأثناء كان ( الشيخ ) في بني الحارث بعد دخول القوات الجمهورية إليها بعد فتح طريق عمران _ صنعاء ، و كانت القوات تستعد للتوجه إلى مناطق أخرى لبسط السيطرة الجمهورية عليها ،).
( لكن اللواء /حمود الجايفي طلب من الشيخ /عبدالله بن حسين الأحمر أن يدخل بقواته ورجاله إلى العاصمة صنعاء حتى يرتدع المتطرفون اليساريون ، وهكذا تجمع المقاتلون من عدد كبير من القبائل في منطقة المطار بقيادة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ودخلوا صنعاء بقوات بلغت خمسة آلاف مقاتل صاحبتها الزوامل و الطبول والزغاريد و ضرب الرصاص في الهواء حتى وصلوا إلى القصر الجمهوري .. ……).
قبل ان نستأنف بحثنا في محطته التاريخية هذه .. علينا ان نستكمل ابرز التطورات والاحداث وصولا الى عام ٦٧ وانقلاب ٥ نوفمبر من خلال الوقوف على الثغرات التي اتسعت في جدار الثورة وتمكن الفريق الجمهوملكي من التسلل من خلالها وتوسيع الخرق الثوري الجمهوري لصالحه أو بالأصح لصالح الترتيبات السرية بين هذا الفريق والسعودية .
من المهم الآن ان نقف قليلا على مذكرات الرئيس عبد الرحمن الارياني ونقتبس عددا من الفقرات الواردة في الجزء الثاني من مذكراته التي تناولت الفترة ٦٢/٦٧ .