الحديدة هي اليمن واليمن هو الحديدة؟
زيد البعوة
الحديدة هي صنعاء وهي جزيرة سقطرى وهي صعدة وهي عدن وهي المهرة وهي مأرب الحديدة هي جزء لا يتجزأ من تراب الجمهورية اليمنية وللحديدة مكانة كبيرة في قلوب اليمنيين ليس لبحرها وترابها بل لأهلها وسكانها الأوفياء الذين سطروا أروع المواقف في سبيل الله وفي سبيل التصدي للعدوان ومرتزقته وفي سبيل الحرية والعزة والكرامة
الشعب اليمني عندما انطلق لمواجهة العدوان منذ اليوم الأول في مارس 2015 كان يدرك ولا يزال يدرك أن أمريكا وخدامها آل سعود وعيال زايد يريدون استعمار اليمن بشكل عام أرضاً وإنسانا ليس فقط عسكرياً واقتصادياً بل في كل المجالات لهذا كانت ولا تزال أهداف العدوان استعمارية وشاملة ولا تستهدف مدينة أو منطقة أو حزبا أو طائفة.. لهذا كان الانطلاق في مواجهة العدوان بشكل يوازي حجم الهجمة العدوانية مواجهة بعنوان الجهاد في سبيل الله في مواجهة الطاغوت والاستكبار في معركة النفس الطويل ونحن نعلم انه سوف يسقط شهداء وسوف تسقط مواقع ومناطق بيد العدو وأسرى وجرحى ويحصل تدمير للمنازل لكن لا يعني ذلك ان تحصل حالة تراجع ولو نسبية بل لا بد ان تستمر حالة الصمود والمواجهة مهما كانت التحديات إلى آخر لحظة وهي اللحظة الفاصلة التي يحددها الله.
لكن بعيداً عن الحديث عن الجبهات جميعاً وعن العدوان بشكل عام دعونا نتحدث عن المعركة الأكثر جدلا وهي معركة الحديدة والتي لا بد ان يدرك العدوان ان معركة الحديدة هي معركة مصيرية معركة فاصلة صحيح ان كل معركة يحصل فيها تقدم وتراجع وضربات نوعية وضربات موجعه وهكذا بالنسبة للطرفين
وما على العدوان أن يدركه هو أن الشعب اليمني يواجه في الحديدة ويتصدى بتحد قائم على الثقة بالله وليس قائماً على القوة المادية أو البشرية لكنه قائم على المعنوية والإيمان والإنسانية وان الشعب اليمني لا يمكن ان يسمح لنفسه بأن يرى الحديدة ترزح تحت صلف أقذر المخلوقات مهما كلف من ثمن.
القيادة والجيش واللجان الشعبية والشعب اليمني بشكل عام اتخذوا قرارهم الأول والأخير بشأن الحديدة قبل اندلاع معركة الحديدة بسنوات القرار الذي لا رجعة فيه هو ان الحديدة لا يمكن في يوم من الأيام أن تكون مستعمرة لأمريكا ولا حديقة خلفية لآل سعود وعيال زايد مهما كان الثمن ومهما كان حجم الأحداث ومهما كانت قساوة المعركة
يجب أن يصل العدوان إلى قناعة بشأن الحديدة انه من المستحيل ان يفرط الشعب اليمني في الحديدة أو يتوانى أو يقصر في الدفاع عنها.. اليوم وبعد خطاب السيد عبد الملك الذي دعا فيه الى النفير العام الى الجبهات وفي مقدمتها جبهة الساحل الغربي هناك حالة استنفار كبيرة في أوساط المجتمع اليمني
وتعالوا نذهب مع العدوان الى أسوأ الاحتمالات من باب التخيلات :-
فرضنا أن العدوان استطاع أن يسيطر على جزء كبير من الحديدة أو على الحديدة بكلها هل يظنون أن الشعب سوف يتركهم يسرحون ويمرحون دون أن يعترضهم أحد؟ ودون أن تحصل معركة تحرير لكل شبر من تراب اليمن وليس فقط الحديدة لهذا على العدوان ومرتزقته أن يعلموا علم اليقين أن المعركة اليوم بالنسبة لنا كشعب يمني معركة مصيرية ومعركة لا يمكن التراجع فيها مهما كان حجم التحديات
كل شبر في اليمن غال ويستحق التضحية والصبر والصمود والمواجهة وبعيداً عن التراب القضية العادلة والمبادئ المحقة والمنهج والقيادة والمشروع والانتماء كل هذه القيم تستحق منا التضحية والتعب والصبر ونحن نفعل ذلك وسوف نحصل على النصر المبين إن شاء الله.