بالمختصر المفيد.. اليمن بين القلوب والجيوب
عبدالفتاح علي البنوس
شغلونا شعارات زائفة ، وهتافات صورية ، ومواقف مصطنعة تتغنى بالوطن وتشيد به وتتشدق برفع رايته ، وتعليق الأنواط التي تحمل العلم الوطني والطير الجمهوري، سمعنا وشاهدنا العشرات من الجمعيات والمنظمات التي ترفع شعارات اليمن أولا ، واليمن في قلوبنا ، ومن أجل اليمن ، ويمن المستقبل ، وغيرها من الأسماء والمسميات الطنانة الرنانة والتي للأسف كانت تدعم وتمول من الخزينة العامة للدولة كنشاط دعائي شكلي فقط في حين أن الواقع المعاش ، وما هو ملموس على أرض الواقع يجسد وبما لا يدع أي مجال للشك بأن من رفعوا شعار اليمن في قلوبنا ، عملوا طيلة فترة حكمهم بشعار مغاير وهو اليمن في جيوبنا ، حيث نهبوا المال العام وسرقوا ونهبوا وشفطوا كل شيء من أجل تنمية ثرواتهم وتعزيز أرصدتهم وتوسيع نطاق استثماراتهم ، بعد أن سخروا كل موارد البلد من أجل خدمتهم ورعاية مصالحهم وتعزيز نفوذهم ، واليمن كان مغيبا تماما في أجندتهم التي كانت مصبوغة بالخصوصية التامة والمطلقة ، بدليل مواقفهم وتواجدهم وحضورهم اليوم في صف قوى العدوان والغزو والاحتلال ، وتأييدهم وولائهم المطلق للسعودية والإمارات ومن خلفهم أسيادهم الأمريكان ، وقتالهم في صفوف العدوان واستبسالهم في سبيل احتلال وطنهم والتنكيل بشعبهم وتدمير مقدرات وثروات الشعب والوطن التي باتت هدفا لهم من وراء كل هذه الممارسات والمواقف المشينة والمهينة والمذلة.
فالذي يخفق قلبه بحب اليمن هو من يضحي ويقدم الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عنه والذود عن حماه وصون مكتسباته ، ويجند نفسه للقتال في صفه ضد الغزاة والمحتلين الطامعين ، لا أن يتحول إلى مرتزق خسيس يتاجر بوطنه وشعبه ويتحالف مع الأعداء ويتجند في صفوفهم ويقاتل بالنيابة عنهم ويسخر كافة الطاقات والإمكانيات التي جمعها من ثروات وممتلكات ومقدرات الشعب ، هؤلاء ظل اليمن في جيوبهم ينهشونه ويبهشونه وينهبونه لعشرات السنين، ومع شن العدوان على بلادنا تساقطوا كأوراق الشجر الواحد تلو الآخر وتحولوا إلى أدوات رخيصة ومبتذلة تستخدم لتنفيذ أجندة الغازي والمحتل ، وقبلوا على أنفسهم بدنس وقذاعة الارتزاق والعمالة والخيانة.
بالمختصر المفيد، من يسري حب اليمن في عروقه مجرى الدم ، عليه أن يجسد ذلك قولا وعملا ، وأن ينطلق ويتوجه بما يعزز ذلك في الميدان ، وأن يجعل اليمن ومصالحه والدفاع عنه والذود عنه مقدما على ما دون ذلك من المصالح والمكاسب والأهداف والغايات.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.