تغيُّر مفاجئ في الموقف الأميركي من حرب اليمن

 

واشنطن تحدد 30 يوماً لإجراء المفاوضات وإنهاء الحرب

باريس ولندن ترحبان بالموقف الأميركي .. والسعودية تحاول غسل يدها

الثورة / عباس السيد

دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس الأربعاء ، إلى وقف ما اسماها ” الأعمال القتالية ” في اليمن، وقال إن المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية ينبغي أن تبدأ الشهر المقبل. وفيما بدا أنه تحوُّل واضح في الموقف الأميركي تجاه الحرب التي تخوضها السعودية في اليمن، تزامنت دعوة بومبيو مع دعوة مماثلة صدرت من وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، مطالباً بحضور جميع أطراف النزاع إلى طاولة مفاوضات في غضون الثلاثين يوماً المقبلة.
وتأتي هذه الدعوة الأميركية في وقت تخضع السعودية حالياً لضغوط كبيرة، بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي،واستمرار التقارير الحقوقية التي تؤكد حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن نتيجة قصف مناطق مأهولة، والحصار المفروض على المناطق الشمالية .
وفي بيان، قال بومبيو إنه ينبغي وقف الضربات الصاروخية والهجمات بالطائرات المُسيَّرة ضد السعودية والإمارات، وإن على التحالف بقيادة السعودية أن يتوقف عن شن ضربات جوية على كل المناطق المأهولة باليمن.
تغيُّر واضح في الموقف الأميركي
وطالما عبَّرت أميركا عن دعمها للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في الحرب في اليمن، إلا أنها في الآونة الأخيرة بدأت تغيِّر نبرتها تجاه الوضع في اليمن . وعبَّر بومبيو ووزير الدفاع جيم ماتيس عن تأييدهما لمساعي الأمم المتحدة. وقال ماتيس، خلال مؤتمر في واشنطن: «نريد رؤية الجميع حول طاولة مفاوضات على أساس وقف إطلاق النار».
وأضاف ماتيس، الذي كان التقى نهاية الأسبوع الماضي العديد من المسؤولين العرب على هامش حوار المنامة: «علينا أن نقوم بذلك في الثلاثين يوماً المقبلة ، وأعتقد أن السعودية والإمارات على استعداد للمُضي في الأمر» .
وتابع ماتيس أن وقف المعارك سيتيح لمبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث «جمع» مختلف الأطراف «في السويد» دون أن يحدد بدقة مكان الاجتماع ومَن سيُنظمه. وقال : «ينبغي أن نتحرك صوب مساعٍ للسلام هنا. ولا نستطيع القول إننا سنفعل ذلك في مرحلة ما من المستقبل. علينا أن نقوم بذلك خلال الأيام الثلاثين المقبلة».
ترحيب بريطاني :
رحبت بريطانيا، أمس الأربعاء، بدعوة الولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء ” الحرب في اليمن ” مشيرة إلى أن هناك فرصة لإنشاء ممر إنساني وتفادي “وضع رهيب”.
وقال وزير الخارجية، جيريمي هانت، في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية “بي.بي.سي”، “هذا إعلان مرحب به للغاية لأننا نعمل من أجل وقف القتال في اليمن لفترة طويلة”، وذلك بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”.
وكانت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني قد استمعت الثلاثاء الماضي لإفادة الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا حول الوضع في اليمن ومسؤولية المملكة المتحدة عن الجرائم التي ارتكبها التحالف السعودي في اليمن بسبب شحنات السلاح البريطانية التي تصدر للسعودية ، والأزمة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون في ظل الحرب والحصار .
كما استمعت اللجنة البرلمانية إلى إفادات منظمات حقوقية حول الوضع الإنساني في اليمن .
فرنسا : آن للحرب في اليمن أن تتوقف
من جهتها ، اعتبرت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، أن “الوقت قد حان” لتتوقف الحرب في اليمن، مستنكرة الأزمة الإنسانية هناك ، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت بارلي خلال حديث لقناة “بي إف إم” التلفزيونية وإذاعة “ار ام سي”: “حان الوقت لتتوقف هذه الحرب.. وهذه هي الأولوية بالنسبة إلى فرنسا، أن يتحسن الوضع الإنساني وأن يفسح المجال لإيصال المساعدات الإنسانية”.
وأضافت: “لأننا مصدومون لهذا الوضع، طلب رئيس الجمهورية (إيمانويل ماكرون) ونظم في فرنسا، وهي الدولة الوحيدة التي قامت بذلك، مؤتمرا إنسانيا حول اليمن شاركت فيها السعودية والإمارات”.. “نحن نضغط من دون توقف إلى جانب الأمم المتحدة، كي يتم التوصل إلى حل سياسي لأن هذا الوضع العسكري لا مخرج له.. الأزمة الإنسانية غير المسبوقة” في اليمن.
ونفت الوزيرة الفرنسية مجددا أن يكون التحالف بقيادة الرياض يستخدم أسلحة فرنسية ضد الشعب اليمني.
وقالت الوزيرة: “لقد بعنا منذ زمن أسلحة إلى السعودية والإمارات. ما يمكنني أن أقوله لكم، وفق معلوماتي، أن الأسلحة التي بيعت مؤخراً لا تُستخدم ضد السكان المدنيين”.
وأشارت إلى أن فرنسا “مزوّد متواضع نسبياً” للسعودية بالأسلحة.
السعودية تحاول غسل يدها :
وفي ظل الدعوات الأميركية والأوروبية لوقف الحرب في اليمن ، وهي دعوات تبدو في هذه المرة أكثر جدية من أي وقت سابق ، يسعى النظام السعودي لغسل يده من الجرائم التي ارتكبها في اليمن طيلة أربع سنوات من القتل والتدمير . وإزاء ذلك ، لم يجد هذا النظام سوى الضغط على المنظمات العاملة في مجال الإغاثة باليمن لتحسين صورته بإبراز دور المملكة في تقديم الدعم الإغاثي لليمنيين ـ كما جاء في وثيقة داخلية للأمم المتحدة ـ تسربت إلى وسائل الإعلام ، وأثارت سخطا على النظام السعودي وزادته قبحا على قبح .

قد يعجبك ايضا