ثورة 14 أكتوبر تتجدد
محمد صالح حاتم
لقد كانت اليمن ومازالت محط انظار الغزاة والمحتلين نظرا لموقعها الاستراتيجي الفريد الذي يتوسط طرق التجارة ويتحكم بأهم الممرات البحرية وهو مضيق باب المندب، وتمتلك واحدا من اهم الموانئ العالمية وهو ميناء عدن وكذا تمتلك عدة جزر بحرية في البحرين العربي والأحمر ،وتختزن في باطن أرضها ثروات نفطية وغازيه و معدنية هائلة ،فقد كانت محل اطماع الغزاة، ومنها بريطانيا الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس التي احتلت جنوب اليمن سابقا لمدة 129عاما ،ولكنها رغم طول مدة الاحتلال إلا انها ارغمت على الخروج من ارض اليمن ،بفعل ثورة 14أكتوبر المسلحة التي انطلقت شرارتها من على جبال ردفان، بقيادة غالب بن راجح لبوزة ومعه الثوار اليمنيين الأبطال الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم في سبيل التحرر ونيل الحرية والكرامة والعزة ،واليوم ونحن نحتفل بالذكرى الـ55لثورة 14اكتوبر الخالدة، وشعبنا يتعرض لعدوان من قبل تحالف القتل العربي بقيادة مملكة بني سعود ودويلة عيال زايد وأسيادهم أمريكا وبريطانيا وبني صهيون، منذ ما يقارب اربعة اعوام، بل ويحتلون جزءاً غاليا من ارض اليمن، وهي المحافظات التي احتلتها بريطانيا في الماضي والذي قامت ثورة14اكتوبر ضد هذا المحتل والمستعمر، وكأن التاريخ يعيد نفسه. فعدن محتلة وحضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى وميون وابين ولحج والضالع وأجزاء من تعز ولكن الذي تغير هو المحتل فقط فبالأمس كان المحتل الامبراطورية العظمى بريطانيا التي لا تغيب عنها الشمس واليوم المحتل هم اراذل الدول اذناب بريطانيا وامريكا بني سعود وعيال زايد ،من لا يمتلكون قرار انفسهم ولا يملكون حتى حرية اختيار من يحكم بلديهما فهم عبيد لبريطانيا وامريكا واسرائيل هم ليسوا سوى ادوات بأيدي اسيادهم، ولكنهم للأسف يحتلون اجزاء من اليمن، وينتهكون سيادتها ويقتلون ابناءها ويهتكون اعراضهم ويمارسون بحق أبناء المحافظات المحتلة ابشع الجرائم في سجونهم السرية من اغتصابات وتعذيب واغتيالات وغيرها من الجرائم ،وكذا ينهبون ثرواتها، ويجوعون ابناءها وكل هذا وهم يدعون انهم أتوا ليحررون اليمن.
فثورة 14اكتوبر اليوم لا بد أن تتجدد ضد المحتل القديم المتلبس بثوب جديد، فما يحصل لأبناء المحافظات الجنوبية المحتلة من قبل المحتل السعوامارتي لا يجب السكوت عليه.
كيف سنحتفل بذكرى ثورة14 أكتوبر وهذه المحافظات ترزح تحت الاحتلال ؟
اين ذهبت دماء الثوار لبوزة ومدرم وعبود وغيرهم الكثير الذين ضحوا بدمائهم من اجل طرد المستعمر البريطاني ونيل الحرية والكرامة؟
ماذا سيسجل التاريخ عنا وماذا سنقول للأجيال القادمة ،لم نستطع ان نحافظ على ثورة 14أكتوبر ؟
فعلينا جميعا حكومة وشعبا وجيشا ولجانا شعبية أن نثور ضد المحتل السعوصهيو أمريكي، وطرده من أرضنا، وأن نجعل من ثورة الجياع التي انطلقت شرارتها في عدن وغيرها من المحافظات وكذا ثورة أبناء المهرة ضد المحتل السعوامارتي والتي تطالب بطرد المحتل ان تكون هي محطة انطلاقة لتحرير اليمن من الاحتلال السعودي الإماراتي وان ننقذ ثورة أكتوبر قبل موتها ،وهي في عمر55،فتحرير هذه المحافظات لن يكون إلا بالسلاح، ومقاومة المحتل حتى يتم طرده نهائيا.
فعلى كل ابناء اليمن الشرفاء والأحرار في شمال الوطن وجنوبه أن يهبوا هبة رجل واحد لطرد المحتل من كل شبر من ارض اليمن.
عليكم ايها اليمنيين أن تتوحدوا وان تتناسوا خلافاتكم السياسية ،وأن تتنازلوا لبعضكم البعض ،وان تفشلوا مخططات اعدائكم ، عليكم ان تجعلوا مصلحة اليمن وحريته وكرامته وعزته فوق كل المصالح، لا تزرعوا الاحقاد والكراهية والطائفية والمذهبية بين ابناء الشعب، هل يرضيكم ما يجري في عدن وحضرموت وشبوة وبقية المحافظات المحتلة؟
هل يرضيكم انتهاك السيادة اليمنية واستباحة الاعراض والاغتصابات والسجون السرية التي يتعرض لها أبناء المحافظات الجنوبية المحتلة ؟
لا تراهنوا على الخارج، لا تراهنوا على الأمم المتحدة ومجلس الأمن انه سيحرر أرضكم ويعيد لأهلها كرامتهم وحريتهم؟
فعلينا اليوم ونحن نحتفل بثورة 14اكتوبر ان نقول :برع برع يا استعمار !
ثورة ثورة يا جنوب بل يا يمن .
فاليمن لن يحررها إلا ابناؤها، ولن يحميها إلا أبناؤها ،ولن يبنيها إلا أبناؤها ولن تكون إلا ملك لأبنائها الشرفاء والاحرار، ولن ينفرد بحكمها طرف دون غيره. والشعب اليمني هو من سيختار من يحكمه، فمن اراد ان يحكم اليمن فيجب أن يكون ولاؤه لله والوطن ومحافظا على ثورته ووحدة أراضيه وسيادته واستقلاله ومدافعا عن ترابه .
وعاش اليمن حرا ابيا والخزي والعار للخونة والعملاء