سيبقى سبتمبر والشعب في مواجهة العدو التاريخي
جمال عوض حيدرة الزامكي
يحتفل الشعب اليمني اليوم بالذكرى السادسة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي أخرجت الشعب اليمني من عهود الظلام والاستعمار إلى النور والحرية والاستقلال وهذه الثورة هي ثورة شعب ووحدة وطن ومصير شعب وامتزج الدم اليمني في تلك الثورة من شمال وجنوب وشرق وغرب اليمن وهناك أسماء من ابناء محافظة أبين وباقي محافظاتنا الجنوبية لا يتسع المجال لذكرها شاركت في نصر الثورة السبتمبرية الأم ومن نصر سبتمبر جاءت شرارة ثورة 14 أكتوبر وفجر الثلاثين من نوفمبر امتزج الدم اليمني من جديد في أنحاء الوطن شماله وجنوبه وصنعت دماء وتضحيات الشهداء الأبطال ونضال الثوار اليمنيين الأحرار طيلة أربعة أعوام فجر الحرية والاستقلال فجر الثلاثين من نوفمبر وتم طرد آخر جندي بريطاني من اليمن وغابت في اليمن شمس الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.
لو تذكرنا في هذه المناسبة العظيمة التضحيات العظيمة والبطولات التي اجترحها ابناء اليمن والإمكانيات في ذلك العهد لوجدنا بأننا نقف أمام تاريخ وسيرة نضال أعظم شعب قهر الصعاب وصنع المستحيل ولم تعقه إمكانياته المتواضعة ولم ترهبه إمكانيات وقوة المحتل لأنه تسلح بقوة وسلاح الإيمان وبتوكله على الله وبحبه لوطنه وللحرية وللاستشهاد في سبيل ذلك.
لقد كانت هذه الثورة اليمنية السبتمبرية والاكتوبرية وأهدافها تمثل الأمل والغاية والحلم لهذا الشعب وتلبي تطلعاته نحو الحرية والوحدة والعزة والكرامة لكن ذلك الأمل وذلك الطموح أعاقته مؤامرات وأطماع ذلك العدو التاريخي الذي حارب الثورة والجمهورية في مهدها وأراد القضاء عليها وعمل سنين على تشويه الثورة والنظام الجمهوري والذي حارب الشعب اليمني ووقف عائقاً أمام إعادة وحدته وعند إعادة الوحدة الكل يعلم ما صنعه ويصنعه ضد هذا المنجز التاريخي لليمن وللأمة العربية والإسلامية , وقف خلف حرب الانفصال, نشر الفساد تبنى الإرهاب غذى الخلافات بين أبناء الشعب أراد تمزيق الوطن عبر مبادرته الخليجية وما سمي بمؤتمر الحوار أراد فرض الوصاية واستمر ومازال في تآمره, وها نحن اليوم من جديد نقف صامدين مدافعين نتصدى لأعتى مؤامرة وأعتى آلة عسكرية وأبشع عدوان منذ العام 2015 وهاهو اليوم يقف بكل ما لديه من إمكانيات من اجل تنفيذ أحلامه القديمة المريضة المتمثلة في القضاء على ثورة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر والوحدة اليمنية لأن شعبنا تصدى لمؤامراته وقضى على مشاريعه بثورته المباركة ثورة21 سبتمبر التي كانت ضرورة ملحة وحتمية وملبية لآمال وطموحات شعب والسد المنيع الذي حمى الشعب والوطن والمكاسب والثوابت الوطنية و باعد بين العدو وأحلامه.
وقد ظلت ثورة الشعب مستمرة منتصرة وظل تآمر العدو مستمراً, وقد مثل سبتمبر لهذا العدو عقدة وصار هذا الشهر عبارة عن كابوس يؤرق منامه ويحطم أحلامه فكان أمل وطموح نظام بني سعود أن يحقق أطماعه عبر العملاء لكن من جديد وجد نفسه أمام إصرار وصمود شعب اسمه سبتمبر ولم يجد أمامه من وسيلة ليعبر عن فشله وحقده وخيبة أمله غير عدوانه البربري المشؤوم الظالم وغير المبرر لعل وعسى يستطيع إخافة وإخضاع الشعب فشن هذا العدوان وارتكب أبشع جرائم العصر من خلال حرب الإبادة الجماعية والقتل والدمار والحصار لكن هيهات فقد تصدى له شعبنا وأفشله وضربه في عقر داره ووجد نفسه أمام مصير مخز وأمام فشل ذريع ولم يستطع قتل سبتمبر الماضي ولا سبتمبر الحاضر وكعادته حاول من جديد في محاولة ومؤامرة بائسة أن يشق الصف وأن يحدث فتنة داخلية واستغل تلك الأزمة ليتباكى على ثورة 26 سبتمبر ويدعي زوراً وبهتاناً عبر إعلامه وطابوره الخامس أن ثورة سبتمبر والنظام الجمهوري في خطر وأن الانقلابيين حسب زعمه يريدون القضاء على النظام الجمهوري وإعادة النظام الملكي الإمامي, لكن خاب أمله وانكسر وانهزم كعادته أمام وعي وصلابة وحكمة وإيمان الشعب اليمني.
هذا العدو العميل بالأمس كان يحارب 26سبتمبر والنظام الجمهوري والوحدة اليمنية, واليوم يتباكى على كل ذلك لقد اثبت أيها الغبي العميل بأنك العدو التاريخي للشعب اليمني وللثورة وللوحدة اليمنية وبأنك أنت من تقف على مر التاريخ الخصم والعدو لكل نصر يصنعه الشعب, صحيح أن مؤامراتك استمرت من فجر الثورة السبتمبرية الاكتوبرية وبنفس الآلية والوجوه لكن استمر شعبنا في تصديه لكل مخططاتك وكما استمرت آليتك ووسائلك فشعبنا استمرت آليته ووسائله فإن كان المال والعمالة والقوه وسائلك فشعبنا وسائله الإيمان والرجال الأبطال و سبتمبر وكما أفشلك في الماضي بثورة سبتمبر هاهو يفشلك اليوم بثورة سبتمبر وستهزم في عدوانك بفضل سبتمبر وسوف تزول ويكون مكانك مزبلة التاريخ وسيبقى الشعب اليمني والوحدة اليمنية وسيبقى سبتمبر وأكتوبر وفي كل مرة سنصنع نصراً في سبتمبر ونصنع من سبتمبر سبتمبراً وسيبقى سبتمبر والشعب اليمني في مواجهة العدو التاريخي والصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات.
تحيا الجمهورية اليمنية
النصر لليمن
المجد والخلود للشهداء
ولانامت أعين الجبناء