الانتصار لن يتأخر يقيناً..
جميل أنعم العبسي
الخبثاء أفشلوا مفاوضات صيف جنيف2 بين إخوة قابيل وهابيل، رغم أنها ليست مفاوضات وإنما مشاورات فقط تمهد لمفاوضات لا محل لها من الإعراب، وهي بالحقيقة والواقع والنتائج أقرب لمفاوضات فلسطين مع العدو الإسرائيلي من مؤتمر مدريد عام 91م مروراً باتفاقيات أوسلو والتي انتهت بيهودية وعبرية كل فلسطين؛ وكذلك مفاوضات اليمن مع العدو السعودي يراد لها أن تنتهي بتصفية اسم اليمن وتمزيقه واحتلاله ولا مانع من مواجهة إخوة قابيل.
وبعد عرقلة الوفد الوطني ومباشرة صرح السفير الأمريكي أن المفاوضات بعد ثلاثة أشهر، ولاحقاً المبعوث الأممي يقول إن المفاوضات خلال شهرين وأنه قلق من صواريخ اليمن على العدو السعودي، وأفاد بأن الهجوم العسكري على الحديدة لم يحدث وأن استمرار انهيار الريال والاقتصاد سيؤدي إلى انتشار المواجهات العسكرية في الجنوب وكذلك سينتشر الفقر والجوع، إلخ..
وتلك ليست إحاطة بل برنامج عدوان للتحالف على اليمن جنوباً وشمالاً خلال الثلاثة الأشهر القادمة، وغريفيث هذا وعقب إستلامه لمهامه في فبراير 2018م بشرنا في أول ظهور له بمعركة الساحل والحديدة وكان الأمر كذلك، وعقب إحاطته الأخيرة بساعات وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان وفي جلسة للكونجرس قالا “إن السعودية والإمارات تبذلان جهوداً لحماية المدنيين باليمن”، والترجمة الفورية لذلك كانت مع شروق شمس اليوم التالي بطائرات الموت السعودي والأمريكي التي قتلت أبناء تهامة في كيلو16 والذي تزامن مع هجوم فاشل بثلاثة ألوية لمرتزقة الجنوب والتكفير السلفي الوهابي، بالتزامن مع اجتماعات قائد قيادة المنطقة العسكرية الوسطى الأمريكي “جوزيف فوتيل” مع عسكر الخليج ومصر والأردن ويحثهم بل يأمرهم بالوحدة العربية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وثنائي أمريكا ترامب وبولتون -مستشار الأمن القومي الأمريكي- مستمرون في تحطيم ما تبقى من هشاشة وهيبة القانون الدولي والأمم المتحدة للانتقال إلى شرعية قانون الغاب “البقاء للأقوى” لغرض في نفس بني إسرائيل؛ حتى قابيل وهابيل على الساحل الشرقي للبحر الأحمر”أثيوبيا واريتريا” وبعد عداوة عشرين عاماً تحالفوا ومعهم الصومال، والعين على الساحل الغربي لليمن بعد تعثر وفشل مرتزقة الداخل وأقزام الجنوب وحراس الأرز والعقيدة والدين، مسميات صهيونية قديمة من لبنان وتعز وإدلب، مسميات صهيونية متجددة بحراس جمهورية فتنة 2 ديسمبر، لو كانوا يعلمون.
والغرب المتوحش من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وحتى ألمانيا يهددون سوريا بالرد الحازم على نوايا الكيماوي التكفيري الصهيوني السعودي في إدلب ومعهم لص حلب الطيب بالتدمير أردوغان الذي حشد ثلاثين ألفاً من الجندرمة العثمانيين الجدد على حدود سوريا لاحتواء وإعادة انتشار خمسين ألفاً داعشي عالمي وتوزيعهم في المناطق الساخنة عالمياً خلال وبعد الثلاثة الأشهر، حتى إيطاليا تهدد باجتياح ليبيا بعد ربيع الفوضى الخلاقة والعين على النفط الليبي؛ وفي العراق حيث نفط البصرة تم إخماد فتنة السفارات الأمريكية والسعودية لإحداث فتنة شيعية – شيعية ليتم لاحقاً تحريك أوراق الدواعش في الوسط والجنوب العراقي؛ وفي لبنان تم تفعيل المحكمة الدولية لتدوير الاتهام من الضباط الأربعة وسوريا إلى حزب الله في جريمة اغتيال الحريري لإحداث فتنة لبنانية خلال الخريف والشتاء القادمين.
وفي أمريكا هناك حدثت إنتخابات التجديد النصفي للكونجرس بعد شهرين باحتمال الأغلبية لترامب وبولتون ثم هتلر القرن بصفقة القرن أو بفقدان الأغلبية لتتقدم “شعرة معاوية” بجبهة المقاومة من داخل البيت الأبيض لعزل المجنون والفوضوي ترامب على وقع فضائح بطلة أفلام “البلاي بوي” وفضائح كتاب “الخوف” للكاتب الشهير “وود وورد” الذي أجبر الرئيس الأمريكي السابق “نيكسون” على تقديم استقالته بعد نشره فضيحة “ووترغيت”، وفضيحة “ووترغيت” باختصار تتمثل في قرار الرئيس “نيكسون” بالتجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترغيت، وهي الخطوة التي فجرت أكبر أزمة سياسية في تاريخ أمريكا، أسفرت عن استقالة الرئيس ومحاكمته عام 1974م، وبعد شهرين ستطبق العقوبات الاقتصادية الأشد على إيران وما لذلك من احتمالات الصدام العسكري في مضيق هرمز.
شهران وثلاثة أشهر وستة أشهر بخريف التساقط وشتاء البرد القارس الدافئ بالأسلحة الأمريكية الإسرائيلية باليورانيوم المُنضَّب والقبة الكرتونية وما خفي أكثر، بعد تدوير الأوراق الصفراء بالأوراق الحمراء الدموية، أو تقدم شعرة معاوية الكالحة السواد “قطر والإخوان” وتأخر أوراق الإمارات والسعودية ولا يهم من هو الخائن أو المرتزق، والأهم هو ميلاد المولود العبري المنتظر، فجميع دول تحالف العدوان تعاني اقتصاديا، بل إن السعودية متهمة بمجازر تقرير مجلس حقوق الإنسان بعد قانون جاستا الذي غمس آل سعود في دماء أهل اليمن؛ والإمارات متهمة بالتجسس على الحلفاء بالتعاون مع إسرائيل؛ وترامب أمريكا مهدد من جبهة المقاومة الداخلية، وكل ذلك ترهيب بالمضي قدماً بدموية المشروع الصهيوني أو التهديد بشعرة معاوية البديل المنتظر وكلاهما لنفس الهدف بالنار الهادئة والمفاوضات أو النار المستعرة بالمجازر والاقتصاد.
وهادي الخائن مريض.. مريض بالقلب وقد يخضع لجراحة القلب المفتوح وسينقل صلاحياته الرئاسية إلى متصهين أكثر صهيونية من قائمة شرعية “الأيادي الأمينة” الملطخة بدماء شهداء 13 يناير 86م، أو شعرة بحاح بالانتظار، وانتفاضة الجنوب ستتم عسكرتها وسحقها كما بشرنا المبعوث غريفيث؛ وخلال ذلك بالثلاثة أشهر أو أعلى أو أدنى سيشتد الفرز بين الخبيثين والطيبين؛ وبين الخبيثات والطيبات شمالاً وجنوباً ليمننا، وفي الشام فلسطين حركة حماس صرحت ولمن يهمه الأمر بأنها حركة مقاومة فلسطينية إسلامية ولا علاقة لها بالتنظيم العالمي للإخوان؛ وبعد فتنة البصرة ها هما كتلة سائرون وكتلة البناء باتجاههم للتحالف وتشكيل الحكومة العراقية المقاومة لأمريكا وصفقة القرن، وباكستان الإسلامية تعيد التصويب والتموضع بعيداً عن التبعية لأمريكا والسعودية، وروسيا والصين أجرتا أكبر مناورة عسكرية مشتركة منذ انهيار الإتحاد السوفيتي السابق، وفي أمريكا اللاتينية هناك بوادر تحالف لرفاق كاسترو وتشافيز وسيمون بوليفار وإيفو مورالس ودانييل أورتيغا في كوبا وفنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا ضد الاستكبار الأمريكي الطامح إلى الانتقال لشرعية البقاء للأقوى لضمان تغيير الخرائط العالمية وتورم الكيان الصهيوني وبثنائية الاقتصاد والغزو، ثنائية الاحتلال والتجويع، ثنائية الفقر ونهب الخيرات، ثنائية وثلاثية ورباعية وخماسية حتى سداسية النجمة الصهيونية بأدعياء الإسلام الوهابي، والحصار وديموقراطية السفارات وبخونة الدين والوطنية والأخلاق والفطرة الإنسانية.
وكل ما فعله ترامب من إغضاب الصديق قبل العدو لم ينقذ ويسعف الاقتصاد الرأسمالي الأمريكي، بل خلق فوضى خلاقة اقتصادية للحلفاء والخصوم وها هو يهدد بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية والنتيجة أزمة اقتصادية عالمية لغرض في نفس بني إسرائيل الصهاينة، فبعد الحرب العالمية الأولى وتقسيم تركة الرجل العثماني المريض واجتزاء مناطق من ألمانيا وضمها إلى دول مجاورة جديدة وظهور دول قومية أوروبية ووطنية في العالم، دعا الرئيس الأمريكي “ويلسون” إلى إنشاء “منظمة عصبة الأمم” لحل المشاكل بين الدول الأعضاء بالوسائل السلمية، وكانت جنيف سويسرا مقراً لها، وساد نوع من الاستقرار والأمن العالمي بالرغم من شرعنة الاستعمار والانتداب والتقسيم في الوطن العربي؛ وساد الرخاء الاقتصادي في الغرب الرأسمالي، والمفارقة العجيبة أن أمريكا كانت أول دولة تنسحب من “عصبة الأمم” وساد الكساد الاقتصاد العالمي واختفت مظاهر الرخاء والنعيم فأغلقت المصانع، وتم تسريح العمال، والزعيم النازي الألماني “هتلر” يتهم اليهود بافتعال الأزمة الاقتصادية العالمية وينزع عنهم الجنسية الألمانية، وألمانيا وإيطاليا واليابان تتجه لبناء القدرات العسكرية مخالفين بذلك “معاهدة فرساي” بعد الحرب العالمية الأولى، واليابان تغزو وتحتل منشوريا والصين وتقتل مئات الآلاف من الشعب الصيني، وإيطاليا تحتل الحبشة واريتريا والصومال وليبيا؛ وألمانيا تحتل النمسا وتضم سويسرا وتغزو تشيكوسلوفاكيا في ظل عجز تام لـ”عصبة الأمم” وتخاذل بلدان الديموقراطية الغربية بريطانيا وفرنسا وأمريكا، فاجتاح هتلر بولندا وأوروبا الشرقية وحاصر موسكو عاصمة الإتحاد السوفييتي السابق واحتل هتلر أجزاء من فرنسا وبريطانيا، فكانت الحرب العالمية الثانية بين الحلفاء والمحور، انتهت بهزيمة دول المحور ألمانيا وإيطاليا واليابان وظهور الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي، ومن جديد أمريكا تدعو إلى قيام منظمة “الأمم المتحدة” لحل مشاكل الدول الأعضاء بالوسائل السلمية بالاستناد إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومجدداً اليوم أمريكا من أوائل الدول التي تنسحب من مجلس حقوق الإنسان بعد طرد العدو الإسرائيلي من مجلس حقوق الإنسان واتهام السعودية بمجازر أطفال اليمن في ظل انتهاك إسرائيل وأمريكا والسعودية للقانون الدولي وتهميش الأمم المتحدة والمترافق مع أزمة اقتصادية عالمية مفتعلة قد تستعر فصولها في مضيق هرمز وباب المندب، وقد يتكرر التاريخ بانسحاب أمريكا من الأمم المتحدة للانتقال إلى قانون الغاب وحرب عالمية ثالثة يراد لها أن تنتهي بهزيمة كل من يقاوم ويعارض أمريكا وإسرائيل على وجه الكرة الأرضية والمستفيد بني صهيون بكيان عبري يهودي.
في سالف الزمان كان الوهم والسراب والخداع الإنجليزي ينسحب على البعض والكل؛ وفي هذا الزمان هناك وعي للمشروع الصهيوني الغربي بفرز الخبيث عن الطيب، وبالطيبين والطيبات نحن على موعد مع ربيع عربي إسلامي إنساني أخلاقي للعالمين كل العالمين، والحمدلله رب العالمين، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
وبعد شهرين سنلتقي ونحن أكثر وعياً واستيعاباً مما مضى بتجلي حلف الخبثاء الظالمين أمريكا والكيانين الإسرائيلي والسعودي ومن لف حولهم من اليمين حتى اليسار.
وبعد ثلاثة أشهر سنلتقي ونحن أكثر عنفواناً وقوة لمواجهة حلف ظالم تنبأ به القرآن الكريم قبل 1440 سنة هجرية، وظهر على الوجود منذ 500 عام في أوروبا ومارس الفساد والإفساد ضد الأوروبيين أنفسهم، ثم العالم بأجمعه يجتاحه الفساد، حلف المفسدين في الأرض، أعادوا قوماً مشتتين في أصقاع الأرض للوجود بعد ألفي عام، لا يرجعون حتى إذا جاء حلف المفسدين في الأرض، واقترب وعد الله الحق، ووعده حق، ظهر الحلف اليهودي النصراني رغم العداء التاريخي بينهم وأنشأوا دولة جاء اليوم لنعرف أنهم يريدونها “دولة دينية يهودية” في صورة تناقض مبدأ العلمانية الغربية المزعوم، أما نصارى النبي عيسى عليه السلام مُنفردين فهم أقربهم مودة للذين آمنوا، وفقط باجتماعهم مع اليهود يكون الفساد وقهر الإنسانية، معجزة تسقط على أرض الواقع اليوم وتوصيف دقيق لأعداء الإنسانية جمعاء، كانوا هوداً أو نصارى أو مسلمين أو بوذيين أو ملحدين الكل في دائرة الضحية لهذا الحلف الشيطاني، “وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ.. قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ.. وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا”. وبعد الخريف والشتاء سنلتقي ونحن أكثر تحرراً وسيادةً واستقلال.
وللربيع مقالٌ في حضرة صاحب المقام سيد المقاومة والصمود والانتصار، قائد الثورة والمسيرة القرآنية المباركة، حماه الله ونصره، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بخطاب الانتصار، كل الانتصار.
وللصيف حديثُ البناء والجهاد الأكبر بعون ومشيئة الله القادر الكريم، العزيز الحكيم.
وحتى ذلك الربيع والصيف نلتقي إن شاء الله تعالى على خير ومع الأخيار والأخيار فقط، أما الأشرار لن يضرونا إلا أذى، ونتوقع المزيد منهم بالأفريقي والأمريكي والفرنسي والتركي ودواعش الكيماوي كذلك.. ولا قلق ولا خوف، نحن مع الله وحده مولانا ملك السماوات والأرض وإليه ترجع الأمور، وأعداؤنا ما لهم من دونه من ولي ولا نصير، وكما أسلفنا آنفاً حاصر هتلر موسكو وكان الارتداد العكسي إلى قصر هتلر نفسه الذي انتحر، وكذلك سيكون الارتداد العكسي حتى قصر سلمان وابنه والكنسيت الصهيوني، إن شاء الله تعالى.