بسببهم أصبحنا نخدم الأعداء من حيث لا نشعر
عبدالله الدومري العامري
ازدادت في الفترة الأخيرة قرارات وتجاوزات وأخطاء وتصرفات بعض من مسؤولي الدولة والقائمين على الأعمال خصوصاً في المحاكم والنيابات وأقسام الشرطة بما يتماشى مع مخططات قوى العدوان السعودي الأمريكي وتحديداً مخطط ما يسمى “الرياح الباردة ” تلك المؤسسة التي تم إنشاؤها في السعودية أواخر 2017م وخصصوا لها ملايين الدولارات وذلك بعد أن عجزت قوى العدوان السعودي الأمريكي عن تحقيق أهدافها ومخططاتها الخبيثة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً لاحتلال اليمن وجعله حديقة خلفية لها وأرادت بهذا المخطط الجديد كسر الصمود الأسطوري للشعب اليمني المواجه للعدوان والمتصدي له وخلق حالة من التذمر والاستياء والغضب وزعزعة الأمن وتفتيت وتمزيق التكاتف والتلاحم والتأييد الشعبي الذي يقف إلى جانب حركة أنصار الله في مواجهة العدوان .
وحتى تتأكدوا بأن ذلك المخطط قد بدأ تنفيذه وبوتيرة عالية ومكثفة انظروا في واقعنا الداخلي , فعلى سبيل المثال عندما يتعرض أي شخص منا لقرار تعسفي أو مظلومية ارتكبت بحقه ونستخدم جميع الطرق الرسمية والقانونية ونقدم الشكاوى إلى جهات الاختصاص بغية الإنصاف ولا تجد أحداً يقوم بإنصافك وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن ذلك التجاهل واللامبالاة وعدم الإنصاف سواء لك أو عليك ليس إلا تنفيذاً لذلك المخطط المسمى بـ “الرياح الباردة” ، بل إن تلك القرارات التعسفية والمظلوميات أصبحت ترتكب حتى لمن هم ينتمون إلى حركة أنصار الله من أجل تفتيت وشرذمة أنصار الله ويتم تصوير ذلك للمجتمع وكأن أنصار الله لم يستطيعوا إنصاف ذلك المظلوم الذي ينتمي إليهم فكيف سينصفون من لا ينتمي إليهم، بل إنها أصبحت ترتكب بحق بعض المجاهدين ممن يقدمون أرواحهم ودماءهم رخيصة وهم يتصدون لقوى العدوان السعودي الأمريكي ، هذه هي الحقيقة مهما حاولنا تجاهلها والتغافل عنها مع أن الجميع يعلم ويدرك جيداً بأن مشروع المسيرة القرآنية لا يفرق بين أحد ولا يجامل أحداً والعدو يعرف ويدرك ومؤمن بهذا المشروع لهذا يحاربونه ويسعون إلى تشويهه والشواهد على ذلك كثيرة ، مع أنه وإلى فترة قريبة وبلدنا يتعرض للعدوان الغاشم لم يحصل ذلك وإذا حصل ووجدت بعض التعسفات والمظلوميات والشكاوى يتم حلها سريعاً ويتم إنصاف المظلوم بأسرع وقت دون مجاملة أو محاباة أحد وأنتم تعرفون ذلك أكثر مني .
لماذا لا نقوم بتقييم واقعنا الداخلي ؟ ولماذا تتجاهل الحكومة أخطاء وتجاوزات مسؤوليها ؟ ولماذا لا تقوم الحكومة بمراقبة ما يجري في مؤسسات الدولة ؟
لماذا لم تسأل الحكومة جميع وزراء الوزارات ورؤساء الهيئات والقائمين على المصالح الحكومية عن عدم وجود إدارات المراجعة الداخلية في بعض المنشآت الحكومية وهي تعلم بأن عدم وجودها مخالف للقانون ؟
لماذا لا تسأل الحكومة جميع مسؤوليها عن سبب تعيين أشخاص غير مؤهلين ولا يمتلكون الخبرة لإدارة المراجعة الداخلية ؟
لماذا لا تسأل الحكومة عن سبب قيام بعض من محافظي المحافظات بتغيير بعض المتحصلين من الأجدر إلى الأسوأ ؟ ما سر قيامهم بتغيير أشخاص كانوا يوردون لخزينة الدولة مبالغ كبيرة وتعيين أشخاص بديلاً عنهم يوردون لخزينة الدولة مبالغ أقل ؟
لماذا لا تقوم بعض الجهات والدوائر الحكومية بموافاة الجهاز المركزي ووزارة المالية بنسخ من تقاريرها الرقابية قبل أن يقوم الجهاز والمالية بطلبها منهم ؟
لماذا الحكومة عاجزة عن اتخاذ أي إجراءات رادعة تجاه كل مسؤول لم يقم بواجبه أو يرتكب الأخطاء والتجاوزات ويمارس الظلم والتعسف وكأن الوزارة أو الجهة التي يرأسها أصبحت ملكاً لأبوه يتصرف فيها كيفما يشاء ؟
لماذا لا تستشعر الحكومة دورها وتدرك بأنها حكومة إنقاذ في ظل عدوان وتقف بكل قوة تجاه كل التصرفات والتجاوزات والأخطاء التي ترتكب وتتماشى وفقاً لمخطط ما يسمى “الرياح الباردة” ؟
أصبحنا نستحي ونخجل ونشعر بالعار عندما نتكلم ونكتب عن أخطاء وتجاوزات وفساد بعض مسؤولي الدولة ونحن نعلم بأن كل ما يرتكبونه جزء من مخططات قوى العدوان الخبيثة لتخلق استياء وتذمراً ولكننا نفعل ذلك لإيقاظ حكومتنا النائمة بأن عليها أن تستفيق من سباتها وتستشعر المسؤولية لتلافي ذلك ، وإن سكتنا عن ذلك فعقوبة الله ستحل علينا بسبب سكوتنا .
الخلاصة : على قيادة الدولة والحكومة التحرك الجاد والمسؤول واستشعار المسؤولية وبهذا سنقضي ونفشل ذلك المخطط الخبيث مخطط “الرياح الباردة” حينها سترى الوعي تلقائياً عند الجميع الصغير والكبير, الرجل والمرأة, الدكتور والمعلم, العامل والمزارع , كل أبناء الشعب وسيتصدون ويواجهون أي شخص وأي وسيلة تقوم بتنفيذ ذلك المخطط .