شكرا للسيد عبدالملك .. كشفت لشعبك سر الصفقة
عبدالجبار الحاج
حدثان مهمان خلال الأسبوع الماضي ؛
الاول والاهم هي الهجمات اليومية المتتالية الصاروخية والطيران المسير على منشأت العدو السعودي وفي استمرارها على هذا النحو التصعيدي اليومي موجهة على ارض العدو مباشرة تشكل وتؤصل لضمانة تحول نوعي في المعركة وبشارة حرب تحرير لكل شبر محتل في نجران وعسير وجيزان وبدون هذا لن نقبل ان نقف امام التاريخ نحن اليمنيين ، وجلين خجولين عندما نسأل امام أجيالنا ما الذي انجزتموه في الحرب ضد ال سعود وكم أرضا محتلة حررتم وكم شبرا استعدتم وكم جزيرة أعدتم إلى بحرها وبرها اليمني واي كرامة استعدتموها واي عزة صنعتم واي درس لقنتم العدو لا يتجرأ بعده بعدها عدو على التفكير في ايذائكم ؟!
هذا هو الحدث الأهم. . والأهم كما يراه اي مراقب ومتابع من بعيد كما هو الذي يراه ويلمسه كل يمني وهذا المسار هو المقرر حتى نهايات المعركة المشرفة وإن طالت سنوات او عقودا ….
الحدث الثاني :
عدم السماح للوفد المفاوض بالسفر إلى جنيف ..ولماذا نصر على السفر لو كان سمح للطائرة أن تسافر بمن عليها من جرحى مادامت عودتتا معرضة للمنع والاعتقال ولماذا عمان او الكويت فقط ..لماذا لم تكن الجزائر عربيا أو الصين دوليا ضمينا موثوقا على الاقل مثل هاتين الدولتين ستعلن عن عجزها مسبقا لو لم تمتلك بيدها ضمانات نقل الوفد ذهابا وايابا ..
بعد ذلك بأي ثقة كنا سنضمن السفر بطيران وضمانات كويتية هو نوع الإغراء الذي يسيل لعاب العدو للتمادي وبعد ذلك ..
وطبعا هذه الأسئلة والإجابة على فرض أن الذهاب إلى التفاوض امر محتوم وله ثماره ..
أما من وجهة نظري فإن الذهاب إلى التفاوض ضرب من العبث وضرب مضاعف للغبن نساهم فيه وضرب من الانسياق الاعمى خلف مقولات الإصغاء للمجتمع الدولي وهو المجتمع الذي عجز عن تامين مسلك آمن وبلا عوائق لمبعوثه الاممي ولست هنا من منطلق التعاطف مع المبعوث ولكني من منطلق أنني أرثي حالة وفدنا إن ذهب إلى جنيف هكذا بلا شروط وبلا موقف يسجله سلفا في انسحاب فوري من أرضنا وجزرنا.
امام مسيرة الوفد البائسة خلال الفترات الماضية فإنني في الحقيقة من منطلق أن كشف الحقائق مهما كانت موجعة ومؤلمة فالعيب اخفاؤها لا اعلانها وعليه فاني بحق أسجل الشكر للسيد عبدالملك الذي كشف سر الصفقة لشعبه فهي حقيقة تمنحه القوة أمام شعبه ولا تضعفه ….
سر الصفقة التي كشفها السيد عبدالملك في خطاب أول امس السبت عن جعل المفاوض ليس مجرد معتقل فحسب بل أسير مقابل اسرى وهو امر لا يقبله كل يمني كما لا يقبله هو وكل ضمير حي في العالم !!!
اليس حريا بنا إعلان هكذا حقائق على مرارتها للشعب وللعالم اولا بأول ..
فتعرض الوفد اليمني للاعتقال في الكويت وسواها أمر كنا ندركه ونلمسه بحكم التجربة التفاوضية التاريخية التي أغرت آل سعود بالتمادي بهذا السلوك كنهج شجعها غلى المضي في ظل صمت وتستر وتقبل المفاوض عبر مسيرة تاريخية منذ 1934 مع رئيس الوفد اليمني عبدالله الوزير ..ومحطات أخرى في الستينات ..لكن مالم نكن نتوقعه أن يجري إطلاق سراح الوفد بصفقة تبادل اسري بجواسيس امريكان وقعوا في قبضة الامن اليمني ..!!؟
بعد مئة يوم من الاسر في الكويت هل نذهب ..ثانية !؟
حقيقة ان الوفد اليمني كان في واقع الحال مجرد قائمة من الأسرى في فخ التفاوض داخل فنادق وقصور أثيرة أمر كنا ندركه ونراه وقلناه مرارا وتكرارا على شاشات الفضاء الإعلامية وعلى صفحات الجرائد وشبكات التواصل الاجتماعي ….
لكن الامر الخطير الذي لم نكن نعلمه ان وفد اليمن الذي تعرض للاعتقال ثلاثة أشهر والتزم الصمت طوال تلك المدة وما رافق الاعتقال من وقائع التهديد بالموت أو إبلاغهم بان مصيرهم الموت وقبله الإكراه على طلب التنازل عن اي تعويض عن دمهم يترتب على قتلهم والأخطر من ذلك وبعد كل هذه الفضائخ الإجرامية القيام بإجراء صفقة تبادل مع جواسيس مقبوض عليهم في اليمن …
بعد مئة يوم من الاعتقال أولا ثم الأسر ثانيا ثم التفاوض على عملية تبادل الوفد المفاوض الأسير في الكويت بمجموعة من الجواسيس الامريكيين .فإن ما كشفه السيد عبد الملك الحوثي في كلمته يوم السبت الماضي قائلا: لم نتمكن من إطلاق الفريق المفاوض من الكويت آنذاك إلا من خلال عملية تبادل بعد أن القى الأمن القومي القبض على جواسيس امريكيين ..
حتى لو كان أمر سفر الجرحى إلى جانب الوفد آمراً لم يواجه باي قرار من دول العدوان يمنع أو يهدد أمن الطائرة ومن عليها أو حتى مجرد إجراء من شأنه أن يعطل السفر ، فإن ذهاب الوفد المفاوض مرة ثانية وثالثة إلى معتقل أثير الثرى وفير الفراء هو بالغ الإهانة للشعب اليمني يتشارك فعلتها المفاوض اليمني للأسف ..
فوق أن إي مساس مباشر او غير مباشر بالرسل والوفود أثناء الحروب امر صفر الحدوث في سلوك الدول والجيوش المتحاربة وفي الأعراف والقيم المتعارف عليها والنافذة منذ الاف السنين قبل أن تكون هناك تصوص قانونية دولية مكتوبة ..