استطلاع/ هيثم القعود
باتت مطاعم الوجبات السريعة خلال فترة عيد الأضحى المبارك من أهم المطالب الأساسية بالنسبة للمواطن اليمني خلال إجازة العيد. حيث نجد قطاع المأكولات يستعد لتلك المناسبة بكامل طواقمه وقدراته الاستيعابية لاحتواء الكم الهائل من الزبائن والعملاء الذين يجدون مطاعم ” الوجبات السريعة ” من ابرز الأمور التي تجعل فرحتهم العيدية تكتمل لهم ولأسرهم. ولكن غصة وجع ترافق أصحاب ذوي الدخل المحدود في شكواهم ضد تلك المطاعم وما يواجهونه من ارتفاع بسبب الطلب المضاعف للوجبات السريعة. آراء وانطباعات وشكاوى من مواطنين تجدونها في هذا الاستطلاع :
الوجبات السريعة .. نكهة العيد
(خالد المهنأ) موظف في أحد القطاعات الخاصة يرى أن جو العيد بدون مطاعم الوجبات السريعة كالصورة التي يكون لونها بالأبيض والأسود. فالمطاعم كحد وصفه هي المحيط لفرحة العيد لأسرته والعديد من الأسر واصفاً تجربته مع المطاعم بأنه لا يمر العيد إلا وقد حل ضيفاً عليها خصوصاً إذا تم افتتاح مطعم جديد جدير بالتجربة .. مختتماً بقوله إن مناسبة عيد الأضحى السعيد أيام فرح وبهجة وسرور من الله القدير ولا نجد أياماً شاغرة إلا في تلك الأيام الفضيلة وذلك بسبب العمل المتواصل وضغوطات الحياة الصعبة التي جعلتنا لا نعرف ان لأنفسنا حقاً علينا.
الرقابة غائبة !!
بالرغم من الازدحام الكثيف والأسعار الباهظة إلا أن الاقبال على تناول الوجبات السريعة كبير جداً مقارنة بالأيام العادية .. (خليل العمري) أعتاد على زيارة مطعمه المفضل لمرة واحدة فقط خلال فترة العيد وذلك بسبب عدم قدرته المادية لتكرار الزيارة مرة أخرى .. لذلك نوه ( خليل) بضرورة مراقبة تلك المطاعم من قبل الجهات المعنية وفرض العقوبة الكاملة عليها لما تراه فرصة لاستغلال تلك المناسبة خصوصاً وان ذوي الدخل المحدود أصبح همهم الأساسي كيفية العيش وتغطية احتياجاتهم اليومية بعيداً تماماً عن الكماليات التي اعتادوا عليها سابقاً.
حاجة اضطرارية
(عديل ماهر) زائر من محافظة عدن والذي يتواجد في العاصمة صنعاء لقضاء إجازة العيد ترك انطباعاً ملحوظاً وذا أهمية وهو أن مطاعم صنعاء خلال فترة العيد باتت أسعار وجباتها السريعة مبالغاً فيها نسبياً وذلك بسبب الطلب الهائل على المأكولات لأسعار الوجبات حتى أن سعر الدجاجة المشوية وصلت قيمتها إلى ( 1600) ريال ناهيك عن أن (عديل) لا يمضي يومه هو وأسرته إلا ويطلب وجبات متكررة من مختلف المطاعم وذلك بسبب انه في فترة سياحة هو وأسرته بعيداً عن مسكنه الخاص. لذا يضطر آسفا كما يقول إلى أن يخضع ويستجيب لشراء المأكولات السريعة حتى وإن كان سعرها مبالغاً فيه وذلك بسبب الحاجة الملحة.
أين نحن من هذا ؟
في بلجيكا تواجد (عزيز) في زيارة خاصة لتكملة دراسة الماجتسير قبل 6 أعوام, حيث يخبرنا أنه ترك انطباعاً جيداً عن قدوم المناسبات الدينية كشهر رمضان المبارك وعيد الفطر وعيد الأضحى في ذلك البلد .. ووجد أن السلطة في تلك الدولة تجبر أصحاب المتاجر التجارية بالأخص البقالات, والسوبر ماركت , بالإضافة إلى مطاعم الوجبات السريعة على تخفيض قيمة سلعهم إلى 20% من قيمتها الأصلية وذلك احتراماً وتقديراً لمكانة الإسلام والمسلمين وما يترتب عليهم من أعباء إضافية خلال شهر رمضان المبارك والعيدين. لهذا ندد ( عزيز) بما يقوم به التجار وخصوصاً مستثمري قطاع الملبوسات والأغذية من استغلال تلك المواسم الدينية وفرض جشعهم برفع أسعار السلع والمأكولات متناسين تماماً أننا من دين واحد ومن أبناء يمن الإيمان والحكمة.
ختاماً ..
الدور الرقابي غائب جداً عن تلك المطاعم حيث يوجد هناك تلاعب بالأسعار وابتزاز للمواطنين بسبب كثرة الطلب عليها. لا بد من توحيد الجهود من قبل الجهات المعنية بضرورة توحيد وتثبيت أسعار الوجبات الغذائية وخصوصاً منها السريعة لتمكين المواطن البسيط وذوي الدخل المحدود من شراء الوجبات والاستمتاع بفرحة العيد التي تعتبر مناسبة دينية فرضها الله علينا لما فيها من المودة والرحمة والسعادة وليست مناسبة لرفع الأسعار وحرمان العديد من الأسر من الشعور بفرحة العيد .