عدن تنهض بوجه الاحتلال

 

إبراهيم الحمادي

بعد أن برزت المعاناة في الجنوب الذي زعم الاحتلال تحريره ،والتي يعاني منها ويكابدها الجنوبيون ،وبعد ترحيبهم بالمحتل ،رضوا أن يكونوا تحت وطأة المحتل ومشيخة آل زايد ،حتى وصل الحال إلا ماهو عليه اليوم من ارتفاع للدولار مقابل الريال اليمني ،والذي تسببت بارتفاعه حكومة الفنادق عند طباعتها للعملات الجديدة ،ناهيك عن المصاريف والأموال الهائلة التي تحول للمرتزقة في فنادق الرياض والصرف والفساد الذي يحدث في الداخل ونهب للأموال العامة من قبل أذيال الغزاة للعب بمقدرات وثروات هذا الشعب ،وماهو اليوم الحاصل في عدن ليس سوى بداية النهاية ،وبداية الإفاقة من السُبات الذي أصاب أبناء الجنوب الأحرار ،صحيح هُم لم يسمعوا ولم يأخذوا بمحمل الجد تحذيرات القيادة السياسية في صنعاء ،لكن اليوم هُم ينظرون بالواقع ،فإذا استمر أبناء الجنوب بنهوضهم ولو كان متأخراً فهُم حتماً سيطردون المحتل وأدواته ،إذا شهدت جميع مدن الجنوب هذا النهوض فاليمن حتماً سينتصر بأبنائه ،وسيعود الغزاة يجرون أذيال الخيبة والهزيمة .
نهضة جديدة في تاريخ عدن والجنوب شهدتها وستشهدها كل المحافظات الجنوبية ،فبعد أكتوبر الثورة التي أطاحت بالمستعمر البريطاني ،يستمر النضالُ الوطني في مواجهة وريثه المستعمر الأمريكي العائد زحفاً على أحصنة سعودية إماراتية وعملاء محليين انقلبوا على أعقابهم ،ساعدوا بتدهور العُملة ويقتلون الشعب اليمني بحصارهم بعد طائراتهم ،واليوم يحاربونه بعملته ،سياسة جديدة اكتسبها الإماراتي والسعودي من شيطانهم الأكبر أمريكا بحرب العملات والاقتصاد وتجويع الشعوب ،لم يكتفوا بقصف الشعب اليمني وهاهُم يجوعونه ،أكثر من ثلاثة أعوام ألقت بظلالها على الجنوب وتحديداً منذ ما يسمى بـ”تحرير عدن”، عانى فيها الجنوبيون والشعبُ اليمني ككُل الويلات ،ويوماً بعد يوم تزداد حالتهم سوءاً وتدهوراً ومرضاً وفقراً ،وسرقت منهم السكينة والطمأنينة وسط الاغتيالات والتفجيرات وحالات الاختطاف والاغتصاب والإخفاء القسري .
الجنوب اليوم نهض وخلع رداء الذل ،كسر حاجز الصمت ،كيف وهو شعبُ سيظل وفيا لتاريخه العريق وماضيه المجيد ،مستمراً على نهج التحرر مقدما قوافل من الشهداء القديسين الأخيار ،حيثُ تشهد محافظة عدن زخماً جديداُ اكتوبريا يؤكد على مواصلة ثورة جبال ردفان ضد الغزاة الأمريكان ،ضد مستعمر يطمع أن يعود ليبقى مائة سنة أخرى وأكثر ، فحمل الجنوبيون على عاتقهم المسؤولية الدينية والتاريخية بأن يبادروا إلى صده ويسارعوا إلى منعه ،وثورة اكتوبر وقد احتشد فيها الأجداد والأسلاف ،اليوم يخرجُ فيها الأحفاد والأنساب خيار كل الشعب اليمني لمواجهة الغزاة الجدد ،وتجذيرا للوعي التحرري الاستقلالي سيكون الجنوبيون جميعاً والشعبُ اليمني بأكمله واقفين في وجه الغزاة الجدد ، لاقتلاع حكومة الفنادق وعدوانه “الكلب اللاهث” وراء سيده الأمريكي ،عنفوانٌ شعبي يفورُ في المحافظات الجنوبية استعداداً لثورة تطيح بالأمريكي وأذياله المستعربين ومرتزقتهم عملاء الداخل خونة دماء أمن السبعين ،محيط بشري مختل القيم، القوي فيه يأكل الضعيف ،وتلك رسالة شعبنا اليمني يخاطب بها عالـمًا يرزح تحت وطأة أزمات وحروب على مستوى الإقليمية بحثاً عن أمن وكرامة وكسرة خبز وشربة ماء ،وهي قضايا في بساطتها تؤرق شعوب العالم في أنحائه ،وانكشف الإخوان ،إخواناً شياطين متآمرين ،ولصوصا سلابين ،وقوما جاؤوا بالخارج لتدمير بلدهم هاهم أصبحوا مشاريع تخريب ،ومعاولَ هدم ،كما كان حالُهم قبل هروبهم عصابة استبداد ،وقطاع طرق ،ناهبي ثروات المستضعفين ،وحياتهم كلها فساد ،وهل إلا اللصوصية كانت تميز أعمالهم نهبا للمال العام دون حسيب أو رقيب ،وبعد هروبهم أمام ثورة الشعب أمعنوا في باطلهم ،وتلطخت أيديهم بالدماء ،وظهرت على وجوههم غبرةُ الخيانة ،ترهقها قترةُ العمالة ،رفعوا بحصارهم معاناة شعب الكرامة ،وحالتهم تلك هي التي تخيفهم من استحقاقات حوار تتطلب اعترافا بالخطيئة ، وتراجعا عن طريق الارتزاق والتسول ،لكنهم رفضوا ،وهاهُم يُحاسبوا ،وسيظل الشعب حتى قيام الساعة يطاردُهم في ميدان الحرب والسياسة ،معطيا لكل ذي حق حقه ،ليُعد عاليها سافلها بإذن الجبار ،قاضي القضاة يوم القيامة ،والانتصارُ عليها انتصارٌ لإنسانية سيكون لها يوما وفود ترسلها إلى الشعب اليمني تباركُ له ثورةً انتصرت لكل أحرار العالم.

قد يعجبك ايضا