حسن الوريث
يقال في المثل “أن تصل متأخراً خيراً من أن لا تصل” بمعنى أن الوصول المتأخر أفضل من عدم الوصول وهذا ما ينطبق على مبادرة النادي الأهلي بصنعاء بتكريم الدكتور عبدالوهاب راوح, فهذه المبادرة وإن جاءت متأخرة قليلاً لكنها مثلت بحق وحقيقة روح النادي الأهلي الذي نعرفه دوماً صاحب المبادرات الرياضية والإنسانية والسباق دوما إليها, وبالتأكيد أنه تفرد هذه المرة وكعادته في التميز والتفرد هذه اللفتة الإنسانية الرائعة بتكريم أحد أهم الشخصيات التي أرست مداميك البنية التحتية الحديثة للعمل الرياضي والشبابي في اليمن.
وكما وصل النادي الأهلي ولو متأخراً كان الأمر بالنسبة لي من خلال الكتابة عن هذه المبادرة وعن الشخصية الرياضية الرائعة الدكتور عبدالوهاب راوح لكن الأهم أنني وصلت على اعتبار أن عدم المشاركة في هذا العمل سيعد تقصيراً كبيراً بالنسبة لي تجاه ذلك الإنسان الذي يستحق منا جميعاً رياضيين وإعلاميين كل الاحترام والتقدير لما قدمه في خدمة الرياضة اليمنية وفي الحقيقة كان التقصير وارداً منا جميعاً لكن مبادرة النادي الأهلي بصنعاء جاءت لتلافي ما يمكن تجاه هذه الشخصية التي كان لها ومازال أثراً فاعلاً وكبيراً في مسيرة الرياضة اليمنية وربما سيظل ذلك الأثر ما وجد صندوق رعاية النشء والشباب والذي نتمنى أن يتم تطويره وتحديثه من قبل القيادات الرياضية سواء الحالية أو التي ستأتي.
مما لاشك فيه أن هذه الاحتفالية التكريمية للدكتور عبدالوهاب راوح وأن كانت بسيطة أمام الجهود الكبيرة والخدمات الجليلة التي قدمها للرياضة والرياضيين لكنها تساوي الشيء الكثير سواء بالنسبة له أو حتى لكل من يقدم خدمات ويبذل جهودا متميزة والذين يشعرون من خلال التكريم بأن ما يقدمونه لن يذهب سدى ولن ينساه الناس إطلاقا وبالتالي فهو بمثابة الدافع والحافز لاستمرار العطاء من قبل الجميع وبالتالي فإن هذه الاحتفالية التكريمية جاءت إستشعاراً من النادي الأهلي بالمسؤولية الملقاة على عاتقه وعاتق كل الأطر الرياضية وترجمة للحرص الدائم منه على تكريم مختلف الشخصيات الوطنية التي كان لها دور بارز وحيوي في تطوير العمل الرياضي والشبابي في اليمن وتعبير بسيط من كل الرياضيين والشباب عن شكرهم وامتنانهم وعرفانهم وتقديرهم لجهود هذه الشخصيات الوطنية البناءة وعملهم المخلص للوطن وشبابه ورياضته.
الشيء الأكيد أن الدكتور راوح كان له بصمات واضحة وملموسة في مختلف المجالات الرياضية والشبابية في اليمن لا تزال وستظل شاهد عياناً على عقلية فذة قل نظيرها ولا ينكر جهوده سوى جاحد, فرغم مرور ما يقارب العقدين من الزمن منذ أن ترك الدكتور راوح منصبه في وزارة الشباب لا تزال ألسنة الرياضيين والشباب تلهج باسمه وتذكره وبصماته بكل خير وامتنان، والجميع يكنون له كل الاحترام والإجلال كونه صاحب اليد الأساسية في تطور البنية التحتية للرياضة اليمنية وكل الذين جاءوا إلى الوزارة من بعده يدينون له بالفضل ولم يكونوا يقدمون أي شيء للشباب والرياضة دون وجود صندوق رعاية النشء والشباب الذي ولد في عهده كما أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء تطوير الصندوق لكنهم ربما أسهموا في تراجعه وتحول دوره إلى أشياء أخرى تحدثنا عنها كثيرا, فشكرا له يوم ولد ويوم تولى الوزارة ويوم خرج منها ويوم يبعث فصدقته الجارية للشباب لن تنسى على حد تعبير الزميل العزيز فؤاد العابد.
هذه اللفتة من النادي الأهلي بصنعاء جاءت ليس في وقتها فحسب بل أنها كانت بمثابة إعادة الروح والأمل للدكتور عبدالوهاب راوح الذي حضر رغم ظروفه الصحية الصعبة لكنه وكما قال لي أحد زملائه أنه اليوم كان أسعد من أي وقت مضى وعادت إليه روحه التي عرفناه بها بعد أن كان قد تلاشى لديه الأمل وتملكه اليأس وتمكن منه المرض فذهب ذلك كله في لحظة التكريم التي قال عنها بأنها من أسعد لحظات حياته.
ثناء وعتاب..
الثناء بلاشك سيكون لرجل الأعمال الأستاذ يحيى علي الحباري الذي رعى هذه الاحتفالية التكريمية وقدم منحة علاجية للدكتور راوح ونحن هنا يجب أن نقف احتراما وتقديرا للحباري على هذه اللفتة وكل ما قدمه للرياضة اليمنية فيما سيكون العتب الكبير موجها لوزير الشباب وقيادات وزارته الذين لم يكن غيابهم عن حضور هذه الفعالية مبررا رغم أن راوح وصندوقه هو السبب فيما أنتم فيه من بحبوحة العيش وكان يفترض أن تكونوا في مقدمة الصفوف إضافة إلى تقديم ما يمكن تقديمه له من الصندوق لاستكمال علاجه, اعتقد أن الرسالة وصلت فمن تقلد منصب وزير الشباب والرياضة ومسؤولية الصندوق خلال أزهى فتراته يبحث عن العلاج في حد ذاته دليل على نزاهة الرجل ونظافة يده وفي الختام سنقول شكراً أهلي صنعاء وشكرا يحيى الحباري.