دعوا الشعب يصنع
أمين عبدالوهاب الجنيد
من أجل أن تكتمل مشاركة الجميع في انجاز النصر وتأدية الواجب… من أجل السير وفق سنن الله ومواكبة استيعاب التمكين القادم والتهيئة للنصر المبين. أحببنا أن نناقش في هذا المقال جزءاً يسيراً من جوانب وعوامل التهيئة في المجال العسكري والذي بموجبه يتحتم علينا تقديم وتقييم الانجاز العسكري في اليمن بشكل شفاف من منظور كيف نستطيع إشراك الأمة اليمنية في المساهمة العملية والعلمية لبلوغ مراحل الانتصار العلمي والبحثي والتقني في الجانب العسكري وخلق مساحة كبيرة للتفاعل المجتمعي.
ولغرض تنفيذ ذلك يتطلب الوقوف عند تقييم الانجازات والاستفادة منها والإخفاقات وإشراك الجميع في تقديم الحلول لها وعكس الحالتين على الواقع الشعبي والأكاديمي والتربوي والتعليمي لخلق حالة تفاعلية يستنهض من خلالها كل طوائف وشرائح المجتمع.
في البداية يلاحظ المؤمنون أن العجز لا يزال في أداء وحدات الدفاع الجوي هو العائق الأبرز ، والتطور في وحدات الطيران المسير هو الإنجاز الأعظم، والبطء في وحدة التصنيع الصاروخي، وكذلك الاستحياء من إطلاق وتعميم الصرخة في جميع المدارس والجامعات.
وبالتالي سنحاول طرح بعض الأفكار والمقترحات عسى أن تنال الإعجاب فيتشارك الجميع في الدفع بها لتنال الأمة شرف الإسهام في تحقيق النتائج المرجوة وتتهيأ للمسؤولية العظمى لما بعد ذلك ومنها :
أولا : افتقار الأمة لوسائل الدفاع الجوي لإسقاط غطرسة الاباتشي وغيرها من الطيران الذي قتل الجميع منذ أربع سنوات.
فكرة الحصول على الحل :
يستوجب على القيادة السياسية خلق توجه عام من خلال إصدار قرار يدعو ويخول الجميع أو كل من لديه القدرة في المساهمة الفاعلة عبر المشاركة الشعبية بما فيه إلزام الجامعات و النخب العلمية والمتعلمين وكافة المهنيين والفنينن والحرفيين وغيرهم من المهتمين وأصحاب الهوايات ، بأن يبادروا كل بحسب قدرته وامكانيته إلى تقديم أي رؤى أو حلول أو أفكار علمية أو اختراعات أو ابتكارات أو نظريات وغير المهم أن تصب في مجالات تصنيع وتطوير وابتكار معدات وتجهيزات أنظمة الدفاع الجوي.
وبالتالي : سنستطيع من خلال هذه الرؤيا حصد الكثير من الأفكار وردم فجوة عدم استغلال العقول والخبرات والشهادات لغير المفعلين في الساحة وضمهم إلى الواقع العملي، مما سيعمل على تفعيل شريحة كبيرة مغيبة عن مسؤوليتها ، واستنهاض الهمم والأفكار لديهم إضافة إلى تطوير الأداء عبرهم ، كما أن إضافة شريحة جديدة إلى الصف لها اثر كبير في توسيع دائرة تزكية النفوس.
فنحن واثقون كل الثقة انه كما كان للشعب شرف الصمود والمواجهة المتمثل في اللجان الشعبية والإنفاق المالي والنفير إلى الجبهات ، سيكون لهذا الشعب شرف المشاركة العلمية والنهضة التقنية كما قال تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
لذا : يجب أن تتسارع الخطى نحو تفعيل مثل هذه الخطط رسميا عبر الإعلام والمؤسسات التعليمية ومراكز الأبحاث وشعبيا عبر دعوة الجميع كما اشرنا سابقا ، فالعقول اليمنية معطاءة والكثير من المفكرين والحرفيين والمطلعين والمهتمين سيكون النزول عند رغبتهم بمثابة تسليم من المومنين وبراءة من المعتدين(وتوبة من الإسراف )، ففضل الله يؤتيه من يشاء .
كذلك كسر حصر مهمة شرف الدفاع في مجموعة أو جهة بعينها فقط.. فالله قد يهيئ من بين القوم مَن على أيديهم القدرة والفتح في إضافة الجديد وابتكار أنظمة جديدة بوسائل بسيطة ستساهم في استكمال فكرة انجاز مشروع الدفاع الجوي ، كما ذكرنا الله بهذا الموقف حين قال (قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ) (فكرة صادقة من العوام البسطاء ) سطرها القرآن الكريم.
الآليات التنفيذية.
يجب أن يفعل هذا النشاط العلمي ضمن مسيرتنا الجهادية المقدسة في السياق الرسمي وعبر القنوات الإعلامية ضمن مدة زمنية ستتصاعد وتيرتها نتيجة التفاعل والاستجابة والتقييم والبلورة لكل الحلول المقدمة ، حيث يجب أن تتمثل الاستجابة في فتح قنوات لها توجهات محددة تبدأ من عملية الإعلان ثم المتابعة والمشاركة والمساهمة والاستقطاب واستلام الأفكار وتقييمها وتصويبها واستقطاب أصحابها أو مكافأتهم. المهم إشراك المجتمع والتفاعل معه وتحميله جزءاً من المسؤولية…
مع العلم أن غايتنا في المسيرة القرآنية ليست صناعة صاروخ أو منظومة دفاع جوي بقدر ما تعتبر هذه الانجازات رصاً وتفاعلاً للامة لاستنهاضها علميا وثقافيا ومواصلة التأهيل.وإشراك المجتمع في جميع القضايا وإشعاره بالمسؤولية وليعلم الله ما في قلوبنا..
ثانيا: الطيران المسير
انطلاقا من مقومات النجاح في هذا المجال يجب أن تنعكس تلك الانجازات لتصبح بساطاً أو قاعدة علمية ينطلق عبرها عقل الطالب اليمني صوب شق آفاق جديدة وعلوم حديثة تبدأ من حيث انتهى الآخرون، وبالتالي يستوجب لتنفيذ واستغلال هذا النجاح القيام بالتالي:
أولا: إعداد كتاب شامل من قبل المختصين في مجال صناعة الطيران المسير وادراجه ضمن منهج الثانوية العامة وكذا ضمن التخصصات الهندسية في الجامعات لتصبح ثقافة التصنيع للطيران المسير آخر تكنولوجيا العالم تجربة عملية لطلاب اليمن نحو الانطلاق صوب الابتكار. وهدم وازاحة كل العوائق والسواتر التي فرضتها دول الهيمنة والاستكبار على شعوب العالم فلن نخاف اليوم لومة لائم..
في حال تم تنفيذ هذه المقترحات سنجني التالي :
1 – تلاشي أنظمة الرصد والتعقب على العاملين في مثل هذه الأنظمة كونهم أقلية مما سيجعل من اليمن ساحة مفتوحة للأبحاث العلمية يصعب رصد مواقع التصنيع ومراكز الأبحاث.
2 – سيكون لهذه المشاركة مردود ثقافي وتوعوي سيجعل الأعداء أكثر غيظا وأشد رهبة واقل حيلة في الردع.
3 – فتح أفق واسع للعقل ليبدأ مشواره في الإبداع والتصنيع وفك قيود الهيمنة.
4 – بعث رسالة للعالم أن القيود تحطمت عند أقدام طلاب اليمن وأصبح الإبداع في متناول الجميع…
ولا قوة إلا بالله